حفل افتتاح المهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية في دورته الخامسة عشرة الذي تصوره فنيا الفنان فتحي الهداوي وتم تجسيده مساء أمس بشارع الحبيب بورقيبة في مرحلة أولى وبفضاء المسرح البلدي بعد تأخير ملحوظ كان من حيث الشكل والمضمون في مستوى احتفالية ثقافية في أول دورة للمهرجان بعد الثورة. وكان ذلك واضحا من خلال تصور لتعبيرة فنية تتماشى والتطورات والأحداث التي عرفتها البلدان العربية وتجلى ذلك بالأساس في الإقبال الجماهيري الكبير على العروض التي انتظمت بالشارع الرئيسي بالعاصمة وما رافقها من تنظيم محكم. وما يحسب لهذا الحفل هو انفتاح المسرح كمنجز ثقافي على مجالات حياتية متعددة من خلال تشريك المجتمع في الحدث على غرار ما رايناه من تشريك الأمن في المشروع الثقافي على اعتبار أنه جزء من واقعنا اليومي. فقد قدمت فرق الشرف والموسيقى النحاسية والخيالة التابعة للشرطة والجيش والحرس الوطنيين استعراضا بعزف سنفونية البداية. وقد نجح فتحي الهداوي في تصوّر عرض استطاع من خلاله أن ينزل إلى الشارع ويستقطب المارة من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية ليأخذهم من زحمة المشغل اليومي المتمثل في الاحتجاجات والإعتصامات والمطالب والانتظارات لتنخرط مع العروض الاحتفالية في تعطش كبير لتظاهرات احتفالية كبرى. أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من العرض الذي احتضنه فضاء المسرح البلدي بالعاصمة وحضره عدد كبير من العائلة الثقافية والمسرحية في بلادنا فضلا عن الضيوف والمشاركين في المهرجان فقد طغى عليه الجانب الاحتفالي الفرجوي الموغل في التقليدية من خلال مشاهد متواترة تنفتح على عديد الفنون تمثل بلدان وتحمل مضامين ورسائل لا تخلو من احتفالية بمشاركة عناصر من بلدان عربية بالأساس على غرار مصر وليبيا وسوريا وتونس باعتبارها البلد السباقة إلى الثورة وذلك احتفاء بالثورات العربية على طريقة فتحي الهداوي. في المقابل سجل هذا العرض غياب شبه تام لكل ما هو حداثي مما أضفى جانبا من الرتابة على الصورة التي باتت موغلة في الفولكلورية.