يتضح جليا، من خلال المسيرة الضخمة التي نظمها المجتمع المدني أمس وسط العاصمة، أن الشعب التونسي بكل شرائحه العمرية والاجتماعية والسياسية، يقف صفا واحدا للدفاع عن الحرية بكل تمفصلاتها، وعن الديمقراطية في كل تجلياتها... وقد رفعت في هذه المسيرة عديد الشعارات تنادي كلها، بنبذ التطرف مهما كان لونه وتوجهه، يساريا كان أو يمينيا... وتبرهن كلها على أن تونس الثورة، تونس المستقبل، وطن جميع التونسيين، لا تمييز ولا فرق فيها بين مواطن وآخر إلا بالولاء للوطن والذود عنه، والسعي للرقي به في جميع المجالات.. شعارات تؤكد بكل إلحاح أن أبناء تونس دون استثناء ينضحون وحدة صماء، رغم الداء والأعداء... والمثلج للصدور فعلا، أن مسيرة الأمس الضخمة جدا لم تعتريها تجاذبات، ولم تصبها حمى الانقسامات، فكان مؤثثوها متحدين، متناغمين متراصين، كتلة واحدة، للوقوف ضد التطرف مهما كان لونه.. كتلة واحدة ضد المس من حرية الرأي والتعبير مهما كان الثمن.. كتلة واحدة للدفاع عن أهداف الثورة، وتحقيق طموحات صانعيها... إن تونس الديمقراطية.. تونس الحريات.. تونس الكرامة.. تونس التي نصبو إليها جميعا، تجلت أمس شامخة على جباه أبنائها المؤثثين لهذه المسيرة، وفي شعاراتهم المرفوعة...