طرد السفير السوري من تونس الثورة، أثار العديد من ردود الأفعال المختلفة و«المتلوّنة».. وقد وظّفه الكثير من الصائدين في المشهد السياسي العكر، لكيل التّهم وأخواتها للديبلوماسية التونسية، تصب كلها في خانة المراهقة السياسية، وقلّة الخبرة، والارتجال... وهلم تهما ونعوتا.. وعللا وقصورا.. بل البعض ذهب إلى اعتبار طرد السفير السوري خيانة، و«طردا تعسّفيا»، لا يستند إلى «قوانين» وأعراف ديبلوماسية.. وطفق هؤلاء السياسيون «الجهابذة» يحلّلون وينجّمون ويبصّرون، ليصلوا في النهاية إلى نتيجة واحدة مؤداها أن الديبلوماسية التونسية «قاصر».. «قاصر»، وقراراتها مملاة عليها من الخارج... هكذا (!!!) ويغرّد هؤلاء، منادين بضرورة التشاور والتحاور مع الأطراف والأطياف السياسية لاتخاذ مثل هذه القرارات... ولكن، هل يريد ديبلوماسيو الركوب على الثورة أن يتم إجراء استفتاء شعبي قبل أن يقع طرد سفير يمثل نظاما دمويا، يقتّل مواطنيه يوميا بطريقة «هولاكويّة»، وحشية، لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بالحرية والديمقراطية، والعيش الكريم؟! وهل يريد «المتجلببون» ب«الدوبل فاص» السياسي، ألا يقوم رئيس الجمهورية، أو رئيس الحكومة بزيارة دولة ما، إلا بعد الحصول على إذن مكتوب «معرّف بالإقصاء»؟!! وأراني، هنا، أسأل ولن أمرّ: هل «فقه» ذوي النعرات.. هو عليك المكتوب يا بلدي؟!