فوسانة الصباح بعد 5 أيام من العزلة التامة نتيجة الثلوج الكثيفة التي نزلت على قرية «عين جنان» من معتمدية فوسانة الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية وبقاء أهاليها يواجهون البرد والجوع بمفردهم تمكنت وحدات من الجيش والحرس الوطنيين في بداية ليلة أول أمس من فك عزلتها والوصول اليها وتوزيع مساعدات غذائية وأغطية ومياه على مواطنيها حيث تحول اليها وفد قاده مدير إقليم الحرس بالقصرين كمال الوهايبي ضمّ مجموعات من العربات الرباعية الدفع تابعة للحرس الوطني وعددا من سيارات اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي ووحدة عسكرية مصحوبة بدبابة لكسر طبقات الجليد الصلبة التي تغلق مدخل القرية. وإثر مجهودات تواصلت اكثر من ساعة امكن لهم حوالي الساعة السابعة ليلا ادراك الاهالي هناك رغم حصول عطب للدبابة وحسب احد مواطني المنطقة الذي رافق الوفد فان بعض اهالي القرية من شدة الجوع والبرد الذي عانوه منذ يوم السبت الفارط تجمهروا حول السيارات التي تحمل الاعانات واقتسموها بسرعة بينهم في لهفة غير مسبوقة لانقاذ ابنائهم الصغار في حين عبر آخرون منهم عن استيائهم من تأخر التدخل لفائدتهم 5 ايام كاملة وقالوا انهم حاولوا اللجوء الى الاراضي الجزائرية القريبة لطلب النجدة الا انهم وجدوا الطريق المؤدية اليها من الناحية الخلفية لهم حيث توجد ولاية تبسة مغلقة تماما بالثلوج.
الحماية تتدخل ل«توليد» امرأة
وقد برهنت موجة البرد الشديدة التي تعيشها جهة القصرين منذ حوالي اسبوعين والثلوج الكثيفة التي نزلت بها على الحس الوطني الكبير لعديد رجال الخفاء الذين يشرفون على نجدة المواطنين وايصال المساعدات لهم وفك العزلة عن القرى والمدن المعزولة وفي مقدمتهم اعوان الحماية المدنية ورجال الجيش الوطني واعوان الحرس وسائقو الجرافات وموظفو الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي.. والحادثة التي وقعت بين ليلة وفجر اول امس باحدى المناطق النائية بولاية القصرين التي عزلتها الثلوج وتجمعات المياه وطبقات الجليد السميكة خير دليل على تضحية رجال تونس من اجل تفريج الكرب عن غيرهم فحوالي منتصف الليلة المذكورة تلقت الحماية المدنية بالقصرين نداء استغاثة من زوج امراة على وشك الولادة تقطن بقرية «عين جنان» الحدودية التابعة لمعتمدية فوسانة يطلب من خلالها التدخل لمساعدتها ونقلها الى المستشفى لان قريته معزولة تماما منذ ايام وعلى الفور خرج طاقم نجدة على متن سيارة اسعاف من الحجم الكبير متجها الى القرية فوصل حوالي الساعة الثالثة فجرا لكنه لم يستطع المرور الى المنطقة فاضطر افراده الأربعة الى ترك السيارة وقطع اربعة كيلومترات على اقدامهم لادراك منزل المراة فوجدوها على وشك الولادة ولم يكن بوسعهم نقلها الى السيارة فطلبوا ان تتم عملية الولادة على عين المكان وهو ما تم بمساعدة بعض نسوة القرية اللاتي لهن خبرة في هذا المجال وتولى طاقم الاسعاف الاشراف على العملية ورعاية المراة ومولودها (ذكر) ومراقبة حالتهما طوال اربع ساعات ولما اطمأ نوا على ان صحتهما على احسن ما يرام غادروا المنزل بعد الساعة السابعة صباحا.