نوّهت الممثلة السورية زينة حلاق بموقف فناني تونس ومثقفيها الداعم لثورة بلادها والمندد بسقوط شهداء على يد القوات السوريّة وقالت في هذا السياق أنها تشكر زملاءها التونسيين على هذه اللفتة نافية أن يكون إصدار هذا البيان جاء نتيجة للطرد الرسمي للسفير السوري بتونس. وعن هذه المسألة أوضحت محدثتنا أن طرد السفير السوري تعتبره شأنا تونسيا داخليا لكنها ذكرت بأن السوريين المقيمين بتونس تظاهروا منذ بداية الأحداث وطالبوا بضرورة إغلاق سفارة دمشق غير أن هذا القرار لم يتخذ إلا منذ أيام قليلة قائلة أن تنفيذه في أكثر من دولة عربية - ولو متأخرا- هو وسيلة سلمية للضغط ونحن في حاجة إليها حتى نوقف بحر الدماء بالشام. وأشارت زينة حلاق إلى أن السياسيين التونسيين الذين يتساءلون عن حال مواطنيهم في سوريا لماذا لم يتذكروهم في الأشهر الماضية التي شهدت فيها الشام أبشع أنواع القتل والتنكيل بالضحايا. وكشفت الممثلة السورية أنها مقيمة حاليا بتونس بسبب المضايقات التي تعرضت إليها من طرف نظام الرئيس بشار الأسد حيث تعددت التهديدات التليفونية والمباشرة الموجهة إليها وقالت محدثتنا في هذا السياق: «أرسلت ابنتي ذات الثماني سنوات إلى تونس باعتبارها تونسية الاب خوفا عليها ولحقت بها بعد شهرين رغم أني لا أرى في نفسي أفضلية على أي مواطن سوري ينتظر الموت في كل يوم في ظل هذا النظام الظالم والمستبد. ووصفت الممثلة السورية الأوضاع في بلادها بالكارثية خاصة وأن جيش بشار الأسد حسب تأكيدها لا يفرق بين رضيع أو أعزل أو مقاوم وتضيف الكل يموت في سوريا وبقسوة من جراء التعذيب وهذه المشاهد لا يصدقها المواطن العربي ولكن نحن السوريون عشناها منذ مارس الماضي. من جهة أخرى أقرت الممثلة زينة حلاق بأن الفنان حر في موقفه السياسي وهذه هي الديمقراطية لكن محاولة إخفاء الحقائق وتجميل موقف السلطة على حساب الشعب يعد بالنسبة إليها أمرا مخزيا خاصة وأن هذه الجماهير هي التي توجت الفنانين نجوما في مجالهم ومن حقها عليهم أن يعبر عن همومها ومواقفها مضيفة أن القوائم السوداء أو الشرفاء يحددها الشعب من خلال مقاطعته لأسماء وفخره بمن ينتمي إليه بحق وأضافت في هذا الاطار أن ارتداء سلاف فواخرجي للزي العسكري كان إهانة عميقة للشعب السوري فيما بررت لصمت البعض بسبب هول التهديدات وأعربت عن فخرها بفنانين رفضوا تجاهل الحقائق. وأرجعت زينة حلاق رفضها تقديم أعمال درامية في هذه الفترة إلى الوضع الدموي الذي تعيشه بلادها قائلة أن من أسباب تركها سوريا هو عدم رغبتها بالمشاركة في موجة الأعمال المدعمة من نظام الأسد والتي تسعى لترويج صورة واهمة عن واقع الشام والإصلاحات التي قررتها السلطة الحالية. يذكر أن الممثلة السورية زينة حلاق خريجة مسرح من أكاديمية «ألتيري» بايطاليا قدمت عددا من الأدوار المميزة في دراما بلادها على غرار شخصية عتيقة الجزائرية في مسلسل «ذاكرة جسد» كما كانت من بين أبطال عمل حاتم علي «رجال مطلوبون» «وما ملكت إيمانكم» لنجدة أنزور.