يبدو أن وضع السياحة لن يتحسن على الاقل في القريب العاجل وان القطاع سيواصل المرور بأزمات من واجب الحكومة والمسؤولين إيجاد السبل الكفيلة بإنقاذه وإنقاذ آلاف مواطن الشغل في اقرب وقت ممكن. هذا القول مرده التصريحات الأخيرة لفرنك هاوزا المدير التنفيذي لشركة "توماس كوك" وهي احدى أهم الشركات المنظمة للرحلات السياحية والتي تعتبر أحد الشركاء السياحيين المهمين لتونس منذ سنوات عديدة. ففي تصريح لجريدة "فرانكفورت روندشا" الألمانية ذكر فرنك هاوزا أن ثورتي تونس ومصر كلفتا الشركة خسائر كبيرة وقال أنه تم تحويل وجهة ثلاثين بالمائة من حجوزات تونس ومصر إلى كل من اسبانيا، اليونان وتركيا. وأضاف مسؤول كبرى شركات السياحة الالمانية أن هذا التحويل سيستمر لبضع سنوات حتى يستعيد السائح ثقته في السوقين التونسية والمصرية. ورغم ذلك لم يخف مدير "توماس كوك" تفاؤله بالنسبة للسوق التونسية مؤكدا أن تونس ستسترد عافيتها بسرعة فكل المؤشرات تدل على الاتجاه نحو الاستقرار. ولأن ثنائية الجودة والأسعار مشجعة بالنسبة للعديد من الحرفاء فإن السيد فرانك هاوزا يتوقع أن تشهد السوق التونسية انتعاشه ملحوظة خلال الموسم القادم وهو لا يرى أي مؤشر على أن هذه الانتعاشة سوف تتأخر كثيرا. ويذكر أن قطاع السياحة التونسية سجل تراجعا رهيبا السنة الماضية تجاوز 33 بالمائة. وهو ما تسبب في خسائر قدرت ب 364 مليون دينار وإغلاق 17 وحدة فندقية وفقدان 3 آلاف موطن شغل مباشر فضلا عن 20 ألف موطن شغل موسمي. وكان الحبيب عمار مدير عام الديوان الوطني للسياحة التونسية صرح مؤخرا أن أزمة القطاع السياحي أثرت سلبا على قطاعات النقل الجوي ووكالات الأسفار والصناعة والصناعات التقليدية وغيرها...مشيرا الى أنه وإلى جانب الأوضاع الداخلية غير المستقرة والتي أضرت بالقطاع، فان الأحداث في ليبيا ومصر قد ساهمت في إعطاء صورة سيئة على كامل المنطقة التي أصبحت تعتبر منطقة غير آمنة. ومن المنتظر أن تدخل سلطة الاشراف في عمليات ترويجية هامة للوجهة التونسية خلال هذه الأيام بهدف طمأنة كل المتدخلين في هذا المجال ولاسيما وكالات الأسفار حول عودة الأوضاع إلى طبيعتها في تونس. وتعتزم الوزارة كذلك إطلاق حملات إشهارية في مختلف الأسواق بهدف إنعاش القطاع السياحي وانقاذ ما يمكن انقاذه في مجال حيوي يمثل 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ويؤمن قرابة 400 ألف موطن شغل مباشر.