أنهت المدرسة الإعدادية بقرطاج درمش بالعاصمة أول أمس الأربعاء يوما مدرسيا على إيقاع حزين. فقد اندلع حريق بقاعة الدرس التي تحمل رقم ثمانية (8) حوالي الخامسة والنصف مساء أتى على القاعة بالكامل تقريبا وتركها شبه ركام. فقد تداعى السقف للسقوط وتصدعت الجدران وكان مشهد الأوراق المتفحمة والسبورة المرمية على أرضية سوداء جزء منها مهدم والكراسي والطاولات المحروقة، كافيا بأن يجعل وجوه الإطار التربوي بالمدرسة تعلوها مسحة من الحزن والاستغراب. وتجدر الإشارة إلى أن التلاميذ والأساتذة والقيمين ومدير المدرسة والعاملين بها قد عاشوا وقتا عصيبا بعد التفطن للحادث الذي وقع والحمد لله في قاعة خالية من التلاميذ لكنه تسبب في حالة ذعر بين التلاميذ. وقد أعلمنا شهود العيان من تلاميذ وإطار تربوي أنه بمجرد التفطن للحادث وقع إخلاء القاعات الأخرى بالمدرسة ثم إخماد الحريق بالكامل. وقد أكد لنا مدير المدرسة من جانبه أن الحريق تم بفعل فاعل ومن المرجح أن يكون تلميذ ينتمي للمدرسة نفسها قد تسبب في هذا العمل التخريبي. وكانت إدارة المدرسة قد اتصلت بالشرطة التي حلت على عين المكان وتولت الشرطة الفنية في اليوم الموالي (أمس الخميس) معاينة القاعة.
من أجل التحسيس بخطورة الوضع
توقفت الدروس يوم أمس حيث غادر التلاميذ قاعات الدرس بعد الساعة الثامنة صباحا بقليل بقرار من إدارة المؤسسة حيث أكد المدير أن الدروس ينبغي أن تتوقف على الأقل ليوم (نهار أمس) للتحسيس بخطورة الوضع. ولم يخف العديد من الأساتذة الذين تجمعوا صباح أمس لمناقشة الأمر بساحة المدرسة قلقهم من تواصل الممارسات التي تستهدف المدارس والعائلة التربوية على حد وصفهم واعتبروا أن الحريق ليس العمل التخريبي الأول الذي يستهدف المؤسسة. فقد سبق وأن اقتحم تلميذ مرفوت من المدرسة قاعة درس وهدد أستاذة كما أن الإطار التربوي بات معرضا حسب قول عدد من الأساتذة الذين تحدثنا معهم للمضايقات من بعض التلاميذ أو من بعض الأولياء. ونادى الجميع بضرورة توفير حماية أفضل للمؤسسات التعليمية خاصة وأن أغلبها ومن بينها المدرسة الإعدادية بقرطاج درمش لها مداخل عديدة ويمكن لأي كان أن يتسلق الأسوار ذات الارتفاع المنخفض. وأكد محدثونا أنهم ليسوا متأكدين من أن كل من يدخل إلى المدرسة ينتمي إليها ولا يستبعدون أن يحل بها الغرباء في أي وقت طالما وأن أسوارها ليست على علو كاف يؤمنها ضد الدخلاء. وطالب الإطار التربوي بنفس المناسبة بوقفة جدية لفائدة المدارس التونسية وإيجاد الحلول الملائمة لعدد من الإشكاليات التي باتت تطرح على الإطار التربوي ومن بينها معالجة العلاقة مع التلاميذ والأولياء التي باتت متوترة في كثير من الأحيان إلى جانب مشكل تأمين المدارس وتوفير الوقاية اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأعمال التخريبية.