تنظّم وزارة التربية خلال الفترة المتراوحة بين 29 و31 مارس الجاري ندوة وطنية حول منهجية إصلاح المنظومة التربوية قصد رسم ملامح خارطة طريق تبلور خطوات واثقة في اتجاه تحقيق تغيير جذري ينسجم مع غيره من الاصلاحات في بعض القطاعات الحيوية ويتناغم مع أهداف الثورة التي كشف سياقها بصفة جليّة حجم الهوة والفوارق بين مخرجات المنظومة وطموحات أجيال تعلّق آمالا كبيرة على مدرسة وطنية عمومية تكون فضاء للانتقال الديمقراطي يمتلك فيه الشباب المعارف والمهارات والقيم الحضارية ويتدرب على المواطنة الحقّ ضمن أفق اجتماعي أرحب يؤمن تنمية شاملة عادلة. وقد ذكر متفقد اللغة العربية بدائرة سيدي بوزيد (1) والباحث في مجال التجديد البيداغوجي سالم السعيدي ل الصباح أنّ الهدف العام للندوة التي تمثّل منطلقا لحوار وطني شامل يرسي تقاليد المشاركة الفعلية في إعادة هيكلة القطاع ككلّ بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصالح الفئوية العارضة ضمن وفاق يستوعب التنوّع والاختلاف هو ضبط منهجية عمل فاعلة لاعداد الاصلاح التربوي المرتقب وذلك من خلال قراءة تقييمية في الاصلاحات السابقة حتّى يتسنّى تقصي مواطن القوة والوهن وتشخيصها سواء من حيث علاقتها بمنوال البرامج الرسمية المعتمدة وبمستوى الادارة السياسية والاحاطة المؤسساتية أو بنوعية البنية التحتية وطبيعة الاليات البيداغوجية المتوخاة للتعرّف على الفرص الكامنة وشروط تجاوز النقائص المسجلة خاصة بعد أن يطّلع المشاركون على بعض التجارب والمقاربات الرائدة عربيا وأجنبيا والتوجهات التي تبلورت لدى منظمات اقليمية ودولية مختصة في شؤون التربية والتعليم وفي مقدمتها منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بهدف توظيف الملائم منها في الاصلاح التربوي المنتظر شريطة أن تساهم هذه الاختيارات والمداخل في عملية البناء وتحقيق أغراض الفعل التربوي على وجه الدّقة. إشكاليات واعتبارا لاهمية الموضوع المطروح للتفكير والنقاش أشار محدثنا في هذا السياق إلى أنّه سيكون من بين المدعوّين إلى هذه الندوة المربون والخبراء من أسرة التعليم ومن المؤسسات الجامعية التونسية إضافة إلى الاحزاب والمنظمات الوطنية والجمعيات ونقابات الاسلاك ذات العلاقة وسائر المستفيدين بمن فيهم الاولياء ونخبة ممثلة للتلاميذ من مختلف الولايات قصد تخيّر سبل التوجه في إصلاح القطاع من خلال إثارة العديد من الاشكاليات التي تتمحور مضامينها حول التوجيه المدرسي والبرامج الرسمية وشبكة التعليم وضواربها وأدوات التقييم علاوة على بعض المسائل المتصلة بالزمن الدراسي والاليات الخاصة بتكوين المدرسين ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة في مستقبل منظومتنا التربوية. ومساهمة منها في دعم ثقافة الحوار في المجال التربوي ولتفعيل مشاركة جميع المهتمين بهذا الشأن خاصة في الجهات أضاف المصدر ذاته أنّ سلطة الاشراف قرّرت بثّ فعاليات الندوة على صفحة التواصل الاجتماعيالفايس بوك الرسمية الخاصة بالوزارة حتّى يتمّكن أكبر عدد من المتابعين من التفاعل مع الندوة بتوجيه أسئلتهم وتلقي الاجابة عنها من المحاضرين في الابّان.