منطقة فائض التابعة اداريا لولاية سيدي بوزيد والتي تمتاز بكثافة سكانية و طبيعة قاسية و فقر مد قع لم يشفع لها مخزونها الحضاري المهم و تاريخها النضالي المسلح ضد المستعمر الفرنسي ليعيش أهلها العيش الكريم فتعاقبت عليهم السنون والمعاناة من الفاقة والبطالة لانعدام المؤسسات والمشاريع التنموية بالجهة. ورغم صمت أهلها و صبرهم و جلدهم أيام الاحتجاجات والاعتصامات قبل الثورة و بعدها وعدم احراج السلط المحلية و الجهوية بالمطالبة بحقهم في فرص الشغل وتوفير التنمية فهم الآن يتذ مرون من غياب المرافق الضرورية سواء الاجتماعية منها أوالاقتصادية مما خلق مناخا من التوتر و الاحباط و اليأس . وللوقوف على أهم النقائص التي تعيشها الجهة بمختلف مكوناتها قامت االصباحب بزيارة ميدانية للمنطقة لتسليط الضوء على حقيقة المعاناة والخصاصة التي مست جميع الشرائح فهذ ه المنطقة الريفية تميزت بمساكن بدائية تفتقرالى أبسط المرافق الحياتية حيث أن محتوياتها لا تتعدى بعض الأواني والأغطية الرثة والأفرشة المصنوعة من أحصر الحلفاء ممازاد الطين بلة فالطبيعة وحدها كفيلة بتحقيق ما يصلح للمطبخ والتدفئة من الحطب. وفي هذه الأكواخ يختلط الحيوان مع الانسان ولا يهم ما يمكن أن يسببه هذ ا الاختلاط من أمراض و أضرار جانبية . بنية تحتية متردية أما عن البنية التحتية فهي تتصف بالتواضع و البساطة الى حد الهشاشة فالطرقات بداخل وخارج الجهة تتراوح بين الرديء للجزء المعبد وبين عدم التهذ يب للمسالك الفلاحية الترابية بما لا يسمح بالتنقل في ظروف طيبة لقضاء الشؤون اليومية الملحة في جميع الفصول و خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول هذه المسالك الى مستنقعات و برك مائية. ونقائص البنية التحتية عديدة ببلدة فائض وتتمثل في انعدام المؤسسات الادارية و الاقتصادية و الاجتماعية و التنموية حيث لا نجد مصنعا واحدا أو بنكا أو فرعا لادارة فلاحية تعنى بمشاكل الفلاحين أو مركزا للفتاة الريفية أو مقرا للمعتمدية. أما عن المؤسسات الثقافية والرياضية فهي منعدمة تماما فبرغم وفرة عدد الشبان المهمشين والعاطلين عن العمل لا يوجد بالجهة ولو ملعب رياضي أو ناد يستقطب هذه الشريحة من الشباب و ينتشلهم من االجفافب الثقافي والرياضي للقضاء على الفراغ المميت . منطقة فائض تمتاز بجمال طبيعي ممتاز و مناخ معتدل لكن هذه المنطقة ظلت معزولة ومنعزلة عما يسمى بالسياحة شبه الصحراوية التي شملت عديد الجهات المجاورة . وحسب عديد المتخصصين في مجال السياحة فان الجهة يمكن أن تنهض سياحيا لووقع تشجيع المستثمرين و أرباب رؤوس الأموال لاستغلال منابع مياهها الطبيعية المهدورة كبعين الرباوب المنحدرة من الجبال المجاورة و تهذيب محيطها لانشاء استراحات أو منتزه على ضفافها المحاطة بغابات اللوز و الزيتون و ذلك يمكن أن يجعل منها منطقة سياحية هامة توفر العديد من مواطن الشغل لأهلها . بطالة مزمنة نسبة بطالة كهول و شباب المنطقة تبلغ حوالي90 بالمائة ونتيجة لذلك انتشرت نقاط بيع الخمر خلسة و جلسات القمار و ارتكاب السرقات والعديد من شباب المنطقة يأملون الظفر بعمل يحقق لهم العيش الكريم و خاصة ممن تقدمت بهم السن ولم ينالوا حظهم من التنمية فكثيرمنهم ظل عالة على غيره يستجدي سيجارة أوثمن قهوة .كما اضطر بعضم من أصحاب الشهائد العليا الى النزوح الى مدن مجاورة.بحثا عن عمل بحضائر البناء لتوفير امصروفهمب اليومي و مساعدة عائلاتهم متحملين في ذلك الاستغلال و سوء المعاملة و تدني ظروف الاقامة . فنقائص منطقة فائض لاتحصى ولا تعد فقد اجتمع فيهاالفقر المدقع و البطالة اضافة الى قساوة الحياة التي يعيشها أهلها مند زمن بعيد وبات من الضروري التفكير في حلول ملائمة وعاجلة لها باعتماد سياسة تنموية واضحة وعادلة تأخد بعين الاعتبارامكانية تقليص حجم الخصاصة و الضيم الذي لحق بالجهة و لعل أهمها التفكير مليا في احداث مشاريع تنموية ومركز معتمدية يعنى بشؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية و الرياضية.