- أكّدت ريم الحاجي منسقة مساعدة بالشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان أنّ وضعية اللاجئين في المخيم هي وضعية إنسانية صعبة جدا. وأوضحت أنّ الشبكة تعمل بالاشتراك مع مكتبها في بروكسيل والمنظمات المنخرطة فيها إلى القيام بمبادرات من داخل المؤسسات الأوروبية من أجل الضغط وضمان ظروف استقبال أفضل للمهاجرين التونسيين وغيرهم في أوروبا. *كيف كانت رحلتك في مخيّم الشوشة للاجئين بتونس؟ إن الزيارة التي قامت بها الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان لمخيم شوشة جاءت على هامش لقاء إقليمي للجمعيات المنخرطة في الشبكة وفي ورشة العمل الخاصة بالهجرة واللجوء. وبعد سنة تقريباً على بدء الأزمة الليبية لا يزال مخيم شوشة يستضيف أكثر من 3000 طالب لجوء من دول مختلفة (خصوصا من دول القرن الأفريقي). لا يخفى على أحد أن وضعية اللاجئين في المخيم هي وضعية إنسانية صعبة جداً. والشوشة هو مخيم عبور وليس مخيما دائما لذلك فإن معايير المعيشة لا ترقى إلى المستوى المطلوب. هناك نقص حاد في الأدوية، والتطبيب، والغذاء والبنية التحتية الصحية وما إلى ذلك. نطلب من الجمعيات المحلية في الجنوب التونسي والتي قامت بعمل جبار في الأشهر الماضية أن تستمر في تكثيف جهودها لمد يد المساعدة لهؤلاء اللاجئين. كما نطلب من المشرع التونسي أن يولي اهتمامه بالإطار القانوني الخاص باللاجئين في أقرب فرصة. وعلى الأمد المتوسط يجب على المفوضية العليا للاجئين أن تفكك المخيم وأن تساعد أولئك الذين لا يمكنهم العودة إلى بلدانهم على الاندماج في المجتمع التونسي. *دخل آلاف التونسيين الأراضي الإيطالية بشكل غير قانوني بعد الثورة، هل تتابع الشبكة أخبارهم، وما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذ في صالحهم؟ قامت الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان بمتابعة وضعية المهاجرين التونسيين بشكل دقيق حيث بعثت الشبكة بعدة وفود إلى إيطاليا وفرنسا وخصوصاً إلى جزيرة لامبدوزا التي ذهب إليها أكثر من 25000 شخص لأسباب إنسانية، اجتماعية واقتصادية. قامت الشبكة أيضا بتنظيم العديد من المؤتمرات الصحفية في أوروبا لتسليط الضوء على وضعية المهاجرين هناك. وكما هو معروف قام الاتحاد الأوربي بتعديل سياساته في مجال الهجرة بعد «الربيع العربي» وهناك العديد من الإجراءات التي تهدف إلى الحد من الهجرة وإلى إعادة المهاجرين إلى بلدانهم بغض النظر عن الأوضاع الإنسانية والحقوقية في بلدانهم ولذلك تعمل الشبكة بالاشتراك مع مكتبها في بروكسيل والمنظمات المنخرطة فيها إلى القيام بمبادرات من داخل المؤسسات الأوروبية من أجل الضغط وضمان ظروف استقبال أفضل للمهاجرين وطالبي اللجوء. *ما هي أهم ملاحظاتكم حول مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ؟ قام وفد يمثل الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان بمهمة لتقصي الحقائق في تركيا في الفترة من 22 إلى 28 أوت الماضي لتقييم الظروف المعيشية للاجئين السوريين في تركيا؛ وخلص الوفد إلى أن اللاجئين السوريين يتمتعون بنوع من الحماية بوصفهم «ضيوفاً» على الدولة التركية، وأنهم يحصلون على ظروف معيشية لائقة في المخيمات بصفة عامة. وقد حث الوفد الحكومة التركية على إعادة النظر في وضع «الضيوف» والسماح للاجئين بتسجيل أنفسهم كطالبي لجوء، نظراً لاشتداد حدة الأزمة السورية مع كل أسبوع، واحتمال عدم استطاعة اللاجئين العودة إلى ديارهم في المستقبل القريب.