الكاف ..بعث نواد في الذكاء الإصطناعي بالمدارس الإعدادية    المدرسة الابتدائية القبودي بني خلاد ...المرتبة الأولى في المسابقة الجهوية للألعاب البيداغوجية الرقمية في دورتها الثانية    سليانة..معلمة تبتكر وسائل تعليمية حديثة    مقترح قانون صناعة المكملات الغذائية على طاولة البرلمان و هذه التفاصيل    معطيات عن واقع قطاع الطاقة في تونس    مجلس الأمن الدولي يتبنى مشروع القرار الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى    استشهاد 12 فلسطينيا في قصف للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة..    مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار أمريكي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة..#خبر_عاجل    مبادرة نموذجية في تنظيم اختبارات مادة التربية البدنية    حتى لا يتحول انتظار النتيجة إلى كابوس...بعد الإمتحان يُكرم التلميذ ولا يُهان !    استقبال تلاميذ الباكالوريا بطريقة مميزة يثير الإعجاب بصفاقس !    تألق في المسابقة الوطنية «التدخين يسبب أضرارا» يزيد الرقيق يحرز جائزة وطنية ويحلم بالعالمية !    تحذير مرعب.. النوم أقل من 7 ساعات يزيد من خطر الوفاة..    "أبل" تزود هواتف آيفون ب"تشات جي بي تي"    "احمدي ربك".. رد مثير من مستشارة أسرية سعودية لامرأة ضبطت زوجها يخونها مع 6 نساء!    زلزال بقوة 5 درجات يضرب هذه المنطقة..    بالفيديو.. عاصفة بردية تتسبب بأضرار جسيمة في طائرة نمساوية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..ارتفاع في درجات الحرارة..    ظهور لافت للمجندات السعوديات خلال استعراض قوات أمن الحج لهذا العام    المغرب: بدء تشييد أكبر محطة لتحلية مياه البحر في القارة الإفريقية    خالد النوري: وزارة الداخلية حريصة على تعزيز مشاركة منتسبيها في المهمات الأممية    أوربان.. انتخابات البرلمان الأوروبي نجحت في إبطاء القطار الذي يقود أوروبا إلى الحرب    توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة و"الصوناد"    أوروبية تعلن إسلامها في تونس ...    المنتخب الهولندي.. دي يونغ عن يورو 2024    الإبقاء على مهدي زقروبة تحت مفعول بطاقة الإيداع بالسجن    دار الافتاء المصرية : رأس الأضحية لا تقسم ولا تباع    انطلاقا من يوم العيد في القاعات: فيلم يروي تفاصيل "اخفاء صدام حسين"    العاصمة: عرض للموسيقى الكلاسيكية بشارع الحبيب بورقيبة في هذا الموعد    وزير الشباب و الرياضة يستقبل المدير العام لوكالة التعاون الدولي لجمعية البلديات الهولندية    مونديال الأندية : ريال مدريد ينفي و يوضح    السن الواجب مراعاته في الأضحية    نابل: تسجيل 27 حالة غش منذ إنطلاق امتحان الباكالوريا 2024    نصائح لمطبخ صحي ونظيف في عيد الإضحى    سوسة: تواصل أشغال التنظيف الآلي واليدوي للشواطئ العمومية والسياحية استعدادا لموسم الاصطياف    نحو تعيين مباراة الكاس الممتازة للموسم الرياضي 2021-2022 بين الترجي الرياضي و النادي الصفاقسي    وزيرة الاقتصاد والتخطيط تلتقي بوفد من البنك الإفريقي للتنمية    عاجل/ بعد الضجة الكبيرة حول استغلال"القشّارة" لأضاحي العيد بالميزان: شركة اللحوم ترد وتكشف..    عاجل/ حادث اصطدام سيارة بعربة مترو بهذه الجهة..وهذه حصيلة الجرحى..    عيد الاضحى : ما هي أضرار شواء اللحوم ؟    الكشف عن مذبح عشوائي للدواجن بهذه المنطقة..وحجز 480 كغ من الدجاج المذبوح..    لقاح للقضاء على السرطان ماالقصة ؟    قفصة: موظّف متورّط في ترويج أقراص المخدّرات    إطفاء 84 حريق في يوم واحد    في حادثة صادمة: سيجارة إلكترونية تتسبب في انفجار رئة مراهقة..!!    عاجل : ارسين فينغر في تونس و هذه التفاصيل    خبر غير سار لأحباء لاعبة التنس أنس جابر    فرنسا وكندا تتعادلان بلا اهداف في اخر الاستعدادات لبطولة أوروبا وكوبا أمريكا    قطاع التامين: أقساط صافية ب 1148.2 مليون دينار في الربع الأول من العام    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    دليل الأسبوع    ناميبيا تونس (0 0) المنتخب بلا روح    معرض صفاقس الدولي الدورة 58 من 21 جوان الى 7 جويلية    مريم بن مامي: ''المهزلة الّي صارت في دبي اتكشفت''    موعد عيد الاضحى: 9 دول تخالف السعودية..!!    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إجماع على الإيجاز والشمولية والسلاسة.. في صياغة الدستور
الخبراء في جلسات الاستماع
نشر في الصباح يوم 14 - 03 - 2012

الحديث عن مدنية الدولة والشريعة يثير من جديد النواب استمع أعضاء لجنة التوطئة والمبادئ الأساسية وتعديل الدستور برئاسة الصحبي عتيق أمس بالمجلس الوطني التأسيسي إلى كلّ من الخبيرين في القانون الدستوري العميد الصادق بالعيد و حافظ بن صالح أستاذ كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، فاختلفت مداخلتا الأستاذين الا انهما راوحتا بين الدقة والخواطر وبين التنصيصات التي يجب أن يتضمنها الدستور، ومن بينها ابداء الراي في التنصيص على الشريعة من عدمها ومدنية الدولة وغيرها من النقاط التي وقع تداولها أثناء النقاش.
فكانت العودة من جديد إلى جدلية مدنية الدولة أوالتنصيص على الشريعة في الدستور في غياب واضح لتحديد المصطلحات وضبط المفاهيم التي رأى أعضاء اللجنة أنه من الضروري فهمها أولا حتى «لا تكون العودة مرة أخرى إلى الجدل واللخبطة» .

العميد الصادق بالعيد:
«أفضل دستورا ناقصا منقذا للبلاد يصاغ في فترة وجيزة..»

خلُص الأستاذ صادق بالعيد الخبير في القانون الدستوري أمس إلى ضرورة أن تكون «فترة عمل الدستور والكتابة الدستورية محددة ومضبوطة بتوقيت معيّن باعتبار المصلحة العامة للبلاد ونظرا لما نعيشه من ارتباكات وتجاذبات تستوجب الإسراع في صياغة الدستور». كما ذهب بالعيد إلى القول بأنّه «من الأحسن أن نصوغ نصا ناقصا أوعليلا على أن ننتظر طويلا بتعلة أن يمدنا المجلس الوطني التأسيسي بدستور مثالي» متوجها إلى أعضاء اللجنة بقوله «لا تظنوا بأنكم ستأتون بمعجزات، وهذا يتطلب في المجمل أن تكون الصياغة سلسة تاركة المجال لمزيد من الإجتهاد والتطوير من قبل المشرع».
كما أكّد الأستاذ الصادق بلعيد أنّه «ليس من السهل على أحد أن يبتّ ويجزم بأنّ موضوع الدستور هو المنبع والأصل لكلّ القوانين والتشريعات» وأضاف أنّه «من المهمّ أن نقترب بقدر الإمكان من الإيجاز وأن يكون الدستور سهلا وصالحا لمدى معين لسبب بسيط أن الكلمات الموضوعة هي وليدة اللحظة والفترة الراهنة لكل صياغة وبالتالي فلا يمكن أن نُدرك ما سينتج من تطوّرات فيما بعد».

حُكمية المبادئ

واعتبر العميد بالعيد أن الإيجاز والشمولية هما من أهم الخصائص التي يجب أن تتميّز بها صياغة الدستور داعيا الى إعطاء النص السلاسة الدائمة واللازمة للمستقبل حتى لا «نقع في الصلابة ونمّكن المشرع من أن يصوغ المفاهيم المتطورة من جهة وأن تُعطى المبادئ الأساسية مستوى معين من الحُكمية من جهة أخرى، فلا يمكن بالتالي إنزال النص إلى التغيرات الظرفية السياسية فيجب إيجاد مستوى معيّن بين صلابة الدستور وابتذالية القانون وإيجاد طريقة للمرور بسلاسة».

سلاسة الصياغة

فبالنسبة لباب التوطئة أشار الأستاذ الصادق بالعيد إلى أنّ «هناك جدلا كبيرا حول مسألة التوطئة التي تُعدّ مصطلحا مبتكرا وجديدا من غير أن يعي العديدون المعنى الدقيق لهذا المصطلح وما يجب تداوله في هذا الباب» متسائلا عن «مدى حُكميّة تلك التوطئة؟»، فالأقرب بالنسبة للأستاذ بالعيد « في الإختيار هو ما هو أكثر معقولية والمعقول هو الوسط» بالتالي «وجب تجنب الإفراط والتفريط» فتكون «التوطئة مقتضبة ولا تكون فيها صبغة حُكميّة كالاستناد لمصطلحات كالوجوب والحتمية والإلزامية وغيرها..»
واستحسن العميد بالعيد ما وقعت تسميته بالمبادئ الأساسية من قبل أعضاء اللجنة باعتبار أنّ «المبادئ العامة تختلف عن المبادئ الأساسية التي ستنبثق عنها أعمال اللجان الأخرى» ولذا حثّ على «وجوب أن يحصل نوع من الوفاق بين هذه المبادئ التي يجب أن تكون مقتضبة والإجماع على أن تكون صاحبة حُكميّة عادلة» مؤكدا على «ضرورة اجتناب المعضلات والتفاصيل حتى يحصل هذا الوفاق».

الأستاذ حافظ بن صالح:
تقييم دستور سنة 1959 من أولويات أعمال لجان التأسيسي

ومن جهته اعتبر الأستاذ حافظ بن صالح أنه حتّى «يقع فهم طبيعة عمل اللجان التأسيسية لا بد من تقييم دستور سنة 1959 وأسباب فشله حتى نلتمس طريق النجاح في صياغة الدستور الجديد» مضيفا أنّ «دستور 59 لم يتمكن من فرض علويته وبالتالي طرح تساؤلا جوهريا كيف نضمن احترام الدستور وقداسته بالنسبة للمواطنين باعتبار أنه كان هناك استخفاف به في السابق».

علوية الدستور

ولذلك أكّد الأستاذ حافظ بن صالح على غرار كلّ من الأستاذين صادق بالعيد وعياض بن عاشور على أن يكون «الدستور بسيطا جدّا يصل إلى كلّ شرائح الشعب التونسي» معتبرا من جهة أخرى أنّ «دستور 59 لا يفتقر إلى آليات تطبيق الديمقراطية باعتبار ضمانه للفصل بين السلط ومختلف المؤسسات» وغيرها من المبادئ، مبينا أنّ ما وقع في السابق هو عدم تفعيل فصوله وتطبيقها في معترك الحياة اليومية والسياسية.
وقد استغرب الأستاذ بن صالح قرار اللجان بأن «يقع البدء من ورقة بيضاء لإعادة صياغة دستور جديد للبلاد» مؤكّدا «على ضرورة تقييم الدستور القديم أوّلا والنظر في الفصول التي مثلت إشكالا وعائقا وحدّت من علويته كالفصل المتعلق بمراجعة الدستور». كما لم ير الأستاذ بن صالح مانعا من اعتماد الشريعة كمصدر للإستئناس بها في صياغة المبادئ العامة للدستور، معتبرا أنّه لا وجود «لمبررات لأن يطال النقاش حول الصياغة هذه المسألة الدينية، فالثورة لم تقم على هذه المبادئ والمسائل وعلى جملة هذه النقاشات».
وفي ردّ على استفسارات أعضاء اللجنة والتي ارتكزت أساسا حول مسألة مدنية الدولة والتنصيص على الشريعة، أوضح الأستاذ حافظ بن صالح أنه لم يتحدث عن «الشريعة باعتبارها مصدرا قانونيا وإنما بكوننا سنلتهم منها جملة القواعد والقيم التي انبنى عليها الدين الإسلامي» متسائلا هل اننا نهتم بمسائل جانبية في جملة الحوارات التي اتسمت بالضعف وحادت عن الحديث عن المبادئ الأساسية والقضايا الكبيرة داخل المجتمع التونسي».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.