التعليم، فيلق السلام، خلق فرص العمل والتجارة والاستثمار، المساعدات المالية والانسانية والفنية.. تلك هي الميادين الستة الواردة في برنامج المساعدات الامريكيةلتونس وفق ما كشفه السفير الامريكي غوردن غراي خلال اللقاء الذي انتظم أول أمس في رحاب الجامعة المتوسطية للأعمال (mediterranean school of business) التي يديرها محمود التريكي بحضور عدد من الأكاديميين والإعلاميين وطلبة المعهد. ويأتي اللقاء عقب اعلان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون في اتصال مع رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي تقديم الادارة الامريكية مائة مليون دولار نقدا للحكومة الانتقالية في هذه المرحلة الانتقالية لتسديد الدين المستحق على تونس للبنك الدولي وبنك التنمية الافريقية. وأن الولاياتالمتحدة ستمنح تونس ضمانات قروض بقيمة مئات الملايين من الدولارات على قروض جديدة من أكبر الاسواق العالمية وأن القروض ستكون متوفرة لتونس بنسب منخفضة وستساعد الحكومة على تغطية جزء هام من النقص في الميزانية التونسية وتخفيض مصاريف البرامج الاصلاحية. وشدد السفير الامريكي من جانبه على أنه ورغم الضغوط على الميزانية الامريكية فان قيمة المساعدات لتونس منذ قيام الثورة ستبلغ مئات الملايين من الدولارات بنهاية العام ولاحظ أن برنامج المساعدات وما تخلله من مبادرات في أعقاب مشاورات واسعة مع القيادات السياسية والاقتصادية والمدنية وفق احتياجات البلاد وحسب الاولويات التي تم طرحها استجابة لمطالب التونسيين.
استئناف التفاوض رسميا حول اتفاقية تيفا TIFA التجارية
وكشف غراي خلال اللقاء أنه تم التوصل بين تونسوواشنطن خلال اليومين الماضيين على استئناف المحادثات بشكل رسمي حول الاتفاق الاطاري للتجارة والاستثمار سنة 2008 TIFA لتحفيز التجارة الثنائية بين البلدين وزيادة الاستثمارات بين البلدين ومساعدة المنتجين التونسيين على تصدير منتجاتهم الى أمريكا ,وقال السفير الامريكي ان بلاده بصدد احداث صندوق مشاريع تونس بمبلغ 20 مليون دولارللمساعدة على بعث مشاريع تجارية صغرى ومتوسطة اعتمادا على تجربة الولاياتالمتحدة في دعم دول أوروبا الشرقية في مسيرتها الانتقالية من أجل الديموقراطية واضاف بان شركة الاستثمار الخاص الخارجي (أوبيك) التزمت بتوفيرملياري دولار لدعم استثمارات القطاع الخاص في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتحفيز الشركات الامريكية للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة لا سيما قطاع الطاقة الشمسية والرياح,وقال ان تونس مؤهلة لمساعدات مالية بين 20 و30 مليون دولار عن طريق برنامج عتبة الالفية للتحدي وهو برنامج يسعى لازالة العقبات في مجال التطور الاقتصادي وتطوير الاستثمارات في القطاع الخاص عبر تطبيق الاصلاحات القانونية والمؤسساتية بالتعاون مع الحكومة كما مع منظمات المجتمع المدني. و في مجال التعليم كشف السفير الامريكي عن تحديد واشنطن 10 روابط جديدة مع مؤسسات التعليم العالي التونسية قيمتها 3,1 مليون دولار لإنشاء برامج تحول الحصول على شهائد مزدوجة اسهل وإعادة تصميم المناهج الدراسية وتمويل التبادل لهيئات التدريس اضافة الى زيادة عدد المبادلات في مجال التعليم وفتح افاق جديدة أمام الطلبة عبر برامج فولبرايت وبرامج همفريز وبالتعاون مع جامعة وايومينغ كما أشار الى تدريب نحو 130 صحفيا على مدى الاشهر الماضية.. وخلص الى أن كل الاسباب متوفرة لشعب تونس ليضمن مستقبلا زاهرا للاجيال الصاعدة. واستعرض غراي خلال اللقاء حجم المساعدات الامريكية الى تونس بعد الثورة والتي شملت 46,5 مليون دولار لفائدة مفوضية الاممالمتحدة للاجئين للاستجابة للاحتياجات الانسانية الاساسية وترحيل الاجئين خلال الازمة الليبية بالاضافة الى مساعدات مباشرة لهيئة الهلال الاحمر... وقد نفى السفير الامريكي أي صفة عسكرية لفيلق السلام الذي عاد اعضاؤه الى تونس هذا الاسبوع والذي يتركز عمله على المتطوعين لتعليم اللغة الانجليزية وتطوير قدرات الشباب وتحسين فرص التشغيل ودعم أسباب الشراكة التقليدية مع الشعب التونسي. و اعتبر أنه أيا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية فانه لا يتوقع تراجعا بشأن دعم المسار الانتقالي في تونس وقال ان الاشهرالماضية شهدت زيارات أربعة من النواب الديموقراطيين ومثلهم من الجمهوريين الى جانب زيارة مستقلين مشددا على اعادة انتخاب اوباما من عدمه لن يغيرعلى الارجح من التوجه ازاء تونس وقال ان أكثر من 280 شركة أمريكية ترغب في الاستثمار في تونس... و كان السفير الامريكي استهل اللقاء بتجديد اعجاب واحترام بلاده للثورة التونسية وقال لقد شاهدنا هروب الدكتاتور بعد 23 عاما من الدكتاتورية وقال ان كلمة ديقاج أصبحت قاموس الاحتجاجات وأن تاريخ 14 جانفي بات معترف به في العالم واضاف غراي بان الشعب التونسي ارسل رسالة واضحة حول امكانية النجاح الديموقراطي في الشرق الاوسط...