القبض على 20 مفتشا عنهم،ضبط 110 «مرسكي»، ،ضبط 22 صاعقا كهربائيا، هذه حصيلة الحملة الامنية التى قامت بها الادارة الفرعية لشرطة النجدة بإقليم تونس بشبكات النقل العمومي بالتنسيق مع شركة نقل تونس. «الصباح» رافقت الأعوان في هذه الحملة وواكبت حملة التمشيط والتثبت من الهويات في وسائل النقل العمومي وتحديدا في المترو الخفيف في خطي 3 و5 وذلك في اطار محاولة الحد من الجريمة والقبض على المطلوبين للعدالة وتزامنا مع العودة المدرسية والجامعية بعد عطلة الربيع. انطلاق الحملة الامنية كان في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال اثر عمليات تجميع مختلف الوحدات الامنية في مركز فرقة النجدة القريب من محطة البلهوان بالعاصمة حيث تم اسناد مهمات التمركز لكل الفرق في مختلف محطات المترو.
الحد من الجريمة والقبض على المطلوبين للعدالة، حملة ممتدة على عدة أيام
وخلال بداية الحملة أفادنا النقيب نادر العيادي رئيس مصلحة تأمين وسائل النقل العمومية ان الهدف من هذه الحملة هو الحد من التجاوزات بعد سلسلة من البركاجات طالت مستعملي المترو الخفيف وبالتحديد خطي 3و5 كما أنها تندرج في اطار العمل اليومي لمختلف الوحدات الأمنية لمكافحة الجريمة والقبض على المجرمين المطلوبين للعدالة. وفي سياق متصل أكد الرائد ذاكر الزعتوري رئيس الادارة الفرعية لشرطة النجدة انه تم تركيز وحدات أمنية تتكون كل واحدة منها من 10 أعوان في كل محطة وعربة مترو بداية من محطة الجمهورية وصولا الى محطة حي الانطلاقة بحي التضامن وذلك في اطار التصدى لكل المظاهر التى تهدد أمن المواطن و الأمن العام مضيفا أنه تم تسخير 260 عونا بالزي النظامي والمدني داخل عربات المترو لمكافحة ظاهرة النشل والسرقة اضافة الى التصدى لظاهرة «الترسكية» بالتنيسق مع أعوان شركة نقل تونس وستتواصل الحملة على امتداد الأيام المقبلة.
ايقافات ومفاجأة لمستعملي المترو
حوالي الثالثة والنصف من بعد الزوال كانت محطة الجمهورية كعادتها مكتظة وممتلئة بالمسافرين لما حلّ بها أعوان الأمن بكثافة وبمشاركة اعوان المراقبة،وقد فوجئ مستعملو المترو الخفيف بالحضور المكثف لوحدات التدخل داخل وخارج العربات. وبالقرب من المدرج المؤدي لمحطة الجمهورية حصل التدخل الأوّل حيث اشتبه أحد الاعوان في شخص كان في حالة غير طبيعية ومضطربا وبالكشف عن هويته وبالتحرى عنه في قاعة العمليات تبين انه محل تفتيش وصدرت في حقه بطاقة ايداع بتهمة خيانة مؤتمن حيث تم ايقافه على الفور لدى مركز الشرطة التابع للمحطة ثم تتالت الايقافات إذ تم ايقاف شخص بصدد تناول مادة كحول مخصص للوقود داخل عربة المترو الخفيف قادمة من اريانة وتشكى منه مستعملو الخط عدد3 بعد أن أحدث هرجا واضحا وتم ايقافه أما الحالة الثانية فتمثلت في ضبط كمية كبيرة من المشروبات الكحولية في حقيبة وبسؤال اعوان الامن عن مصدرها أكد الموقوف انها لغاية الاستهلاك الشخصي تم على اثرها ضبط المحجوز وبعد التحرى عنه تبين انه كذلك محل تفتيش من الدوائر الامنية ومتورط في العديد من القضايا الاخرى. ساعة مرت تقريبا على بداية الحملة تمكنت فيها الوحدات الامنية المتواجدة في مختلف المحطات من ايقاف العديد من الأشخاص محل برقيات تفتيش بمختلف أنواعها كالسرقة والادلاء بهوية مزيفة ومسك واستهلاك مادة مخدرة ومن أجل النشل والسرقة وخيانة مؤتمن ومسك بضاعة مجهولة المصدر الى حمل سلاح أبيض بدون رخصة اضافة الى ضبط مشروبات كحولية من نوع «الهينيكان»و»السلتيا» وقوارير خمر... فلا يكاد أي مترو يتوقف في محطة الجمهورية حتى تصعد عناصر أمنية الى العربات بالتنسيق مع اعوان شركة نقل تونس للتثبت من هوية الركاب ومن تذاكر السفر. عملية التثبت من الهوية لم تستثن أحدا حيث لاحظنا ان قوات وحدات التدخل تتعامل مع كل المواطنين دون تمييز وخلال عملية المراقبة لفت انتباهنا حديث بين الرائد ذاكر الزعتوري وعون أمن كان بصدد الصعود لعربة المترو قد دار الحوار حول الهندام الذي يرتديه العون والذي لم يكن لائقا وبالتحرى عنه تأكد المسؤول الامني ان هذا الأخير حديث العهد بالعمل في السلك الامني. حوالي الساعة الخامسة والنصف توجهنا الى محطة برشلونة حيث رافقنا اعوان شركة نقل تونس في مهامهم اليومية في مراقبة تذاكر السفر ويعتبر لطفي بوزيد وهو مراقب استغلال بالشركة أن عمليات «الترسكية» تفاقمت بشكل كبير بعد الثورة وهو ما أضر بالشركة ماديا متسببا في انخفاض مداخيلها الى جانب تعرض أعوان الشركة الى الاعتداءات اللفظية والجسدية في مختلف خطوط وسائل النقل العمومي ويضيف ان القسم الاكبر من التجاوزات والبراكاجات عادة ما يسجل في الخطوط 1 و 6 و 3 و5 وغالبا من الساعة الثالثة ظهرا الى حدود الثامنة والنصف ليلا. وغير بعيد عن محطة الاستخلاص بمحطة برشلونة تم ضبط العديد من «المرسكين» من مختلف الشرائح العمرية ،كما تم ايقاف عنصرين مفتش عنهما ومطلوبان من المحكمة العسكرية بتهمة التهرب من اداء الواجب الوطني، أحدهما استبدت به حالة هيجان بعد أن تم ايقافه حتى اعتبر هذا الاخير ان تهمته ليست خطيرة حتى يتم التعامل معه بهذه الطريقة ووضع الأغلال الحديدية في يديه وفي النهاية تمكن أعوان الامن من السيطرة عليه وتهدئة خواطره.
ارتياح وتعاون مع الوحدات الامنية
بعد ذلك واصلنا متابعتنا للحملة الامنية وعلى اثر امتطاء عربة المترو رقم 5 باتجاه حي الانطلاقة لاحظنا ارتياحا وتلقائية في الحديث لدى مستعملي هذا الخط الذين تضرروا كثيرا في الآونة الأخيرة من تواتر عمليات النشل والسرقة خاصة في محطة «الرمانة» و«الجامعة». في محطة باب العسل وعلى متن المترو عدد 5 وفي اطار عمليات التثبت من الهويات طلب عون الامن من أحد الاشخاص بطاقة الهوية فاستشاط هذا الاخير غضبا من العون واتهمه بالتمييز حيث قال له حرفيا «شوف الوجوه وفرق اللحم» وأضاف «ألا تعرف بأنني عضو في حركة النهضة» فابتسم العون وأجابه بأن عهد «التجمع» قد انتهى وأصر على التثبت من الهوية... وباستفسارنا لبعض الركاب هل أنهم تعرضوا لعمليات النشل أو السرقة أكدت أمال.ع طالبة بجامعة المنار أنها تعرضت الى عملية براكاج في الآونة الاخيرة في المترو عدد 5 بعد ان استل أحد الاشخاص سكينا وهددها به وافتك منها هاتفها الجوال «البورطابل». واعتبرت ان الحملات الامنية لابد ان تتواصل في هذه الفتراة خاصة نظرا للانفلات الامني الذي شهدته بلادنا بعد الثورة. وفي نفس السياق أضافت خديجة عاملة باحد المصانع أنها كانت شاهدة على أكثر من عملية سرقة ونشل على الخطي 3 و5 وأنها هي نفسها تعرضت الى تهديد بتشويه الوجه في إحدى المرات بعد عودتها من العمل حوالي الساعة السادسة والنصف مساءا وطالبت بضرورة تكثيف الدوريات الامنية داخل وخارج العربات.
الحواسيب والذهب أكثر المسروقات
ومن جهته صرّح لنا قال منير المعروفي ضابط شرطة أول ورئيس مصلحة مقاومة النشل ان عمليات البراكاج والنشل والسرقة عادة ما تنفذ وفق مخططات ممنهجة من بعض العصابات مؤكدا ان كل عصابة لديها اختصاصها في محطات النقل العمومي فهناك المتخصصة في الاستيلاء على الهواتف الجوالة وهناك المتخصصة في الحواسيب أو الحلي. وأضاف أن الفرق الامنية تعمل بشكل يومي في مختلف محطات النقل العمومي وتركز على الجانب الوقائي ومحاولة منع الجريمة قبل وقوعها في بعض الاحيان مؤكدا ان افراد العصابات تعتمد تكتيكات مختلفة في عمليات النشل والسرقة ترتكز على الاتصال والتخاطب بالهواتف في بعض الاحيان لتنفيذ عملياتها.
كمين ومداهمة
الحملة الأمنية لم تقتصر على عربات المترو والمحطات بل تجاوزت ذلك الى مداهمة مقر شعبة بسوق المنصف باي حيث ذكر لنا الرائد ذاكر الزعتوري ان الوحدات الامنية المتمركزة في السوق تلقت معلومات تفيد بأن هناك 3 أشخاص بصدد ترويج وبيع صواعق كهربائية بأحجام كبيرة وصغيرة. وتوجهنا على عين المكان وتم فتح مقر الشعبة للتفتيش من قبل الاعوان حيث تم العثور على 28 صاعقا كهربائيا من صنع صيني بشحنة تقدر قوتها ب800 فولت وتم اقتياد 3 أشخاص الى مركز الأمن بباب بنات وحجز سيارة تابعة لأحد الاشخاص الموقوفين والبحث مازال جاريا لمعرفة مصدر هذه الممنوعات.
حصيلة ايجابية
مع الساعة الثامنة ليلا اختتمت الحملة الامنية حيث ذكر الرائد ذاكر الزعتوري أن الحملة كان ناجحة بالنظر الى المدة الزمنية الوجيزة بعد أن تمكنت مختلف الوحدات الامنية من ايقاف 20 مفتشا عنهم ومطلوبين للعدالة بتهم مختلفة حيث وأفرزت الحصيلة ايقاف 4 أشخاص من أجل السرقة وشخص من أجل الادلاء بهوية مزيفة وشخص مسك واستهلاك مادة مخدرة و 3 أشخاص لعدم اداء الواجب الوطني و 3 أشخاص من أجل النشل والسلب واثنان من أجل العنف و 3 أشخاص من أجل العنف الشديد وشخص من أجل مسك بضاعة مجهولة المصدر وشخص بتهمة حوز بالقوة واثنان من أجل خيانة مؤتمن وشخص من أجل التهديد وشخص من أجل حمل سلاح أبيض دون رخصة اضافة الى ايقاف حدثين قادمين من باجة. وأضاف المسؤول الامني بأنه تم حجز 38 قاروة من المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها اضافة الى ضبط 22 صاعقا كهربائيا من الحجم الصغير والكبير الى جانب ضبط 110 مخالفة «ترسكية» في شبكة المترو الخفيف.