تعيش مدينة سبيطلة منذ أول أمس الأربعاء أجواء متوترة استوجبت تدخل الجيش والأمن الوطنيين للفصل بين البعض من شباب المدينة ومجموعة من الأهالي القاطنين في احوازها. وحسب شهود عيان تحدثت إليهم «الصباح « فان الأحداث انطلقت صباح الأربعاء اثر مناوشة بين بعض الشبان واحد الباعة تطورت إلى تبادل للعنف وقام كل طرف بطلب المساعدة من أصدقائه وأقاربه فاتسعت رقعة الخلاف وأدت إلى حصول مواجهات وإعمال عنف وتهشيم بعض السيارات ومحاولة خلع محلات تجارية والاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة وتحولت مجموعة من الشبان إلى مركز الأمن بالمدينة وطالبت بطرد احد الأعوان من أقارب التاجر ورفعوا في وجهه عبارة « ديقاج « ورغم تدخل الأمن وإرسال تعزيزات كبيرة من الحرس الوطني وقوات حفظ النظام من القصرين للسيطرة على الوضع فان كل مجموعة توعدت الأخرى بالانتقام منها وعرفت بعض الأحياء عمليات ثأرية استعملت في احداها بندقية صيد مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص 3 على وجه الخطإ تم نقلهم البارحة إلى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي الإسعافات من أثار « الرش « احدهم ابن صاحب البندقية (24 سنة ) أكدت لنا مصادر طبية انه أصيب في انفه ومرفقه وقد حمله والده بعد ذلك إلى مصحة خاصة .. وفتاة صغيرة اسمها وئام دالي (8 سنوات) أصيبت في وجهها بينما كانت تتابع المعركة صحبة والدها وشاب يبلغ من العمر 20 سنة تعرض لإصابات في بطنه وعينه وآخر وصل أمس إلى المستشفى مصابا في عينه و قد غادروا جميعهم المستشفى .. كما علمنا أن 3 آخرين تم حملهم لمستشفى سبيطلة فيهم كهل أصيب بكسر في رجله .. و قد عاش أهالي سبيطلة ليلة أول أمس على وقع أخبار وإشاعات مفادها زحف أقارب التاجر من قرية « الرخمات « والأرياف القريبة منها على المدينة مسلحين ببنادق صيد إلا أن التواجد المكثف للأمن والجيش الوطنيين على مستوى مدخلي سبيطلة الشرقي ( طريق سوسة) والجنوبي ( طريق صفاقس) منعهم من المرور وساهم في تهدئة الوضع طوال تلك الليلة .. وساد المدينة أمس الخميس هدوء حذر قبل أن تتجدد المواجهات انطلاقا من بعد الظهر وتتوتر الأجواء من جديد وكل طرف يهدد بالهجوم على الآخر وقوات الأمن والجيش متمركزة في اغلب مناطق سبيطلة ومداخلها للفصل بينهما ومروحية عسكرية تراقب الأجواء وانفجر الوضع من جديد بحصول مصادمات عنيفة بين المئات من المجموعتين المتنازعتين أحرقت فيها عديد المنازل وخربت أخرى وتم خلع عدد من المحلات التجارية و نهبها .. مما خلف إصابات عديدة .. و رغم محاولات بعض وجهاء المدينة بذل مساع للإصلاح بين المجموعتين ونزع فتيل الخلاف بينهما على اعتبار أنهم كلهم أبناء نفس الجهة وان مصلحة الجميع تقتضي تطويق المشكلة وإعادة الأمور إلى نصابها إلا أن تهور عشرات الشبان من الطرفين وحرصهم على الثار من بعضهم البعض افشل كل المساعي في غياب كلي لممثلي المجتمع المدني الذين من المفروض أن يتدخلوا خاصة وان قوات الأمن والحرس والجيش المنتشرة في المدينة لم تتمكن من السيطرة التامة على الأحداث لكثرة أعداد المجموعات المتصادمة والتي تجاوز عددها حسب شهود عيان الألف ولئن تمكنت هذه القوات من تامين المنشات الحكومية وحمايتها فإنها لم تكن كافية لإيقاف أعمال العنف و قد أرسلت البارحة تعزيزات جديدة من قوات الأمن إلى سبيطلة وتم فرض حظر التجول بالمدينة من السابعة مساء إلى الخامسة صباحا وهو ما ساعد على عودة الهدوء تدريجيا.