أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض في حديث خاص ل«الصباح» أن المعارضة السورية كانت متيقنة من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يلتزم باتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ الخميس الماضي، حيث لاتزال الدبابات والمدرعات منتشرة في جل شوارع المدن السورية، كما يتواصل استخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ناهيك عن قصف أحياء بحمص بما فيها المستشفى الوطني. وأشار غليون إلى أن مواصلة قوات الأسد عملياتها العسكرية القمعية والوحشية ضد الشعب السوري غير مقبولة تماما وتشكل انتهاكا صارخا لاتفاق حصل على دعم جميع الأطراف الدولية، متهما النظام السوري بإعلان موافقته على خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية فقط لتحقيق هدف واحد ألا وهو كسب أكبر قدر من الوقت للاستمرار في انتهاج حلوله الأمنية سعيا للإجهاز على المعارضة والتحركات الاحتجاجية، لكن هذا المسار أدى في نهاية المطاف إلى انقلاب السحر على الساحر ومزيد تضييق الخناق على الأسد. وفيما يخص الاجماع الدولي حول ارسال مراقبين أمميين إلى سوريا في الأيام القليلة المقبلة، رحب غليون بهذه الخطوة معتبرا إياها ايجابية وفي صالح الثورة السورية، مشددا على ضرورة نشر المراقبين الدوليين في أسرع وقت ممكن على كامل الأراضي السورية، وخاصة في المناطق الأكثر تضررا من العمليات العسكرية لقوات الأسد كحمص وحماه، لتقصي تجاوزات النظام والوقوف على انتهاكاته الشنيعة في حق شعبه، والتي تمكن تصنيفها في خانة الجرائم ضد الإنسانية. وحول بوادر التغير في الموقف الروسي حيال نظام الأسد والتي بدأت تلوح في الأفق مؤخرا، أشار رئيس المجلس الوطني المعارض إلى أن هذا التغير بدا جليا في المؤتمر الذي عقد في موسكو مؤخرا بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السوري وليد المعلم، حيث شددت الإدارة الروسية بوضوح على ضرورة استغلال السلطات السورية هذه الفرصة السانحة باعتبارها الأخيرة والاستجابة عمليا للمقترحات الست التي عرضها كوفي أنان، وفي مقدمتها وقف العنف كأولوية قصوى، وقاعدة مبدئية لبداية محادثات بين النظام وجميع أطياف المعارضة السورية. ورأى غليون أن الادارة الروسية باتت محرجة تماما حيال تصرفات النظام السوري ولامبالاته بالدعوات لوقف العنف ومقتنعة بأنه لن يكون باستطاعتها الاستمرار في مواجهة المجموعة الدولية بعد أن طفح الكيل بها من وعود الأسد الاصلاحية التي لا تعرف أبدا طريقها إلى التنفيذ. وأكد أن المعارضة السورية على اتصال مستمر بروسيا، «لأننا على يقين بأن حلا في سوريا لن يكون ممكنا دون روسيا، فموسكو تملك المفتاح إلى حل توافقي يضمن انتقالا ديمقراطيا يستجيب لتطلعات الشعب السوري المنتفض والذي ضحى بدمائه من أجل الحرية»، مشيرا إلى أن مؤشرات التغير في موقف سياسيي موسكو حيال الأوضاع في سوريا يشكل «دافعا لنا كمعارضة لمزيد تفعيل الحوار والتنسيق مع الجانب الروسي».