لاشك أن جل الملفات الشائكة توجد بوزارة الشؤون الاجتماعية فهي في علاقة مباشرة بكل ما يخص المجتمع وبالنقابات ومكونات المجتمع المدني. والثابت أيضا أن أكبر استحقاق هو العناية بالفئات الضعيفة والمفاوضات الاجتماعية والعلاقة بالنقابات زيادة عن الملفات اليومية الأخرى التي تدخل في صلب اهتمامات الوزارة فماذا قدمت مع وزيرها في حكومة «الترويكا» خليل الزاوية خاصة أنه نقابي سابق نشأ وترعرع في بطحاء محمد علي زيادة عن دوره القيادي في «التكتل».. كل هذه المسائل تحدث عنها خليل زاوية في الحوار التالي:
حاوره: عبد الوهاب الحاج علي
وزارة الشؤون الاجتماعية، من الوزارات التي تلقى على عاتقها عديد المسؤوليات فكيف وجدتموها وهل قمتم بحملة تطهير؟ اصلاحاتنا تدريجية لكنها في العمق لكن ما لا حظته أن الأعوان قاموا بمجهود كبير خلال سنة 2011 وكانت الوزارة من أهم الآليات التي مكنت من الوصول إلى الانتخابات حيث وقعت معالجة عديد الوضعيات والملفات. ولاشك أن هناك اشكالات تتطلب اصلاحات لكن وجدت الادارة في وضع أفضل مما توقعته إذ لا ننسى أني قدمت إلى الوزارة بعد شهر من الاعتصامات ووصلنا إلى اتفاق وقمنا بفض المشكل وعاد الجميع إلى العمل.. بالنسبة إلى ملفات الفساد لا تكاد تخلو منها ادارة وهدفنا معالجة الظاهرة هيكليا لكن اجمالا الادارة سليمة وقد وقفنا عند بعض الاخلالات وقمنا بما يجب. هل أحلتم ملفات على القضاء؟ نحن بصدد البحث وكل مرة نكتشف تجاوزات ونقوم بمعالجتها دون أستهداف لأي كان بل نحاسب الناس على أفعالها وقد أحلنا ملفات على القضاء منها ملف تلاعب مالي قدمناه للجهات المعنية للتثبت قبل احالته على القضاء. قدمت إلى الوزارة بعد شهر من الاعتصامات.. لكن الاتفاق الذي أمضيته مع اتحاد الشغل لم يطبق مثل اتفاقات الوزارات الأخرى.. مما أدى إلى موجة اضرابات خلال هذه الأشهر فضلا عن أخرى مرتقبة؟ الاضرابات أمر عادي في أي نظام ديمقراطي والمهم في ذلك أنه لا يوجد احتقان بين الحكومة واتحاد الشغل وأعتقد أن الندوة الثلاثية المرتقبة خلال نهاية الشهر المقبل والتي ستجمع الحكومة واتحاد الشغل واتحاد الأعراف ستناقش أهم الإشكاليات مع سن عقد اجتماعي مميز سيكون اللقاء الثلاثي تمهيدا له. لكن اتحاد الشغل أصبح على خط المواجهة، فهو في حرج مع منخرطيه إذ لم يتحقق ولو جزء من الاتفاقيات الممضاة؟ أنا نقابي سابق وأدرك جيدا كيف يفكر الاتحاد، زيادة عن أن قياداته واعية بحقيقة الوضع وعبرت عن ذلك صراحة وشخصيا أشكرها على ذلك فالخيار الأساسي لدينا كتونسيين هو الاعتناء بالفئات الضعيفة والمنظمة الشغيلة متحمسة إلى ذلك بالاضافة إلى أن الهدف هو القضاء على العمل الهش ونحن بصدد النقاش والتفاوض حول المناولة في الوظيفة العمومية وعلى وشك استكمال ادماج 31 ألف منتفع وهذا ليس أمرا هينا أو سهلا.. وبالنسبة إلى بقية الاتفاقيات فإنه يتم معالجتها في اطار اجتماعات اللجنة المركزية 5 زائد 5 وأعتقد أنه قبل غرة ماي سنتفق على التوجه العام فنحن بصدد تقريب وجهات النظر ونتصوّر أننا سنصل إلى حل. توصلتم في النهاية إلى حل مع أهالي الرديف، فكيف توصلتم إلى وقف الاحتقان.. وماذا عن وضعية عملة الحضائر؟ حتى اليوم الاثنين لدينا جلسة مع ممثلي أهالي الرديف للنظر في ما اتفقنا حوله لكن الحلول التي توصلنا إليها كانت عن طريق الحوار لا غير.. الحوار متواصل وهناك عدة اتفاقات سنسعى خلال الجلسات المقبلة إلى تفعيلها والثابت أن السبيل الوحيد إلى إيجاد الحلول هو التفاوض.. وبالنسبة إلى مسألة الحضائر فإن سنعالجها على مستوى وطني وذلك بادماج عملة الحضائر القارة وقد وفرنا لهم عقد شغل وتغطية اجتماعية في انتظار ادماج ما يفوق 16 ألف منتفع على مراحل. ما حدث يوم 9 أفريل، كيف تقبلته كمواطن تونسي خاصة أنك عرفت نفس المصير في مظاهرات ومسيرات ما قبل 14 جانفي؟ صحيح أنه ثمة أشياء غريبة حصلت لكن لابد من لجنة محايدة لإثبات الوقائع واذ يظهر العنف في جميع المظاهرات بمناطق مختلفة من العالم فإن المؤكد هو أنه مهما كانت الدولة عليها حماية حرية التعبير السلمي.