بعد نحو ستة أيام من اختفاء الشاب محمد علي بن غزالة سائق سيارة أجرة(تاكسي) ببومهل، وبعد خمسة أيام من العثور على السيارة التي يعمل عليها مركونة بجهة سليمان كشف أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس مساء أمس الأول الملابسات الكاملة للاختفاء، حيث تبين أن محمد علي حولت وجهته وقتل ثم ألقيت جثته في أحد الأودية بالأحواز الجنوبية للعاصمة بينما استغلت السيارة في جولة ترفيهية قبل الإلقاء بها على طريق برج السدرية سليمان. وفي هذا الإطار علمنا أن الأعوان ألقوا القبض على شاب دون العشرين من عمره يشتبه في مشاركته في الجريمة رفقة شخصين آخرين صدر في شأنهما منشورا تفتيش، وقد يكونا أوقفا في ساعة متأخرة من مساء أمس. وقائع الجريمة تفيد بأن محمد علي وحسب ما أفادتنا به شقيقته هاتفيا غادر يوم السبت الفارط(14 أفريل الجاري) منزله ببومهل للعمل، لذلك التقى بصاحب سيارة أجرة(تاكسي) وتسلم منه السيارة وانطلق في عمله، غير أنه لم يعد مساء كما جرت العادة، ورغم اتصال أفراد عائلته به فإن هاتفه كان مغلقا. وأضافت الأخت الملتاعة التي تحدثنا إليها قبل ساعات من الكشف عن الجريمة أن أعوان الشرطة العدلية بسليمان عثروا على السيارة ملقاة بحي الرياض بالجهة وعاينوا آثار دماء على مقاعدها الخلفية وتمزيق بآلة حادة لغطاء المقاعد. وبناء على ذلك أذنت النيابة العمومية بابتدائية قرمبالية-حسب مصادر أمنية- لأعوان الفرقة الأمنية بفتح محضر بحث موضوعه القتل العمد مع سابقية القصد ضد مجهول، وباستدعاء مالك السيارة أفاد بانه سلمها للسائق لكنه لم يرجعها إليه، وبعد يوم تلقى أعوان شرطة النجدة بحمام الأنف اتصالا من هاتف محمول أفاد فيه صاحبه بوجود ثلاثة شبان على متن قطار الأحواز الجنوبية يتحدثون عن جريمة قتل فتم التنسيق مع فرقة الشرطة العدلية بحمام الانف وتم إيقاف القطار على مستوى محطة الأرتال بمقرين وإيقاف الشبان الثلاثة. ولكن بالتحري معهم نفوا تورطهم في أية جريمة، وبمكافحتهم بالمخبر حول تبادلهم الحديث عن جريمة قتل أفادوا بانهم كانوا يتحدثون عن الجريمة التي استهدفت والدتهم بمنطقة العلا بالقيروان قبل أسابيع عندما أقدم شخص على قتلها بحجارة واستشهدوا بمقال صحفي صدر بجريدة، ونظرا لتشعب الموضوع فقد أحيل الشبان الثلاثة إلى الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية رفقة ملف القضية. وبعد تحريات ماراطونية تمكن الأعوان من حصر الشبهة في ثلاثة شبان قبل أن يتمكنوا مساء أمس الأول من القبض على أحدهم وهو شاب عمره 19 سنة فيما تتواصل إلى حد كتابة هذه الأسطر المجهودات لإيقاف مشتبه بهما آخرين تحصنا بالفرار. ويبدو أن المظنون فيهم الثلاثة أوقفوا «التاكسيست» في ساعة متأخرة من الليل وطلبوا منه إيصالهم إلى مكان ما، وفي الطريق سيطروا عليه وقتلوه ثم وضعوا جثته في المقاعد الخلفية وتوجهوا إلى أحد الأودية بالأحواز الجنوبية حيث ألقوا بها ثم واصلوا السهرة على متن السيارة إلى ان نفذ البنزين فتركوها بحي الرياض بسليمان وفروا إلى أن اكتشف أمرهم. وقد علمنا أن الأعوان عثروا على الجثة وعاينوها رفقة السلط القضائية قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة لعرضها على الطبيب الشرعي وفحصها وتحديد أسباب الوفاة، ومن المنتظر أن تشيع عصر اليوم جنازة المأسوف عليه الذي خلف رحيله بهذه الطريقة الفظيعة الوجع والأسى في نفوس أهله ورفاقه لما عرف به من طيبة معشر.