تزخر الحامة بموروث ثقافي عريق ومتنوع نتيجة معايشتها لعديد الحضارات من الفنيقية الى العربية الاسلامية مرورا بالرومانية والبربرية وغيرها وقد تركت بصماتها في العادات والتقاليد لكن جزء مهما من الآثار الدالة على هذه الحضارات تعرض الى التلف والنسيان... ومساهمة في حماية ما تبقى منها شهدت الحامة منذ بداية الثورة بعث جمعية الابداع الثقافي من طرف مجموعة من الشباب الذين أخذوا على عاتقهم جمع التراث وتدوينه وتوثيقه واعادة الامور الى مسارها الطبيعي ورد الاعتبار لأصحاب الحقوق والمبادارت والتي بقيت في الظل وتناستها وسائل الاعلام والمصالح المعنية بالشأن الثقافي وهي التي برزت ونالت جوائز في عديد المهرجانات وذلك من خلال تاطير ودعم المبدعين في الشعر والغناء والمسرح وبقية الفنون وتنظيم تظاهرات محلية لفائدتهم. وقد حقق مثلا مهرجان الجنوب للأغنية التراثية والشعر الشعبي نجاحا واضحا خاصة أنه شهد اقبالا جماهيريا كبيرا. وقد ساهم المهرجان إلى حد ما في سد الفراغ الذي تركه غياب مهرجان الحامة للمياه المعدنية الحارة -تاريخ وحضارة الذي كان ينظم في نفس الفترة كما ساهمت الجمعية في تأثيث مهرجان التراث ببوعطوش وقبله مهرجان المدينة ولها برامج طموحة. بقي أن المجموعة الشابة تحتاج للدعم المادي والمعنوي فافتقارها إلى مصادر تمويل يبقى عائقا مهما كان حجم استعداد الهيئة للعمل الثقافي وللتضحيات من أجل تحقيق أهداف الجمعية الناشئة.