كنا نتابع «الكان» براحة بال للتمتع بالعروض الكروية واللوحات الجميلة واللعب الهجومي المخطط والإضافات الفردية لأصحاب المواهب العريضة وبالفعل تمتعنا بذلك الى درجة الانتشاء والاعتزاز بالانتماء الافريقي. واليوم سيتغير حالنا أمام الشاشات وستدق القلوب أضعاف ما كانت تدق به وستكون أعصابنا متوترة كحال المتتبع لفريقه المحبوب في مواجهة الحسم بل أكثر من ذلك لأننا سنحمل معنا هموم حيرتنا على المنتخب الوطني وخوفنا من وضعية مجهولة بالنسبة إلينا. هذه العواطف الجياشة هي التي ستطغى علينا ونحن نواكب اليوم اللقاء الافتتاحي للمنتخب الوطني التونسي في مغامرته الافريقية ضمن المجموعة الرابعة ضد نظيره السينغالي. لقاء هام للغاية وجب على المنتخب الوطني التوفيق فيه لتأكيد على أن الكرة التونسية محافظة على مستواها الراقي وقادرة دوما على فرض وجودها ضمن العمالقة الأفارقة. مثل هذ التفاؤلات تتطلب رباطة الجأش والاستعداد الكامل بدنيا وفنيا وتكتيكيا. نقول هذا لأن قوة المنتخب الوطني تكمن في لعبه الجماعي وروحه الانتصارية ودقة وحسن الانتشار فوق الميدان واحكام التغطية الدفاعية لا في المناطق فحسب بل انطلاقا من وسط الميدان أي عدم ترك المساحات للمنافس لابراز مؤهلاته وتجسيم قدراته. مع اعتماد الهجومات المعاكسة السريعة وحسن استغلال الكرات الثابتة في مواقع حساسة. هاذ هو المطلوب من لاعبينا لأن المنتخب السينغالي يملك مجموعة متكاملة تغلب عليها المهارات الفردية وحسن الاستعداد البدني خاصة وان منافسنا يمتاز علينا بالاعداد المحكم الذي قام به في داكار وبوركينا فاسو وتوجه بخمس مقابلات ودية حقق خلالها 4 انتصارات أمام منتخبات ناميبيا ومالي وغينيا والبينين وانهزم أمام المغرب ثم أن المنافس يدربه ممرن يعرف جيدا كل كبيرة وصغيرة عن الكرة التونسية إلا وهو هنري كاسبارزاك والذي يملك لاعبين من طراز رفيع في طليعتهم الحاجي ضيوف ومامادو نيانغ وهنري كامارا وأيضا الحبيب باي وعبدولاي قاي وديومانس كامارا وماندي. وفي الحقيقة فان الذي يخيفنا حقا ليس المنافس رغم حجمه لأننا تعودنا التألق في مثلا هذه المناسبات وأمام منتخبات أقوى منه لكن ما يخيفنا حقا هو الوجه الذي سيظهر به المنتخب الوطني في هذا اللقاء أن النجاح بأيدينا ولا ننتظر هدية من المنافس بل ننتظر ظهورا في مستوى الطموحات وفي مستوى العناية التي وجدها اللاعبون والتي لم تتوفر لغيرهم في المنتخبات الافريقية. نريد تكاملا بين المجموعة وروحا انتصارية عالية وجرأة مثلى في افتكاك الكرة وتهديد مرمى المنافس وتوفيقا في الهجوم وحسن انتشار فوق الميدان وفي كلمة نريد منكم يا نسور قرطاج أن تكونوا في مستوى الحدث وتبددون الشكوك بما تملكونه من عزم وقدرة وثبات وبرودة أعصاب. حفيظ بن عاشور