أسئلة عسيرة في اختبار الرياضيات وتّرت أمس في اليوم الثاني من هذا الامتحان المترشحين لامتحان البكالوريا، ممّا أثر على نفسياتهم سلبا وأحسّ بعضهم بالإحباط، وقال أستاذ يدرّس هذه المادّة إن الاختبار يحتوي فعلا على عدد من الصّعوبات، أما بقيّة المواد فكانت على حدّ تأكيد مترشحين من بقية الاختصاصات وأساتذتهم في المتناول. وتمثّل اختبار شعبة الرياضيات ليوم أمس في مادة الرياضيات، وشعبة الآداب في التفكير الإسلامي وشعبة العلوم التجريبية في علوم الحياة والأرض وشعبة الاقتصاد والتصرف في مادة الاقتصاد وشعبة العلوم التقنية في اختبار التكنولوجيا وشعبة العلوم الاعلامية في الخوارزميات والبرمجة وشعبة الرياضة في مادة العلوم الطبيعية. ففي ما يتعلق باختبار الرّياضيات أجمع التلاميذ الذين تحدثنا معهم في معهد خير الدين بأريانة على أنه عسير، وتضمن على حد تعبير سيف الدين بورقيبة ومنصف مورالي ومحمد أسئلة غير متوقعة.. وقالوا وقد بدت آثار التّعب والارهاق على وجوههم وهم يغادرون المعهد إنهم مستاؤون جدا ويشعرون بالحزن لأن الرياح لم تجر هذه المرّة كما يشتهون. . وقالت السيدة آمال والدة أحد المترشحين التي كانت تتصبب عرقا وفي حالة شديدة من التوتر: «إن السنة الدّراسية كانت صعبة على الجميع تلاميذ وأولياء ومربين، لأن آثار الغيابات وتوقف الدروس أحيانا خلال السنة الماضية بسبب الثورة انعكست على مستوى التلاميذ هذه السنة».. ودعت آمال الى مراعاة هذا الامر عند الاصلاح، وهو نفس ما طالبت به صباح والدة التلميذة أميمة. وبين علي السعيدي أستاذ الرياضيات أن التمرينين الثاني والثالث تضمنا بعض الصعوبات واحتويا على أسئلة تتعلق بنفس الدرس أما بقية التمارين فهي مقبولة والشكل العام للاختبار عادي، وأضاف: «يتطلب اجراء مثل هذا الاختبار الكثير من الجهد والتركيز والتمكّن من المادّة والإلمام بها.. والتلميذ المتوسط يمكنه ان يحصل على معدل لكن بصعوبة. مراقبة مشدّدة خلافا لحال تلاميذ الرياضيات، أبدى بقية المترشحين للبكالوريا ارتياحا لمحتوى الاختبار رغم اجماعهم على ضجرهم من المراقبة المشددة عليهم توقيا من الغش وبينوا أنهم منعوا من مغادرة قاعة الامتحان ومن التدخين ومن الالتفات يمنة ويسرة، وأمام بوّابة معهدهم كثر صخبهم.. وتعالت أصواتهم.. وراحوا يتصفحون ورقات الاختبار من جديد ويتفحّصون محتوياتها. أميمة الزواري وملاك سنوسي وأماني رزق الله وصبرين رمضان وسارة بوزيد لئن تذمرن من كثافة المواد التي يدرسنها، فإنهن «استمتعن» وفق تعبيرهن بمادة التفكير الاسلامي خاصة وان المحور مرتبط بالأحداث التي تعيش على وقعها تونس حاليا.. «الاجتهاد في مجال التشريع الاسلامي ضرورة تفرضها طبيعة النص وتحديات الواقع. حلل ذلك وبين اهمية ما قد يحصل بين المجتهدين من تباين في النتائج». كما تضمن الاختبار أسئلة عن نص للدكتور مصطفى شلبي «أصول الفقه الاسلامي»، ونصا للدكتور برهان غليون «فلسفة التجديد الاسلامي» نشر بمجلة الاجتهاد. وبين التلميذ أسامة شعبان اختصاص علوم الاعلامية ان اختبار الخوارزميات والبرمجة سهل، وبشأن مادّة علوم الحياة والأرض فأكد حسام وأمين وأحمد وأمل اللوز أنها في المتناول رغم احتوائها على تمارين أعسر من تلك التي طرحت في امتحانات السنوات الماضية، وهي نفس انطباعات ياسمين مرساوي وهادية بن طاهر وخليل المدب وابراهيم بن عبد الملك تلاميذ الاقتصاد والتصرف حول مادة الاقتصاد، وبين أستاذ اقتصاد أن الاسئلة في المتناول وهي تتعلق بالمبادلات التجارية ومساهمتها في النمو الاقتصادي للبلدان النامية والتبادل التجاري الخارجي للبلدان حسب التقسيم العالمي للعمل وبالتفاوت وعدم المساواة في الشغل نتيجة النمو الاقتصادي وتطور عدد الناشطين حسب القطاعات الاقتصادية. وذكرت أستاذة العلوم التجريبية جميلة شايب أن اختبار العلوم كان في متناول التلميذ المتوسط وخاليا من المفاجآت وعبر الأستاذ فتحي زويتر ناظر بمعهد وكان في حالة ترقب عن أمله في أن يحقق تلاميذه النجاح. وذكر رجل أمن يرتدي الزي المدني يراقب بوابة المعهد أنه حريص على تأمين سلامة التلاميذ والمؤسسة التربوية وأنه يحل بالمكان منذ السادسة صباحا ويغادره بعد ان يتولى الجيش نقل الاختبارات إلى مراكز الاصلاح.