ارتقى الفنان نبيل خمير للعالمية وشرف تونس أينما حل بآلته الفريدة «راي جام» كما كانت مشاركة الجازمان التونسي في أغلب المهرجانات العالمية ناجحة فضلا عن حصوله على الجائزة الشرفية الأمريكية في عرض «العطر بين الشرق والغرب» وجوائز أخرى قيمة في مناسبات متنوعة كانت ترجمانا لإبداعاته المتواصلة. عشاق الجاز والمولعين بالخصوص بإنتاجات نبيل خمير توقعوا أن يكون هذا الأخير من بين المشاركين في مهرجان قرطاج الدولي لكن يبدو أن إبداعاته المتواصلة وشهرته العالمية لم تشفع له ورفض ملفه كبقية الفنانين التونسيين والحال أن وزير الثقافة كان قد صرح سابقا بأن أي فنان تونسي تكون له إنتاجات حديثة قيمة باستطاعته المشاركة في المهرجان، الأمر الذي أثر في نبيل خمير ولم يخف استياءه وحيرته إزاء الوعود التي لم تتحقق خاصة وأنه صاحب ثلاثة ألبومات جديدة من بينها «ليالي دار الجنة» و»سيدي منصور» إلى جانب أغنيتين ثوريتين «عبّاد المال» و»نحبك يا بلادي». المسألة تتجاوز شخصي وإذ أبدى لنا نبيل خليل استياءه من البرمجة المعلنة لمهرجان قرطاج الدولي في دورته لهذا العام وإذ بيّن لنا أنه تلقى القائمة النهائية بتحسر بالغ فإنه يشدد على أن الأمر لا يتعلق بشخصه فحسب وإنما بخيرة الفنانين التونسيين. وقال نبيل خمير أنه مستغرب من عدم برمجته رغم إصداره ثلاثة ألبومات جديدة على غرار «ليالي دار الجنة» والذي يحتوي على ثماني مقطوعات موسيقية في اللون الشرقي العربي الممزوج بالجاز وهي «قمر حيران» و»ليالي دار الجنة» و»نسمة» و»يا لميمة» و»رهان» و»رؤية» و»رقصة العندليب» و»فراق» إلى جانب أغنية «انحبك يا بلادي» كلمات ياسين القصريني ألحان رامي أمير وتوزيع محمد الشعري وغيرها.. مضيفا «لماذا لم تف وزارة الثقافة ولجنة الاختيار بوعودها؟ ألم تشترطا أعمالا حديثة تبحث عن الجديد والمبتكر؟ هل أن العروض التي قدمتها مؤخرا في أوروبا وأمريكا والتي لاقت إقبالا جماهيريا مبهرا لا يمكن أخذها بعين الاعتبار؟».. في ذات السياق وبتحمّس كبير واصل الفنان نبيل خمير أسئلته الإنكارية «كيف يمكن لأحد أعضاء لجنة الاختيار أن تبرمج له سهرة فنية في مهرجان قرطاج في حين أن أغلب الفنانين التونسيين وهم الأجدر منه يغيبون عن التظاهرة خاصة وأنهم بأمس الحاجة إلى مثل هذه التظاهرات الكبرى لتنمية رصيدهم الفني من جهة ودعمهم على المستوى المعنوي والمادي كي يتسنى لهم المزيد من الإنتاج والإبداع؟». وعن كيفية إصدار ألبوماته الأخيرة وانتشارها محليا وعالميا، بين لنا محدثنا أنه يعتبر نفسه محظوظا مقارنة ببقية الفنانين التونسيين ذلك أنّه تمكن من إنشاء استديو جديد للتسجيلات الموسيقية ليكون بداية الطريق في عالم الاستثمار الموسيقي، هذا وقد قام بتوزيع بعض الأغاني مؤخرا على غرار «حكايات زمان» لهند النصراوي. وهي مبادرة يرى نبيل خمير أنها ضرورية إذ من غير الممكن حسب رأيه توفير الأموال الكافية لإنتاج بعض الأعمال القيمة في تونس نظرا لغياب الدعم. من جهة أخرى أكد نبيل خمير إلى أنه عاقد العزم على أن يذهب بالمقامات التونسية والشرقية إلى العالمية ولن تقف المسافات في طريقه من أجل المضي بمهمته الفنية الثقافية. أما عن مكوثه في تونس ومواصلة مشواره الفني على آلة «الراي جام» فقد أكد لنا العازف أنه في صورة أن دار لقمان ستبقى على حالها ويقصد بذلك الوضع الثقافي الحالي- فإنه سيقرر مغادرة البلاد نهائيا للعمل خارجها ناهيك أنّ أجواء العمل بالخارج جيدة والامتيازات جد هامة. مقابل ذلك فإنه يرى أن الوضع الرّاهن في تونس وللأسف لا يشجع لا على الإبداع ولا على تكثيف الانتاج. يأمل محدثنا أن تتحسن الأمور في أقرب وقت وأن يحظى الفنان التونسي عامة بالمكانة الاجتماعية والفنية التي يستحقها لأنه في غياب الدعم لا يمكنه الارتقاء بنفسه وبمخزونه الموسيقي وبالتالي ستتدحرج ثقافتنا إلى ما لا يحمد عقباه، والكلام لنبيل خمير...