مازالت نفوس سكان منطقة المغرب العربي عامة تتوق إلى الثقافة الأندلسية في بلدانهم، وهاهو مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية بتونس(ولاية باجة) في دورته السادسة والأربعين يحافظ بدوره على مميزات ذاك الموروث الثقافي رغم الإمكانيات المتواضعة التي تحول دون تأمين سبل النجاح وتقصي كل مقومات الإبداع والتنوع الفني. وفي هذا الصدد تم التنسيق بين إدارة المهرجان وفرقة المرحوم حسن العريبي حتى تكون فرقة ليبيا للمالوف والموشحات والألحان العربية حاضرة في الدورة46 -وهي الدورة الثانية من الربيع العربي-، إلا أن المسألة اليوم لا تزال عالقة بين وزارة الثقافة التونسية ووزارة الثقافة الليبية والمجتمع المدني،إذ لم تتلق إدارة المهرجان ردّا من أي طرف رسمي ليبي أو وطني. إضافة إلى أن إدارة المهرجان لم تتوان في طلب عروض جزائرية ومغربية المهتمة بالمالوف لا سيما الفلامنكو لتعزيز البرمجة العامة للمهرجان. أما بخصوص الدعم المالي وهو الموضوع الذي يعد حجر الزاوية بالنسبة لنجاح أية تظاهرة ثقافية، فإن إدارة مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربية التقليدية بينت أن الوعود كثيرة بأن دار لقمان لن تبقى على حالها بل ستشهد إصلاحا يقوي ويدعم الأسس حتى تواكب الميزانية المرصودة للمهرجان مستجدات الغلاء إن تعلقت بالعروض أوالنفقات الخاصة بالإضاءة والوحدات الصوتية لا سيما الفرق الدولية(ليبيا على سبيل المثال). وعود تكرّرت إثر لقاء مع والي باجة والمندوب الجهوي للثقافة بباجة يوم الإثنين الماضي.فهل سيتحقق ما يصبو إليه أهالي تستور ومحبو المالوف والفن الراقي؟ المنح المجمّدة من جهة أخرى طالبت إدارة مهرجان تستور وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة وولاية باجة بمطلب الترفيع في المنح المجمدة (منذ السبعينات تقريبا) ليعرب مدير المهرجان محمد علي الطرابلسي عن استيائه من بلدية تستور التي تعتزم للسنة الثانية على التوالي عدم صرف المنحة المخصصة للمهرجان وكأنها تستهدف المجال الثقافي والإبداعي وإنجازات الثورة. أما عن الاتفاق بخصوص سهرة الاختتام لمهرجان تستور، فقد وقع الاتفاق بين إدارة المهرجان والفنان الشاب ماهر الهمامي لأحياء الحفل تكريما لشيوخ المالوف على غرار المرحوم محمد بن إسماعيل والمرحوم حمادي إبكر وصولا إلى الشيخ حمادي منجي القرواشي. وتجدر الإشارة إلى أن السهرة ستجمع بين الأجيال المتعاقبة على المهرجان منذ نشأته.