تماما كذاك الذي يجاهر في الطريق العام بما ينافي الحياء فإن العديد من الصحف ووسائل الاعلام التونسية لم تعد تجد حرجا ربما بسبب ضعف الدولة في أن تجاهر يوميا بما ينافي الوطنية لا فقط من خلال عناوين الطعن في الثورة ومحاولة التيئيس منها وتقديمها على أنها أصل كل بلية وانفلات أمني وأخلاقي وسياسي وإنما أيضا من خلال تلميع صورة كل فاسد ولص وانتهازي سواء كان من رموز نظام المجرم بن علي المنهار أو من أذناب وكلاب حزب «التجمع» المنحل.. فبعد أن تجرأت القناة التلفزية الاولى وتحدتنا كمواطنين في عقر بيوتنا من خلال استضافتها ذات ليلة لوجوه تجمعية سيئة الصيت متيحة لها الفرصة باسم عدم الاقصاء لكي تتطاول على تونس الثورة وشهدائها الأبرار.. ها أن بعض الصحف القذرة بالمعنى المهني للكلمة تنقض بالأمس على حديث صحفي أجرته صحيفة فرنسية مع المدعوة ليلى بن علي المحكوم عليها من قبل القضاء التونسي بالسجن 15 عاما بتهمة حيازة أسلحة ومخدرات وقطع أثرية وتعيد نشر فصول منه بحماس ظاهر فيما يشبه التشفي واظهار الشماتة بالتونسيين وبثورتهم.. طبعا.. نحن نفهم أن بعض رموز الاعلام النوفمبري ممن لايزالون على الساحة يود لو أنه ينام ويستيقظ ليجد أن الثورة التونسية فشلت وأن المجرم بن علي قد استعاد الحكم.. وأن ليلى بن علي قد عادت الى قصر قرطاج أو قصر سيدي الظريف ليستأنفوا معهما ومع «عرّابهم» عبد الوهاب عبد الله «لعبة» الاستكانة الاعلامية والجبن والوضاعة والتمعش وتحقيق المكاسب المادية لهم ولأبنائهم.. ولكن ما لا نفهمه هو كيف يتجرأ اليوم هؤلاء وبهذه الدرجة من الوقاحة على الثورة وحكومة الثورة ورموز دولة الثورة؟! من أين لهم بهذا الكم من «الشجاعة» لممارسة هذا القدر من التجاهر بما ينافي الوطنية وهم الموسومون تاريخيا بالجبن والطمع.. فهل يمكن للجبان والطماع أن يكون شجاعا أو جريئا؟! يبدو أن ما أجرأ هؤلاء على الثورة والشعب أحد أمرين: إما افتقارهم لأي شعور بالمسؤولية الوطنية.. أو صمت الثورة ودولة الثورة وتأخرها في فتح «ملفاتهم» قضائيا.. جربوا معهم تطبيق القانون ومبدإ المحاسبة وستكتشفون مدى اجرامهم في العهدين!