تونس - الصباح: رغم خلو بلادنا من مرض أنفلونزا الطّيور وغيرها من الآفات الحيوانية المستعصية فهذا لا يبرر التراخي في اليقظة بل يفترض التعامل - رغم الحالة العامة المطمئنة - وكأنّنا في غير مأمن من تسرباتها وعدواها... تلك هي الرسالة التي سعى وزير الفلاحة والموارد المائية إلى تجديد طرحها بالتأكيد على المواصلة في نهج الرصد المبكر للأمراض الحيوانيّة والمتابعة الوبائية الدقيقة بالداخل والخارج سيما وأنّ الأمراض الحيوانية المستجدة لا تعترف بالحدود ولا بالحواجز ويبقى الحذر والمراقبة وأساسا بنقاط العبور الوسيلة الأنجح للتوقّي من شر هذه الآفات. واعتبارا لأهمية دور الطبيب البيطري في تفعيل وتجسيد خطط الوقاية كما التدخّل في أيّ مجال يتعلق بالصحة الحيوانية فقد توقف السيد الحبيب الحداد عند هذا العنصر مثمّنا الدور الذي تضطلع به المهنة لكنه في المقابل دعاها إلى تحمل مسؤولية أكبر في التواجد بمختلف المناطق والإسهام الفاعل في تأمين التغطية الصحية وتكثيف الإحاطة والمتابعة بقطيع الماشية مقترحا على البياطرة اعتماد دفتر صحّي عند مراقبة الأبقار يكون مرجعا لهم ولكافة المتدخلين لمتابعة الحالة الصحية للقطيع مستغربا غياب هذا الدفتر فيما يتم اعتماده بصفة آلية عند تربية كلاب المصيد! هذه الدعوة طرحها الوزير لدى إشرافه أمس على ندوة الطبيب البيطري واليقظة الصحية الحيوانية التي شكلت فرصة للتعريف بالمولود الجديد الذي منذ عزز آليات الإحاطة واليقظة الصحية الحيوانية وتسليط الأضواء على انجازات التكوين والبحث العلمي البيطري. بالمكشوف... «ليس لدينا ما نخفيه وكل شيء بالمكشوف في بث المعلومة الصحية حول الوضع الصحّي الحيواني في بلادنا... وعلى المواطن أن يكون على اقتناع بذلك وأن تكون له الثقة التامة في مصداقية المعلومات والتقارير الصادرة والمطمئنة. هذا ما صرّح به رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطبّاء البياطرة الدكتور نورالدين بن شيدة ل«الصباح» على هامش الندوة وجاء ذلك ردا على سؤال الوضع الصحّي الحيواني العام وحول ريبة المواطن من بعض المعلومات. محدثنا أضاف بأنّ تونس عضو بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية وهي ملزمة بالتصريح بأي حالة مرضية ذات منشإ حيواني قد تطرأ وبالتالي لا مجال للتكتم عن أي معلومة في هذا الشأن مجددا التأكيد على خلو بلادنا من مرض أنفلونزا الطيور لكنه ألحّ على ضرورة مواصلة اليقظة والمراقبة وعدم الركون أو الاستسلام «للنوم على الأذنين» في إشارة إلى استمرار خطر العدوى وتسرب الفيروس في كل حين لكن التصدّي له يبقى متاحا باليقظة والمتابعة مذكرا بالنتائج السلبية المطمئنة التي أفرزتها تحاليل العينات وأثبتت خلوها من فيروس أنفلونزا الطيور. التكليف الصحي ما هي أولويات تدخل المهنة وماذا عن أوكد مشاغلها الراهنة؟ تفادى نور الدين بن شيدة في معرض رده تقديم سلم محدد لأولويات التدخلات الميدانية لأطباء البياطرة موضحا أن تأهّب البيطري واستعداده لتأمين السلامة الصحية عمل يومي وتدخلاته لا تقتصر على أمراض حيوانية دون أخرى بل يبرز أكثر على الصعيد الوقائي وقد تدعم تدخل القطاع الخاص في التغطية الصحية من خلال اعتماد نظام التكليف الصحي الذي توسع بمقتضاه حضور البيطري الخاص في القيام بحملات التلاقيح على غرار زميله الناشط بالقطاع العمومي بعد أن انخرط أكثر من 50 بيطريا في هذه الحركية ينشطون بنحو 20 ولاية وتوقع مزيد اتساع حضور البيطري في مثل هذه البرامج السنة المقبلة. الأداء البيطري وأشار إلى أن ملف الصيدلية البيطرية الذي يعد من المواضيع التي تستأثر باهتمام هيئة العمادة ثم طرحه لدى لقاء أعضاء مكتب العمادة بوزير الصحة العمومية وقد سجلت المهنة بارتياح كبير تجاوب الوزارة مع مشاغلها مضيفا قوله: «إن ما نطلبه هو توفير الامكانيات اللازمة للبيطري حتى يتسنى له العمل في أفضل الظروف ثم نحاسبه على مردوده إن اقتضى الأمر ذلك..».