تونس الصباح: تاريخ الدراما التلفزية في تونس وكذلك تاريخ السينما التونسية منذ ظهور اول فيلم تونسي طويل بامضاء المخرج عمار الخليفي هو في جزء منه تاريخ اجيال من الممثلين التونسيين الشيوخ والمخضرمين والشبان الذين الف المشاهد وجوههم وحضورهم وربما يكون قد استحسن اداءهم التمثيلي.. فمرحلة «البدايات» ان صح التعبير سواء في الدراما التلفزية التونسية او في السينما افرزت «جيلا» من الممثلين يضم قائمة من الاسماء يمكن اعتبارهم بمثابة نجوم تلك المرحلة.. فالممثل الحبيب الشعري مثلا وكذلك علي بن عياد وعمر خلفة والحبيب بلحارث والمختار حشيشة ومحمد بن علي وحسن الخلصي.. على سبيل الذكر لا الحصر هم وجوه طبعت بحضورها وبنوعية ادائها التمثيلي مرحلة مبكرة من تاريخ الدراما والسينما في بلادنا.. بل ان هؤلاء يمكن تصنيفهم ضمن قائمة نجوم الشاشة في بلادنا في ذلك التاريخ.. فلقد اجتهدوا وكانوا حاضرين كممثلين في مجمل الانتاجات الدرامية والسينمائية التونسية فكان ان اكتسبوا نجومية لا تزال تقر لهم بها اجيال من الجمهور والنقاد.. وبعد هذا الجيل الاول من الممثلين كان هناك جيل ثان يمكن ان نطلق عليه جيل المخضرمين ويضم اسماء لممثلين عاشروا الجيل الاول ثم اخذوا عنه المشعل (مشعل النجومية) في مجال التمثيل السينمائي والتلفزيوني.. ومن بين هؤلاء نذكر المنصف السويسي وعبد القادر مقداد ومحمد ادريس والفاضل الجزيري ورؤوف بن عمر واحمد السنوسي وكمال التواتي والامين النهدي، فقد كان لهؤلاء جميعا ولا يزال للبعض منهم حضور متميز كممثلين نجوم ضمن مشهد الانتاج الدرامي التلفزيوني والسينمائي التونسي. اما جيل الممثلين الشبان فانه يشكل القائمة الاطول.. فهناك على سبيل الذكر لا الحصر فتحي المسلماني ويونس الفارحي وسفيان الشعري وجمال مداني ولطفي العبدلي وجمال ساسي ومحمد علي بن جمعة واحمد الحفيان وتوفيق العايب.. ولئن كان لكل واحد من هؤلاء الممثلين اسلوبه المتميز في الاداء التمثيلي فان جميعهم في رأينا يتوفر على قدر كبير من الموهبة ومن الحرفية ومن القدرة على تقمص الدور والاقناع.. فالممثل فتحي المسلماني مثلا يتميز بقدر من «الجاذبية» على مستوى الحضور والاداء التمثيلي فهو بقدر ما يبدو عفويا وغير متكلف في ادائه فانه يبدو بالمقابل دقيقا وانيقا في ترجمة انفعالاته بالحركة والاشارة.. وما تميّزه في مسلسل «كمنجة سلامة» للمخرج حمادي عرافة الا دليل على ما نقول.. بدوره يبدو الممثل يونس الفارحي المعروف بشخصية «الازهر عروّش» ممثلا ذكيا فهو يمتلك من المواصفات ما يؤهله ليكون احد نجوم التمثيل.. فهو غير نمطي في ادائه التمثيلي ما يعني انه قادر على التنويع على مستوى الاداء والحضور.. فقط ربما يكون مطلوبا منه ان يكون حريصا اكثر على الاستمرارية في الحضور والتجريب.. فالنجاح في دور واحد ووحيد لا يصنع بالضرورة النجومية. كذلك، يبدو كل من جمال ساسي ومحمد علي بن جمعة واحمد الحفيان وتوفيق العايب من طينة الممثلين القادرين على ما هو اكثر من الاقناع.. فلديهم ميزات جمة.. فضلا عن مؤهلاتهم الفنية فانهم يتوفرون على وعي ثقافي وفني بقيمة المهنة التي يمارسون والفن الذي يتعاطون.. وهذا يساعدهم دونما شك على ان ينجحوا وعلى ان يتألقوا اكثر.. اما اذا ما اردنا ان نمنح لقب «نجم الشاشة» في تونس راهنا فان هذا اللقب سوف يكون محصورا في دائرة اربعة اسماء لممثلين شبان ومخضرمين هم على التوالي رؤوف بن عمر وكمال التواتي ولطفي العبدلي وجمال مداني.. اما رؤوف بن عمر فلانه استطاع ان يقنع في عديد الاعمال التلفزيونية والسينمائية ومع اكثر من مخرج ومخرجة لدرجة انه اصبح احد احب الوجوه عند جمهور الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح في بلادنا. اما كمال التواتي فلخصوصية حضوره وادائه التمثيلي في اكثر من عمل درامي تلفزيوني وسينمائي ومسرحي فكمال التواتي هو اليوم احد اشهر الممثلين في تونس على الاطلاق.. اما الثنائي جمال مداني ولطفي العبدلي فهما يعدان من انبغ الممثلين الشبان على الساحة راهنا واكثرهم موهبة وقدرة وقابلية للتطور والترقي في سلم النجومية والحرفية.. وهنا قد نخص بالذكر الممثل جمال مداني الذي ما انفك يبهر النقاد والمراقبين بامكانياته وقدراته خاصة بوصفه ممثلا مسرحيا.. فالذين شاهدوه في مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي بهروا بادائه وروعة حضوره بنفس القدر الذي بهر به من شاهدوه في مسرحية «جاي من غادي» لنورالدين الورغي. وما من شك في ان منح الفرصة لهذا الممثل الشاب لكي يكثف من حضوره في الدراما التلفزية وفي السينما سيجعله مؤهلا بامتياز لكي يكون احد نجوم الشاشتين الصغيرة والكبيرة...