في زمن يتسابق فيه المنتجون العرب للتعاقد مع أحد نجوم الغناء لأداء شارة مسلسلاتهم الرمضانية وتسويق أعمالهم في أكثر من قناة وبلد على غرار نانسي عجرم،التي تغني هذا الموسم جينيريك مسلسل "حكاية بنات" واليسا في "مع سبق الإصرار" لغادة عبد الرازق وصابر الرباعي،الذي يمضي شارة مسلسل هيفاء وهبي الأول "مولد وصاحبه غايب"، مازال جينيرك المرافق لأعمالنا الدرامية المحلية بتواضع انتاجاتنا، حيث يواصل القائمون على عملية إنتاج الدراما، إهمال الجينيرك أو الشارة في تحضيرهم للمسلسلات الرمضانية رغم أن لهذا العنصر التقني دور كبير في تسويق العمل وجميعنا نذكر إلى اليوم شارة المسلسل العربي الأشهر "ليالي الحلمية" وما أضافه هذا الجينيرك للعمل ولمؤدي الأغنية الفنان محمد الحلو ولنا في تونس تجارب ناجحة، لكنها لم تتواصل على غرار جينيرك مسلسل "غادة" يا لأيام كفاية بصوت الفنان لطفي بوشناق أو أغنية مسلسل "صيد الريم" لصابر الرباعي والتي مازال هذا الفنان يرددها إلى اليوم في حفلاته مع جمهوره التونسي. فتصور شارة العمل الدرامي في سنوات الأخيرة أصبح من أولويات منتجي المسلسلات التلفزيونية العرب خاصة وأن العديد من الأعمال حققت نسبة مشاهدة مرتفعة بفضل غناء أشهر المطربين لشاراتها على غرار المسلسل السوري "ماملكت أيمانكم" بصوت جورج وسوف.. وبالتالي لا يمكننا في ظل تفاقم هذه الظاهرة عربيا- تجاهل دور الشارة في جذب انتباه المشاهدين للعمل الدرامي خصوصا وإن كانت معدة كما يجب وتنتمي لهوية المسلسل على مستوى الكلمة واللحن. و مع بداية البرمجة الرمضانية على شاشتنا المحلية، لاحظنا غياب الجينيرك، الذي يمكن وصفه بالمميز والقادر على شد المتفرج فمسلسل القناة الوطنية الأولى "عنقود الغضب" على سبيل الذكر حاول في شارته، المزج بين الموسيقى الوترية وفن الراب في أغنية جمعت محمد الجبالي مع محمد علي بن جمعة في موسيقى لرياض الفهري غير أن هذا الجينيرك ورغم تماشي مضمونه مع سيناريو العمل إلا أن الأسماء الفنية للممثلين المشاركين في تجسيد شخصياته وردت بطريقة مهمشة ولا تحمل في تصميمها ما يوحي بأهمية دور ممثل مقارنة بآخر كما وردت أسماء فنية مؤثرة في الأحداث في مراتب موالية لأسماء أخرى أقل أهمية في سيناريو "عنقود الغضب" ولو تعللنا في هذا التقسيم بشهرة طرف على آخر فلماذا يصمم -مثلا- اسم مدير التصوير بطريقة بارزة جدا على غرار المخرج رغم أن المكلف بإدارة تصوير "عنقود الغضب" محمد المغيري يباشر لأول مرة هذه المهمة في عمل درامي. ما يمكن استنتاجه من تنفيذ شارة "عنقود الغضب" هو تصميمه في فترة وجيزة أولعّله ترك للحظات الأخيرة وهذه الملاحظة تنسحب كذلك على مسلسل "لأجل عيون كاترين" فإلى جانب هذا العنوان غير القادر على تسويق العمل خاصة وأنه من العناوين التي لا ترسخ في أذهان المشاهد نلاحظ استعراضا غير موفق لطاقم العمل الفني خصوصا بعد رواج أخبار قبل عرض المسلسل عن نجاح منفذي "من أجل عيون كاترين" في ضم أهم ممثلي تونس والحصول على أضخم كاستينغ في دراما 2012 ولكن هذا الانجاز فشل الجينيرك في إبرازه.. !؟ فيما كان اختيار الثنائي سمير الوصيف وبلطي موفقا في أداء أغنية مسلسل قناة نسمة "لأجل عيون كاترين" للسيناريست رفيقة بوجدي. من جهته، يواصل الهادي حبوبة مجددا تجربته على قناة نسمة مع سيتكوم "دار الوزير" في توزيع لسامي معتوقي بعد نجاحه في شارة سلسلة "نسيبتي العزيزة" على القناة نفسها وقد برز جينيرك هذا العمل، الذي يجسد بطولته كمال التواتي إلى جانب منى نور الدين بطرافة تصميمه وتميزه عن غيره من الأعمال على غرار سلسلة "ديبانيني" على قناة حنبعل التي اعتمدت اليات التصميم نفسها. مسلسل "مكتوب 3" الذي عرفناه في السابق بتوزيعه الجديد لأغنية "مكتوب" للفنان الراحل الهادي الجويني فضل في جزءه الثالث تقديم شارة تعتمد موسيقى تصويرية لمهدي المولهي ومشاهدا لأبطال العمل مأخوذة من أحداث المسلسل فرغم حضور الفنان لطفي بوشناق في هذا العمل إلا أن المخرج سامي الفهري لم يستغل حضوره لأداء شارة المسلسل ولعّل التقليص من تكاليف العمل كانت وراء هذه الخيارات لمنتج "مكتوب3". متابعتنا لانتاجات الدراما التونسية لهذا الموسم كشفت اشتراك أغلب المسلسلات على مختلف الفضائيات المحلية في اعتمادها أصوات مغني الراب في شاراتها حيث نجد بلطي حاضرا في مسلسل "لأجل عيون كاترين" على قناة نسمة ومحمد علي بن جمعة في جينيرك"عنقود الغضب" بصفته مغني راب إضافة لتقمصه أحد أدوار العمل ومغني ال"أر.آن.بي" مهدي بالرابح في "ديبانيني" عل حنبعل و مغني الراب "كلاي بي.بي.جي" في "شبيك لبيك" على التونسية..هذه الاختيارات المتشابهة في اللون الغنائي عمقت من تواضع أفكار منفذي شارات الأعمال الدرامية لرمضان 2012.