قد لا يخطر ببالك وأنت تتجول في الفضاءات التجارية الكبرى أنّ الأطعمة المرصفة من حولك قد تحمل كميات كبيرة من المواد المضرة بالصحة. هذه المواد تسمح منظمة الصحة العالمية وأغلب دول العالم بوجودها في طعامنا لكنّها حسب العديد من الدراسات العلمية تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان. خلال تجولنا في بعض الفضاءات التجارية، سجلنا وجود جملة من المواد التي تصنف بأنّها خطرة ومضرة بالصحة حسب دراسات علمية في العصائر والحلويات المصنعة والأطعمة الجاهزة المجمدة والمشروبات الغازية، فبعض هذه المواد مستخلصات طبيعية غير مضرّة وبعضها الآخر مواد اصطناعية خطيرة. الطعم الذي يقتل على قائمة المواد المكونة ل"كريما" المرطبات التي تباع في أسواقنا وجدنا بعض المواد التي تصنف على أنّها خطرة على غرار E124 الذي يمكن أن تسبب السرطان أو أن تهيئ بيئة لنمو خلايا سرطانية. إلى جانب E621 الموجود في المعكرونة شبه الجاهزة، والتي يسجل الباحثون وجودها أيضا في الحساء المعلب والبسكويت وخلطات السلطات والأطعمة الجاهزة المجمدة. تصنف هذه المادة على أنّها الأخطر من بين المواد المنكهة الأخرى وهي تعرف باسم " Monosodium glutamate" ويرى الطبيب الأمريكي جوزيف ميركولا أنّ هذه المواد المنكهة هي أخطر على صحة الإنسان من المشروبات الكحولية والنيكوتين ويشير إلى أنّه منتشر في عدة أطعمة خاصة منها تلك المصنعة والمكررة. ويضيف في مقال علمي أنّ هذه المواد تعتبر من أخطر المواد المنكهة أي تلك التي تضيف طعما اصطناعيا للمنتوجات المعلبة. ويرى طبيب أمريكي آخر صاحب كتاب "السموم: الطعم الذي يقتل" مضار هذه المواد المنكهة التي يمكن أن تسبب في تلف خلايا الدماغ بدرجات متفاوتة، وربما تتسبب حتى في تفاقم العجز عن التعلم، ومرض الزهايمر ومرض الرعاش. كما يمكن أن يسجل لدى البعض عوارض اخرى مثل خفقان القلب، والصداع النصفي، والاكتئاب، وتقلب المزاج، ونوبات القلق، والعطش والعرق البارد والدوخة والغثيان. وتختلف الكمية التي يمكن أن تسبب ذلك من شخص إلى آخر. كما يمكن أن يسبب تناولها المفرط الإدمان. وفيما يخص بعض الأطعمة قليلة السعرات والمخصصة للريجيم "لايت"، فإنها تحتوي على محليات اصطناعية مثل "الأسبارتام"، تشير عدد من الدراسات الأمريكية إلى أنّها يمكن أن تسبب سرطان الدماغ لدى الفئران وقد أثبتت دراسة حديثة في 2005 أنّ استهلاك كميات ولو قليلة من هذا المحلّى يمكن أن تسبب سرطان الدم لدى الفئران وأوراما في المخ، ولكن بالرغم من ذلك مازالت هذه المحليات ومواد أخرى مستعملة وقانونية في بلدان كثيرة من العالم. ثقافة غذائية و استهلاك معتدل يوضح الطاهر الغربي المختص في التغذية ل"الصباح الأسبوعي" أن المواد المضافة والحافظة والملونة لا تنتمي كلها إلى قائمة المواد الخطرة وتتفاوت خطورتها من شخص إلى آخر. ويشير إلى أنّ كميات هذه المكونات مضبوطة في الصناعات الغذائية، مؤكدا أنّه في تونس لا تشكل المواد المعروضة خطرا لأنها بشكل عام مراقبة. إلا أنّ الغربي يعتبر أنّ الخطر قد يتأتى من بعض المواد الغذائية مجهولة المصدر والمعروضة على قارعة الطريق، أو بعض المنتوجات التي لا تتضمن التأشيرة الغذائية التي تنصّ على المكونات، والمواد المستعملة في تجهيزها. وبخصوص المنتوجات التي حاولنا التعرف على مكوناتها لاحظنا أنّ بعض مغلفات الحلوى لا تحتوي على التأشيرة الغذائية. ويعتبر المختص في التغذية أنه من الضروري أن يتثبت المستهلك من مصادر المواد الغذائية التي يتناولها وأن يكتسب ثقافة غذائية ويطلع على المواد التي يجب أن يتجنبها أو على الأقل يتجنب استهلاكها بشكل مفرط. ويضيف الغربي بأنّ التحيل ووضع مواد مخالفة تحت مسميات أخرى أمر محتمل في تونس والعالم ولكنه محدود في بلادنا. إنّ تطور نمط الحياة وتسارعه يفرض على الكثيرين اللجوء إلى الأطعمة المعلبة والمكررة إما لضيق الوقت أو لأنهم تعودوا على طعمها دون أن يدركوا أن بعض المواد المنكهة والحافظة إذا استهلكت بشكل مفرط يمكن أن تسبب خطرا على صحتهم كما أنّ بعض هذه المواد تدفعهم إلى إدمان مشروبات معينة أو أطعمة بعينها وبصفة كبيرة في حين ينصح الخبراء في كامل أنحاء العالم بالتقليل من تناول الأطعمة المعلبة والمغلفة.