تعددت التشكيات في ما يخص تقهقر مستوى الخدمات لدى الشركة الوطنية للسكك الحديدية حتى أصبح النقل في القطارات لا يمت للراحة بأي صلة وخاصة القطار العادي حيث الزحام والتدافع وعدم اشتغال المكيفات وتجاوز عدد الركاب للأماكن المتوفرة بأعداد كبيرة جدا من أبرز الشوائب التي تميزه. أخيرا وليس آخرا قامت الإدارة العامة للسكك الحديدية بتونس بتعديل لعدد القطارات التي تدخل بصفة مباشرة لسوسةالمدينة فأصبحت كل القطارات المارة على مدينة سوسة سواء كانت قادمة من قابس أو صفاقس أو المهدية أو قفصة و ذاهبة إلى محطة برشلونة بالعاصمة أو العكس لا تدخل إلى سوسةالمدينة وإنما تتوقف في القلعة الصغرى أي على بعد ما يقارب الأربعة كيلومترات لتبقى جحافل المسافرين منتظرة قطار آخر كي يقوم بإكمال الرحلة إلى وجهتها الحقيقية فيدوم الانتظار طويلا ليقارب الساعة أحيانا دون مراعاة لمصالح الناس ومشاغلهم مع العلم أن قاعة الانتظار أيضا صغيرة ولا تتسع إلا لعدد قليل ليبقى أغلب المسافرين في العراء منتظرين دون أية مستلزمات للراحة حتى يأتي القطار السريع الذي يربط بين سوسةوالقلعة الصغرى لينزل المسافرون المتجهون لتونس أو صفاقس أو غيرها ويصعد المسافرون القادمون لمدينة سوسة وهكذا هي حال المعاناة والانتظار في الحر الشديد. فكيف سيكون الحال في الشتاء مع الأمطار والرياح والبرد القارس يا ترى! و في مقابلة مع حريفة صاحبة اشتراك تتنقل يوميا من مدينة تونس إلى سوسة أكدت أن آمالها قد خابت في المستوى الخدماتي للشركة التي لم تراع مصالح الناس وراحتهم والتي تعتبر من الأولويات التي من الضروري توفيرها وقد بينت مدى المعاناة اليومية التي تمر بها وساعات الانتظار التي قضتها في شهر رمضان. ولم تخف احتجاجها على مستوى الراحة حيث أصبح الحصول على مقعد من الغايات التي توجب المسافر على التدافع في الصعود وأحيانا بدون جدوى فالقطار يكون غالبا مكتظا منذ قدومه من قابس أو صفاقس من نقاط الانطلاق. كل هذا أدى إلى عديد الحوادث التي كادت أن تصبح كوارث فحالات الإغماء والاختناق أحيانا أصبحت رائجة لدى المسافرين مع غياب تام لأي مرفق طبي أو غرفة للإسعافات الأولية بل حتى المشرب يكون غير متوفر أحيانا لاقتناء قنينة ماء أو قطعة سكر عند الحاجة.