يواصل عشاق السينما الاحتفاء بمدينة قليبية وفي اليوم الثاني للدورة 27 من المهرجان الدولي لفيلم الهواة، نظمت هذه التظاهرة حفل استقبال على شرف ضيوفها، عرفت خلاله بلجان تحكيم مسابقاتها حيث مثلت الفنانة المسرحية والسينمائية جليلة بكار أعضاء لجنة التحكيم الدولية إلى جانب كل من الناقد السينمائي بابا ديوب والمدير السابق للمركز الوطني للسينما بفرنسا دومينيك والون إضافة للسيناريست والمخرج المغربي فؤاد السويبه والمخرج الإيراني شفيع آقا محمد فيما تضم لجنة التحكيم الوطنية (هواة ومستقلين) كلا من المصور الفوتوغرافي زكرياء الشايبي ومدير التصوير محمد المغراوي وصوفيه خواص المختصة في علوم وتقنيات الفنون أما لجنة التحكيم الوطنية (مدارس) فتضم رئيس جمعية السينمائيين التونسيين منير بعزيز والفنانة والأكاديمية ربيعة بن عبد الله ومصمم غرافيك رضوان العرقي. أعمال هاوية تونسية واعدة وأكد جل أعضاء لجان التحكيم عن فخرهم بحضور الدورة 27 للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية خصوصا وأن مثل هذه التظاهرات السينمائية تكشف عن الكثير من المواهب المستقبلية في تقنيات الفن السابع وتعبّر عن أفكار شباب اليوم. من جهته عبّر الناقد السينمائي الناصر السردي وهو أحد أعضاء اللجنة التي تعمل على إعداد برمجة أيام قرطاج السينمائية في نوفمبر القادم عن إيمانه بقدرة هذا المهرجان وكفاءة أبنائه في تطوير المشهد السينمائي الشبابي في بلادنا وقال في هذا السياق: «أدعو أهل المهنة إلى دعم مهرجان قليبية لسينما الهواة خصوصا في هذه المرحلة خاصة وأننا نتساءل عن أهداف ورسائل هذه التظاهرة في مرحلة ما بعد الثورة وكيف تتجاوز نجاحاتها السابقة حيث كان هذا المهرجان فضاء للأفلام الثائرة والناقدة في العهد البائد». على صعيد آخر شاهد رواد السينما ليلة أول أمس بدار الثقافة بقليبية الشريط المصري «برد يناير» الذي حظي بتفاعل كبير مقارنة ببقية الأفلام المعروضة ولعل طرح مخرج الفيلم سعد الروماني لثورة بلاده من خلال حكاية سيدة بسيطة تبحث عن الدفء في ليالي الشتاء القارسة كان سبب تميز الفيلم حيث تتخذ المرأة المصرية من صورة الرئيس المخلوع حسني مبارك وسيلة للتخفيف من شدة البرد وحين تسألها طفلتها عن أبيها تكتفي بالقول أن من يترك أبناءه في مهب الريح لا يستحق أن يكون والدا. من الأعمال التونسية الهاوية المتميزة شريط خالد صافي "الكهف" هذا العمل الذي يصور شابا يصاب بغيبوبة أثناء سهره على حماية حيه صحبة الأصدقاء في الأيام الأولى للثورة فيقع في كهف يظن إثره الأهل أن ابنهم مات ويقع تسمية الحي باسمه وضمه لقائمة شهداء الثورة فيستفيق الفتى بعد سنة ويكتشف أن تونس تغيرت وصارت مشاهدها غريبة عنه فيقرر العودة للكهف مجدّدا. وفي جانب آخر من السهرة عرض المهرجان مجموعة من الأفلام السينمائية التي تصور وضع الشباب المثقف وأبناء الأحياء الفقيرة في إفريقيا الغربية. كما تجدر الإشارة إلى أن جمهور السينما في قليبية وأبناء مدارس الفن السابع في بلادنا حضروا بكثافة على غرار حفل الافتتاح ولم تشهد أجواء المهرجان توترا في بعض لحظاته حين حاول مجموعة من الشباب الدخول عنوة غير أن كلمات مدير التظاهرة خليل القبصي هدأت الأوضاع بعد أن ردد قائلا: «علينا إنجاح المهرجان حتى لا ينضم لقائمة التظاهرات الثقافية الملغاة في تونس بسبب أعمال العنف».