روح المرحوم الحبيب شيخ روحه مؤسس الدار معنا.. وأعينه تراقبنا وابتسامته العريضة تبارك ما نقوم به يوميا في "قلعة النضال" دار الصباح العريقة التي أسسها هذا الهرم منذ 62 سنة... نعم "دار الصباح" تحولت الى قلعة نضال من أجل الكلمة الحرة ومن أجل الاستقلالية ومن أجل قطع كل يد تحاول أن تعلو على الاقلام الحرة بصفة عامة واقلام صحف"دار الصباح" بصفة خاصة... لقد اخترنا نحن أبناء هذه الدار العريقة من صحفيين وتقنيين واداريين وأعوان أن نلتقي يوميا تحت صورة الحبيب شيخ روحه العملاقة التي تزين بهو الدار لنقول له بصوت واحد:" لن نخذلوك سي الحبيب كما خذلوك.. لن نبيع كما باعوا ولن نحيد على الخط الذي اخترته لصحفك.. خط الاستقلالية والنضال ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.. لقد رحلت سي الحبيب منذ سنوات وتركت هرما اعلاميا قائما وتركت رصيدا نضاليا انطلق مع "الصباح" منذ الحركة الوطنية ورسمت لنا جملة من المبادئ الثابتة والأعمال الجليلة كرست حياتك لتجسيمها من أجل استقلال تونس وتقدمها ومن أجل إقامة دعائم صحافة وطنية راقية...ونحن اليوم هنا سائرون على خطاك ولن نرضخ ولن نستكين لمن يريدون أن يدنسوا ما بنيت وما شيدت... نحن هنا اليوم صامدون تحت صورتك العملاقة.. نقول للأغراب "ديغاج" ونقول لمن يبيعون ويشترون فيك وفينا "الصباح مستقلة" ونقول لمن يديرون ويخططون ويتآمرون من وراء الابواب المغلقة "لاباس"!.. لقد حرّك تحركنا السواكن والهب المشاعر وباركه كل تونسي وتونسية حتى اولئك المتآمرون علينا وعليك.. لم نطالب ولم نطلب المستحيل بل فقط الحرية والاستقلالية واطلاق أقلامنا واسترجاع حقوقنا واموالنا المسلوبة والمنهوبة وتكريس حقوق زملائنا من الشباب الذي لم يعمل معك ولم يسمعك لكنه يستنير اليوم بتوجيهاتك التي توارثناهاعن أجيال مرت بهذه الديار وتركت بصماتها بقوة في مجال حرية الرأي والابداع منذ معركة التحرير حتى اليوم.. وبالثوابت التي صاغوها إيمانا بدور الإعلام الصادق النزيه في خدمة قضايا البلاد وإشعاعها والتي مازالت إلى اليوم النبراس الذي نسير عليه وتسير على هديه "الصباح" و"لوطون" و"الاسبوعي" و"الصباح نيوز".
سنبقى أوفياء لهذه الدار وللمبادئ والثوابت التي وضعتها. كما سنبقى ملتزمين بمواصلة مسيرة نزع الاغلال ورفض الاغراب لأننا نشعر انك اليوم معنا ضد هذه المؤامرة التي تستهدف دارك وأبناءك العاملين فيها.. سنواصل مسيرتنا الى أن يعرف المسؤول الحكومي الذي تساءل الليلة قبل الماضية على التلفزيون:" من تكون الصباح؟" أن "الصباح" رائدة النضالات منذ ما قبل الاستقلال وستواصل.. وليعرف السيد الكزدغلي مستشار رئيس الحكومة ان "الصباح" التي تأسست سنة 1951 صرحا اعلاميا كان وما يزال وطنيا وهو من اكثر وسائل الاعلام تأثيرا في الراي العام بفضل ما اكتسبه من مصداقية واستقلالية وحرفية ابنائه وجرأة اقلامهم.. ونقول له ولغيره وخاصة من المتآمرين من رجال السياسة والمال، ان لم تكن "الصباح" كذلك لماذا تضعون عليها اياديكم إذن ولماذا هذه اللهفة على تحويل صحف الدار الى بوق دعاية لهذا الطرف أو ذاك..؟
وأخيرا نقول لسي الحبيب من خلال صورته التي ترعى تحركنا: "نم هانئا سي الحبيب فلن نخذلك كما خذلوك ولن نبيع كما باعوا..."