لا تتغير سياسات الولاياتالمتحدة الخارجية مهما تغيرت الوجوه والألوان الحزبية، فالجمهوريين والديمقراطيون -في نهاية المطاف- وجهان لمصلحة أمريكية واحدة. الفارق الوحيد بينهما عادة ما يلمس في الداخل الأمريكي أكثر مما يمكن أن يسشتعره الفلسطينيون أو السوريون أو العراقيون، وغيرهم من المعنيين بمواقف الأمريكان الخارجية. صحيح أنّ الشعوب العربيّة كانت تتوسّم خيرا في رئيس إسمه الأوسط عربي و ينحدر من أصول إفريقيّة مسلمة إلاّ أنّ فترة أوباما الرّئاسيّة لم تغيّر الكثير، كما أنّه اليوم بصدد تقديم تنازلات ليعاد إنتخابه مجدّدا. الإنفضاض من حول الرئيس رغم أن غالبية الناخبين الأميركيين اليهود أكدوا وقوفهم إلى جانب الرئيس في سعيه للفوز بفترة رئاسية ثانية، بدأت شخصيات يهودية بارزة في الانفضاض من حوله. فقد تشكل معسكر يهودي جديد يتكفل بنقد سياساته خاصة منها تلك المتعلقة بإسرائيل. بعض المحللين اعتبر هذا الانشقاق هامشياً، في حين رأى فيه عدد منهم أنّه «محاولة لابتزاز الرئيس لدفعه للانحياز أكثر إلى إسرائيل.» وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تحقيقا بعنوان «أوباما يخسر المزيد من المؤيدين اليهود» تساءلت فيه «من يا ترى سيكون آخر من يقفز من سفينة أوباما من الشخصيات اليهودية الأمريكية البارزة وينشق رسميا عنه؟» محاولات إبتزاز لا أكثر يرى الكاتب الأمريكي «بيتر بانارت» -الذي نشر كتاباً في وقت سابق هذا العام، تحت عنوان «الأزمة القوة اليهودية»- أن كل هذه الأمور مبالغ فيها ولا تبتعد كثيراً عن محاولات الابتزاز من قبل اللوبي اليهودي في أمريكا». في وقت تشهد فيه العاصمة واشنطن، نشاطات مكثفة من مؤيدي تل أبيب، يلومون فيها أوباما على تقاعسه في اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران. كسب ودّ اليهود أما أوباما فلا يدخر جهدا لكسب ود اليهود، إذ نص مؤخرا على أنّ «القدس عاصمة إسرائيل» في برنامجه الانتخابي، ذلك لأنه يعرف جيدا وقع اللوبي اليهودي في أمريكا. كما وقع الرئيس قانونا يدعم العلاقات العسكرية الامريكية الاسرائيلية في إطار سعيه إلى طمأنة الناخبين اليهود الامريكيين إلى التزامه بالتحالف الوثيق بين البلدين واستغل اوباما احتفالا بالبيت الابيض ليعلن ان الولاياتالمتحدة ستمد اسرائيل بمبلغ 70 مليون دولار اضافية لتمويل مشروعها للصواريخ الدفاعية المعروف باسم «القبة الحديدية» وهو مشروع يدعمه بشدة اللوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة. حاخامات من أجل أوباما لقد دشن أكثر من 600 حاخام ورجل دين يهودي حملة لإعادة انتخاب الرئيس لفترة رئاسية ثانية، تحت اسم «حاخامات من أجل أوباما». و نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن حملة الحاخامات الجديدة ستساعد في حشد أصوات اليهود ودعم رجال الأعمال اليهود لصالح الرئيس أوباما، بدلا من دعم المرشح الجمهوري «ميت رومني» الذي زار إسرائيل وكان يعول كثيرا على دعم اليهود في الانتخابات القادمة. إلى حد اليوم ترجح كفة اليهود برغم التجاذبات بين الجمهوريين والديمقراطيين لصالح أوباما، وقد أظهر استطلاع للرأي العام الأمريكي أجراه معهد جالوب قبيل زيارة رومني إلي إسرائيل أن نسبة 68% من الناخبين اليهود المسجلين يؤيدون باراك أوباما، مقابل25 بالمائة لرومني. إن جل اليهود في أمريكا يحسبون على الداعمين للرئيس الأمريكي، كما يؤكد عدد كبير من المحللين اليهود أنّ الشخصيات البارزة في اللوبي الصهيوني وإن تخلى بعضها عن الرئيس فإنها ستنتهي إلى دعمه في نهاية المطاف، إلا أنّ أي مفاجأة متوقعة عبر صناديق الاقتراع، ومهما كانت انتماءات الرئيس القادم أو سياساته فإنّه لن يفكر يوما في تهديد مصالح اللوبي الإسرائيلي في واشنطن أو المساس بمصالح إسرائيل.