بدأ العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الامريكية (نوفمبر 2008) يقترب ويرى أغلب المراقبين انها ستكون ساخنة للغاية هذه المرة بالنظر الى المنافسة الشديدة التي نراها اليوم بين باراك أوباما وهيلاري كلينتون على مقعد المرشح الديمقراطي رغم الاسبقة الطفيفة الحالية لأوباما لكن كيف سيصوت المسلمون الامريكيون والامريكيون الافارقة في الانتخابات. لقد اظهرت نتائج استطلاع اجراه مركز واشنطن الاسلامي لحقوق الانسان لصالح مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية (C A I R) أن اكثر من نصف الناخبين المسلمين مازالوا في مرحلة تقييم المرشحين ولم يحسموا بعد اختيارهم. واظهر الاستطلاع ان 80 من الناخبين المسلمين يشاركون بانتظام في الانتخابات الرئاسية الامريكية واللافت للانتباه ان غالبية المسلمين الامريكيين لا ينتمون لأي حزب حيث ان 42 منهم قالوا انهم يعتبرون انفسهم ديمقراطيين بينما قال 17 انهم جمهوريون وقال 28 انهم لا ينتمون لأي حزب. ومن القضايا المهمة بالنسبة للأمريكيين المسلمين في الحملة الانتخابية الرئاسية الامريكية الحالية هي التعليم والحقوق المدنية، التي يعانون من نقصها في ظل ادارة بوش اضافة الى الرعاية الصحية والوظائف والاقتصاد وعلاقات الولاياتالمتحدة مع الدول الاسلامية. وجاء في «تقرير واشنطن»، وهي نشرة الكترونية تصدر من واشنطن، ان المسلمين الامريكيين يمثلون جناحا فعّالا من الناخبين في الولايات الاساسية التي تشهد منافسة حامية بين المرشحين كولايات فلوريدا وميتشيغان والينوي وبنسلفينيا ويتركز المسملون الامريكيون في 4 ولايات اخرى وهي كاليفورنيا ونيويورك وتكساس وفرجينيا وميريلاند. وتقول المنظمات الاسلامية ان المسلمين الامريكيين يبلغ عددهم 10 ملايين وهو ضعف عدد اليهود في الولاياتالمتحدة والذي يبلغ 6،5 ملايين نسمة. ويمثل المسلمون السود في امريكا ما بين 30 و 40 من عدد المسلمين ويمثل المسلمون من اصل آسيوي ما بين 25 و 30 اما المسلمون العرب فيمثلون ما بين 20 و 30 بحسب احصائيات نشرتها مجلة «تايم» والمعهد العربي الامريكي. ولما نتحدث عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي نلاحظ أنه ليس هناك من بين الجمهوريين من يهتم جيدا بالمسلمين الامريكيين، اما في الصف الديمقراطي فان «هيلاري كلينتون» لا تحظى بقبول لدى المسلمين لأن مواقفها مؤيدة بصفة غير مشروطة لاسرائيل وهي مدعمة من اللوبي اليهودي الامريكي الذي له دور كبير في الانتخابات الرئاسية، بينما يحظى «باراك أوباما» بتأييد كبير بين العديد من المسلمين الامريكيين. ويدعم المسلمون الامريكيون «أوباما» لمواقفه تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي التي تعتبر اكثر عدلا وتوازنا من «هيلاري كلينتون». أين سيتمحور السود؟ من المعلوم، ان الامريكيين الافارقة من الداعمين للحزب الديمقراطي وذلك تاريخيا. لكن هذه المرة ستتجه الانظار الى المنافسة الشديدة بين «أوباما» و «كلينتون» وتصويت الامريكيين الافارقة، فعديد المؤشرات ترجع تصويتهم «لأوباما» الذي يمثل في حالة فوزه بالرئاسة اول رئيس أمريكي من أصول افريقية. ولكن رغم ان «أوباما» من الامريكيين السود الا انه نجح في الفوز بولاية «أيوا» ذات الاغلبية البيضاء مما يبرز ان الامريكيين اصبحوا مستعدين لقبول رئيس من أصول افريقية كرئيس لهم. ولعل تركيز «أوباما» على مشاكل الفئات المهمشة وعلى قضايا التعليم والرعاية الصحية يجعله اقرب للفوز بأصوات الامريكيين الافارقة. كما يمثل تأييد الكثير من الشخصيات الامريكية ذات الاصول الافريقية لأوباما مصدر قوة وابرز هذه الشخصيات المذيعة الشهيرة «أوبرا وينغري» صاحبة الشعبية الكبيرة في الولاياتالمتحدة. وحسب استطلاع للرأي قامت به ابحاث «بيو» فان 15 من الامريكيين أكدوا ان دعم «أوبرا» «لأوباما» سيجعلهم يصوتون للمرشح الامريكي افريقي كما عبر 60 من الذين شاركوا في الاستطلاع ان دعم «أوبرا» «لأوباما» سيساعده في الرئاسة كما أعطاه دفعا لدى النساء والامريكيين الافارقة. ورغم كل هذه المؤشرات فان هيلاري كلينتون تتمتع بشعبية لا بأس بها لدى الامريكيين الأفارقة نتيجة الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الرئيس الامريكي السابق «بيل كلينتون». بالاضافة الى الدعم الذي تلقاه من بعض الشخصيات الامريكية من اصول افريقية «كبوب جونسون» وهو احد اغنى الامريكيين الافارقة الذي تهجم على «أوباما» وأبدى دعمه «لهيلاري كلينتون».