عرفت الحامة منذ قدم العصور بثروتها الهائلة من المياه الساخنة التي ذكرها عديد المؤرخين ورحالة العهد الروماني وهي تنبع من عيون ارتوازية (البرج، الشفاء، بامة، وريطة، سبعة، الشريع والشرشارة وغيرها) وبقت تستغل إلى حد الخمسينات من القرن المنقضي كحمامات مجانية في مجاري عارية إذا ما استثنينا عملية بناء حمام "البرج" من طرف أول رئيس لبلدية الحامة الفرنسي لاروك سنة 1920. ولئن شهدت بقية الحمامات التقليدية الخاصة والعمومية تحسينات في السنوات الأخيرة فلم يتحقق لحد الآن الحلم الذي تمنته أجيال والمتمثل في محطة استشفائية أو أكثر من شانها تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية التي تشكو من ركود نتيجة ارتفاع نسبة البطالة وغياب المؤسسات المشغلة . وبعد ظهور بريق أمل عندما تقرر انجاز محطة استشفائية سياحية بمنطقة الخبيات (15 كلم عن الحامة) حيث تتوفر المياه والأراضي على مساحة 132 هكتارا وتمت الدراسات وسوّي الوضع العقاري وتم الإعلان عن طلب العروض وحتى معرفة الفائز بالصفقة. لكن لم يكتب لهذا المشروع الانجاز بعد اعتراض بعض المالكين على الطريقة والثمن للأرض التي تم انتزاعها، علما أن المشروع يتكون من محطة استشفائية رئيسية و نزل وملاعب منها ملعب صولجان وهو مؤهل لاحتضان مرافق خدماتية أخرى (نزل، مطاعم، محلات تجارية وملاه...) سيوفر أكثر من 600 موطن شغل. فهل تتضافر الجهود لتحقيق حلم عاشت على وقعه أجيال؟