تعرض غدا الجمعة وبعد غد السبت بالمسرح البلدي بالعاصمة على الساعة الثامنة مساء مسرحية "الزمقري" وهي من نوع الوان مان شو أخرجها الأمين النهدي وكتب نصها بالاشتراك مع محمد علي النهدي. في هذه التجربة الأولى من نوعها في مسيرته يجمع المخرج محمد علي النهدي بين التمثيل والرقص على الإيقاعات الغربية وترديد أغاني الراب وهي متطلبات الشخصية الرئيسية في الوان مان شو لأنه سيتقمص عديد الشخصيات وفيها سيتحدث عن قضية الهجرة من خلال شاب هاجر إلى اوروبا مبتعدا عن الظلم والاستبداد ليمارس فنه. هذا الشاب يعود بعد الثورة التونسية معتقدا في ما جاءت به من تغيير ولكنه يصطدم بالفوضى التي عقبتها وتواصل الظلم والمتاجرة بقضايا الناس والهرولة نحو الكراسي ويتعرض للقمع والاعتداء بسبب أغانيه المتحررة. في هذه المسرحية سيضع محمد علي النهدي تحت المجهر ويعرّي البعض من جوانب شخصية التونسي باختلاف الفئات التي ينتمي إليها بداية من العامل البسيط وصولا إلى البرجوازي ورجل الإعمال وسيدة المجتمع وذلك عبر نقد التفاصيل الصغيرة في حياته بعد الثورة ويصدع بما يحلم به البعض منا دون أن يجرؤوا على قوله وسيعرج محمد علي كذلك على تردي الوضع الثقافي الذي تمر به تونس والذي استفحل بعد الثورة. الامين النهدي تحدث ل"الصباح"عن "وان مان شو" ابنه فأبدي إعجابه بالعمل ووعد بان يعجب المتفرج لان محمد علي والكلام للمين: " اجتهد كثيرا واستفاد من كل تجاربه السابقة سواء في التمثيل او الإخراج او التعامل مع الركح كما استفاد من تجربته الأخيرة في سلسلة "بنت ولد" التي بثتها التونسية في شهر رمضان 2012 ويذكر ان محمد علي النهدي تعرف عليه الجمهور التونسي منذ 17 سنة تقريبا في مسلسل "ولد الناس" مع الممثل القدير المنصف السويسي وشارك بعدها في بعض الأعمال الدرامية التلفزية مثل مسلسل قناة حنبعل"نجوم الليل" وقد ظهر في جزئه الثالث كما سجل حضوره في عدد من الأشرطة السينمائية المحلية والعالمية ومنها مثلا فيلم إبراهيم اللطيف سيني تشيتا. أما مسيرته كمخرج فقد بدأها بفيلمين قصيرين الأول حمل عنوان "المشروع" وقد توّج بالجائزة الأولى في مهرجان الفيلم العربي بمدينة روتردام الهولندية والثاني يحمل عنوان "حدث ذات فجر" وتحصل هذا العمل على تنويه من لجنة التحكيم في نفس المهرجان. فهل يستفيد محمد علي النهدي حقا من ظهوره التلفزي في شهر رمضان في سلسلة "بنت ولد" التي تعلق بها عدد كبير من المشاهدين لتمرير مسرحيته وهل يستفيد من تجربة والده لمين النهدي في مسرحيتي "المكي وزكية" وفي "هاك السردوك نريشو". هذا ما سيقف عليه الجمهور الذي سيلبي دعوة لمين النهدي لمسرحية ابنه؟