الاحتفاظ بمسؤولة بجمعية تعنى بشؤون اللاجئين و'مكافحة العنصرية'    القبض على عنصر تكفيري وبحوزته مواد مخدّرة    الوضع الجوي: رياح قويّة وأمطار رعدية وغزيرة بهذه المناطق    نحو صياغة كراس شروط لتنظيم العربات المتنقلة للأكلات الجاهزة    من الحمام: غادة عبد الرازق تثير الجدل بجلسة تصوير جديدة    دوري أبطال أوروبا : ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب الدور نصف النهائي    عاجل : صحيفة مصرية تكشف عن الحكم الذي سيدير مباراة الاهلي و الترجي    وزيرة الأسرة تعلن عن احداث مركز جديد للاصطياف وترفيه الأطفال بطبرقة    هام/ الليلة: انقطاع المياه بهذه المناطق في بنزرت    تالة: ايقاف شخص يُساعد ''المهاجرين الافارقة'' على دخول تونس بمقابل مادّي    هذه الآليات الجديدة التي يتضمنها مشروع مجلة أملاك الدولة    سليانة: السيطرة على حريق نشب بأرض زراعية بأحواز برقو    وزير السياحة : قطاع الصناعات التقليدية مكن من خلق 1378 موطن شغل سنة 2023    قريبا: وحدة لصناعة قوالب ''الفصّة'' في الحامة    أبطال إفريقيا: الكاف يكشف عن طاقم تحكيم مواجهة الإياب بين الترجي الرياضي والأهلي المصري    انقلاب "تاكسي" جماعي في المروج..وهذه حصيلة الجرحى..    حماس: اجتياح الكيان الصهيونى لرفح يهدف لتعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار    ليبيا تتجاوز تونس في تدفقات الهجرة غير النظامية إلى إيطاليا في 2023    سليانة: تخصيص عقار بالحي الإداري بسليانة الجنوبيّة لإحداث مسرح للهواء الطلق    يومي 10 و 11 ماي:تونس تحتضن بطولة إفريقيا للجمباز.    منظومة الاستثمار: نحو مناخ أعمال محفز    تونس تسيطر على التداين.. احتياطي النقد يغطي سداد القروض بأكثر من ثلاثة اضعاف    فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة "سينما تدور" (فيديو)    تونس : 6% من البالغين مصابون ''بالربو''    فتوى تهم التونسيين بمناسبة عيد الاضحى ...ماهي ؟    وزارة التربية تنظم حركة استثنائية لتسديد شغورات بإدارة المدارس الابتدائية    المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك: "أرباح القصابين تتراوح بين 15 و20 دينار وهو أمر غير مقبول"    لاعبة التنس الأمريكية جيسيكا بيغولا تكشف عن امكانية غيابها عن بطولة رولان غاروس    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    باكالوريا: كل التفاصيل حول دورة المراقبة    حوادث: 13 حالة وفاة خلال يوم واحد فقط..    «فكر أرحب من السماء» شي والثقافة الفرنسية    في قضية رفعها ضده نقابي أمني..تأخير محاكمة الغنوشي    مشروع مصنع ثلاثي الفسفاط الرفيع المظيلة على طاولة الحكومة    الرابطة الأولى: النجم الساحلي يفقد خدمات أبرز ركائزه في مواجهة الترجي الرياضي    الفنان بلقاسم بوقنّة في حوار ل«الشروق» قبل وفاته مشكلتنا تربوية بالأساس    الليلة في أبطال أوروبا ...باريس سان جرمان لقلب الطاولة على دورتموند    الكشف عن وفاق إجرامي قصد اجتياز الحدود البحرية خلسة    رئيسة قسم أمراض صدرية: 10% من الأطفال في تونس مصابون بالربو    البطولة الانقليزية : كريستال بالاس يكتسح مانشستر يونايتد برباعية نظيفة    هزة أرضية بقوة 4.9 درجات تضرب هذه المنطقة..    عاجل- قضية الافارقة غير النظاميين : سعيد يكشف عن مركز تحصل على أكثر من 20 مليار    سيدي حسين: مداهمة "كشك" ليلا والسطو عليه.. الجاني في قبضة الأمن    إشارة جديدة من راصد الزلازل الهولندي.. التفاصيل    عاجل/ هجوم على مستشفى في الصين يخلف قتلى وجرحى..    أولا وأخيرا .. دود الأرض    مشروع لإنتاج الكهرباء بالقيروان    في لقائه بخبراء من البنك الدولي: وزير الصحة يؤكد على أهمية التعاون المشترك لتحسين الخدمات    بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي: يوم تحسيسي بمستشفى شارل نيكول حول أهمية غسل الأيدي للتوقي من الأمراض المعدية    فيديو/ تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي ب"الكومار الذهبي" للجوائز الأدبية..تصريحات..    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024 الى 2ر7 بالمائة في ظل ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صياغة الحقوق وجعلها بنى ذهنية لا تنازل عنها مسؤولية المجتمع المدني
ندوة الحقوق الثقافية في مشروع الدستور الجديد
نشر في الصباح يوم 10 - 10 - 2012

خلال ندوة الحقوق الثقافية في مشروع الدستور الجديد التي نظمتها وزارة الثقافة صباح أمس الثلاثاء بالعاصمة وافتتحها السيد المهدي المبروك وحضرها عدد كبير من المثقفين والفاعلين في الساحة الفنية للبحث في موضوع الحق في الثقافة او الحقوق الثقافية في مشروع الدستور الجديد
تفاعلا مع مشروع الدستور الذي يعكف المجلس الوطني التأسيسي على إعداده وما تضمنته مسودته من مشاريع أحكام تتعلق بالثقافة والحقوق المتصلة بها تدخل الأستاذ جلول عزونة رئيس الرابطة التونسية للكتاب الأحرار معلقا على ما تابعه من محاضرات قائلا:"
ان وضع الثقافة صعب لا يستحقه المثقفون والفنانون فالميزانية المخصصة له من أفقر الميزانيات والضغوطات التي كان يعيشها الفنانون والمثقفون والتي تتواصل حاليا لا يمكن ان تحصى او تعد بحيث تصح على المثقف مقولة "عسكر زواوة مقدم في الحرب متأخر في الراتب" وهو وضع لا يشرف وأرى ان الندوة فرصة للتأكيد على ان الثقافة ليست مكملا لأي قطاع آخر."
وحذر جلول عزونة من كتابة جمل في الدستور كحرية الصحافة والإبداع مضمونة- ضمن ما يحدده القانون- وهي جمل لا يجب ان نراها في دستورنا الجديد فكلمة يضبطها القانون هي نوافذ اكبر من الأبواب وتعيق وتمنع أكثر مما تسمح به وقال: "هذه فرصة لنؤكد اننا نعتز بلغتنا العربية وديننا الإسلامي وتجذرنا وتفتحنا أيضا فالثورة فتحت الأبواب ويجب ان تبقى مفتوحة وهناك كلمات إذا أضيفت لفصول الدستور وبنوده على بساطتها يمكن ان تؤدي إلى كوارث وظلمات ونحن نريد دستورا يضيء."
تنظيم هذه الندوة واختيار هذا الموضع بالذات نزله وزير الثقافة في إطار لحظات فارقة في تاريخ تونس وهي لحظة كتابة الدستور ومكانة الثقافة فيه ومدى استجابة ما فيه إلى انتظارات الشعب والنخبة المثقفة من فنانين ومبدعين. واللحظة الثانية هي ما تعرضت له الثقافة والمثقفون من اعتداءات مادية ورمزية بفعل حسم اجتماعي وسياسي استضعف الدولة ونصب نفسه ضمير المجتمع يقتص لنفسه دون أي وجه من الشرعية والمشروعية متجاهلا ان هذه البلاد التي احتفت بالمسرح منذ آلاف السنين ورسمت ما شاءت على الفسيفساء حتى راكمت اكبر مجموعة في العالم. وهذه البلاد التي قالت ما قالت في شعرها الشعبي والفصيح من مختلف أغراض الشعر وكتبت ما كتبت في علوم الدين والدنيا من فضائل الجماع إلى متع الدنيا لا يمكن ان تقف اليوم تلميذا في صفه الأول أمام مجموعات لا تقرأ النص وإنما تحفظه وبين قراءة النص وحفظه مسافة شمسية. وقال الوزير ان صياغة الحقوق وجعلها بنى ذهنية فردية وجماعية لا تنازل عنها مسؤولية المجتمع المدني.
حق الأقليات دون المساس بوحدة البلاد
التنصيص على الحقوق الثقافية في الدستور كان وما زال محل نقاش حيث يرى بعض المثقفين انه ضرورة قصوى ويرى البعض الآخر انه لا يمكن ان يخدم حرية التعبير بل يكبلها ويقلص منها ولكن الندوة افترضت قبول الكل بضرورة التنصيص وبحثت في الكيفية المثلى للقيام بذلك وتحدث الأستاذ غازي الغرايري أمين عام الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري عن الحقوق الثقافية في الدساتير المقارنة ولاحظ ان كل البلدان تقريبا تحاول دستوريا ان تجد التوازن للمحافظة على حق الأقليات دون المساس بوحدة البلاد وقدم ثلاثة نماذج من الدساتير التي ركزت على الحقوق الثقافية وطرح العديد من الإشكاليات المتعلقة بكيفية هذا التنصيص واستعرض الغرايري تجارب الجزائر وجمهورية الرأس الأخضر والمغرب وبعض البلدان الإفريقية كالبينين وتجربة الاتحاد السوفياتي وارمينيا ودستور الاتحاد الهندي وقال: " ان عددا كبيرا من الدساتير لا تنص على الحقوق الثقافية لان الدستور ليس بالضرورة هو الذي يعطي كل الحاجة فهناك حقوق لا تضمّن في الدستور لان المجتمع والمؤسسات كفيلان بتنظيمها والمحافظ على حسن سيرها وردع المخالفين." وأضاف ان بلدان كالبنين نصت على الحقوق الثقافية وكتبت"الثقافة حق لكل إنسان" وضمن الفصل 44 من دستور جمهورية روسيا الفيديرالية حق كل فرد في المساهة في الحياة الثقافية والوصول إلى قيمها وان دستور جورجيا ضمن الحق التام والمطلق في الحياة الثقافية وتعميقها.
نتموقع في بيتنا ونفتح النوافذ
مدير عام المكتبة الوطنية الأستاذ كمال قحة تحدث عن الحقوق الثقافية بين الكونية والخصوصية وانعكاساتها على حرية النشر فقال ان الحديث عن الحقوق الثقافية هو حديث عن صورة انتمائنا الى مجتمعات معينة وتساءل عن طبيعة الحقوق الثقافية هل هي حقوق فردية ام جماعية باعتبار ان الثقافة نظام معرفي جمالي وعقدي وقاسم مشترك بين الأفراد والمجموعات وكيف يمكن ان نحدد اليوم طبيعة العلاقة بين الفرد والثقافة والثقافة قد تؤسس لجنسيات وتكون قاعدة انتماء وكيف يمكن ان ننتمي الى ثقافة دون ان نكون سجناء لتلك الثقافة وان نعتز بثقافتنا دون ان نحرم ككائنات بشرية من حقنا في مساءلة تلك الثقافة لتطويرها والنهوض بقدرتها على النفاذ الى الآخر وفسر كمال قحة وقال:" كيف يمكن ان اعتز بكياني وان أسائل كياني".
كمال قحة وانطلاقا من هذه الأسئلة قرأ بعض النصوص القانونية وحاول قبل قراءة مشروع الدستور ان يطلع كمواطن وكجامعي مثقف على بعض النصوص ليعرف ان كانت الحقوق فردية ام جماعية وهل هي حقوق الثقافة ام الأفراد المثقفين وتوصل الى اعتبار ان الحقوق الثقافية كحقوق فردية معترف بها دوليا هي حديثة نسبيا وامتداد وتوسيع لحقوق الإنسان. وفي خصوص الكونية والخصوصية قال كمال قحة بأنه يجب ان نتموقع في بيتنا دون ان ننسى ان العالم أرحب وان نفتح نوافذنا على هذا العالم.
في الجلسة الثانية تحدث عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عن التربية على الحق في الثقافة ودورها في تكريس حقوق الإنسان وقال ان هذه التربية تساعد على تملك ونشر القيم ذات الطابع الكوني وان العمق المدني موجود في تونس وأننا نتمتع بطاقة مدنية كبيرة ورغبة حقيقية في المشاركة والمنافسة ولكن الصحراء الملاحظة في المجال الثقافي على مستوى الفضاءات التي تمكن من الحوار الذي يمكن بدوره من بناء ثقافة مواطنة.
تحصين ثقافي ام تحديد وتضييق
في هذه الندوة وجدنا نموذجين يعبران عن هذا الجدل الساخن حول دسترة الحقوق الثقافية والكونية والخصوصية حيث صرح الشاعر سوف عبيد ل"الصباح" بان هذه الندوة مفيدة لأنها يمكن ان تبلور المشروع الثقافي لتونس الجديدة والذي ينبغي ان يقطع مع تهميش الثقافة والمثقفين وعليه ان يؤكد على حرية الفكر والإبداع وعلى الانفتاح على الثقافات الأخرى وعليه أن يؤكد أيضا على اعتبار الثقافة ركنا أساسيا من أركان المجتمع كالاقتصاد والصحة والتعليم ذلك ان ما نشهده الآن من بعض مظاهر التزمت والتعصب من ناحية ومن بعض مظاهر الانحلال والتمييع من ناحية أخرى إنما مرجعه غياب التحصين الثقافي للمواطن منذ الطفولة إلى المراهقة والشباب.
بالنسبة للفنان شريف علوي فان الحديث عن الهوية في الحقل الثقافي لا يحصر في مساحات بطاقة التعريف وبالتحديد التونسية وقال:"عندما يكون المبدع من ام اسمها عليسة واب اسمه حنبعل مثلا فلا مجال لتحديد وتضييق هذا الحقل الثقافي وان أرادوا منه توجّها إسلاميا فجوهر الإسلام فكر والعقيدة في القلب ولا أحد يمكنه ومعرفة كمية الإيمان في قلب كل واحد منا وأضاف شريف علوي:"اعتقد ان الحديث عن هوية خصوصية معيّنة طرح خاطئ وانه سيؤدي بنا إلى مطبات الفتن لان الثقافة والفنون لا تتحملان هذا التوجه."
علياء بن نحيلة
الدورة 19 لأكتوبر الموسيقي بالأكروبوليوم بقرطاج
جرعة من الأوكسيجين في محيط محكوم بالمشاغل السياسية
كلّما أقمنا مهرجانا جديدا في بلادنا إلا وكان انتصارا حقيقيّا. ففي فترة انتقالية صعبة وفي فترة جدّ دقيقة نعيشها منذ انتصار الثورة الشعبية حيث تتوجّه الإهتمامات إلى كل ما هو سياسي تصبح المبادرات في المجال الثقافي عبارة عن مغامرة بأتم معنى الكلمة. فإن كانت البلدان النامية في الفترات العادية تعتبر الثقافة كماليّات والحال أن هذه البلدان ومن بينها تونس تملك من الإمكانيات في المجال الثقافي ما يجعلها تستخدمها لفائدة المشاريع التنموية بشكل جيد فما بالك إن كانت الفترة استثنائية والمرحلة انتقالية كما يحدث في بلادنا.
العقول اليوم منشغلة عن الثقافي بماهو سياسي أضف إلى ذلك أن بعض التشكيلات السياسية في البلاد لم تخف عداوتها للثقافة باسم المعتقدات الدينية إلخ... ولكن لحسن الحظ فإن كل ذلك لم يفل من عزم عدد من التونسيين من أصحاب المبادرات الثقافية الذين يحاولون جهدهم ضخ الدماء في المشهد الثقافي وبث الروح في الساحة الثقافية رغم الصعوبات ورغم الوضع الإستثنائي وحالة الإنتظار والترقب التي يعيشها التونسيّون وقد أوشك العام الأول على انتخابات 23 أكتوبر2011 على الإنتهاء. وفي هذا السياق تنتظم الدورة 19 لمهرجان أكتوبر الموسيقي بالأكروبوليوم والتي من المفروض أنها تتفتح ليلة أمس 9 أكتوبر الجاري بعرض لموسيقى"الفادو "الموسيقى التي تم تسجيلها على قائمة التراث الثقافي العالمي اللاّمادي بمشاركة كل من "خوسي داك امارا "و"لويس ميغال بيتيسكا "و"ماريو جورج ايسترمونهو" و"فيليب ديارت سيلفا" وكلهم من البرتغال.
مهرجان أكتوبر الموسيقي أو هذه الجرعة من الأوكسيجين في محيط محكوم بالمشاغل السياسية جاء ببادرة من مصطفى العقبي الذي يعود له الفضل في تحويل المكان ( كنيسة سان لويس سابقا) إلى فضاء ثقافي يهدي الجمهور مهرجانا للموسيقى الكلاسيكية التي سرعان ما تبيّن أن لها جمهورا محترم العدد في تونس ونحن لا نعني فقط الجمهور المتكون من الأجانب المقيمين بتونس أو السياح وإنما نعني كذلك التونسيين الذين اثبتوا أن ذائقتهم الفنية لا يرق إليها الشك وهم من المنفتحين على مختلف الألوان الموسيقية والفنية عموما.
بعد "الفادو" روائع الأسماء
الساطعة في الموسيقى الكلاسيكية
في برنامج الليلة سهرة موسيقيّة فرنسية من آداء الثنائي"ميشال دا لبيرتو" العازف على آلة البيانو و"جيرار كوسي"على آلة الآلطو. وفي برنامج السهرة قطع من روائع المعزوفات لأكبر الاسماء الساطعة في الموسيقى الكلاسيكية على غرار كل من "باخ "و"شوبان" و"بيتهوفن" وغيرهم. أما سهرة الغد فستكون اسبانية ومن آداء الثنائي "بابلو سارزاتي" تليها سهرة أرجنتينية ليلة الجمعة بامضاء "مارسيلا رودجيري" و"فلوران هيو" ويستأنف المهرجان سهراته ليلة الأحد بعرض ايطالي وتشكيلة من فناني مسرح أوبيرا روما الذين يؤدون مقاطع من الأغاني التي تشتهر بها الأوبيرا الإيطالية. وتتوالى السهرات روسية(الثنائي ماريا نمتوزوفا وفيتالي فاتيليا) وبلجيكية(هوغ نافاز) وهولندية(مجموعة شارنتون) ويابانية(ثلاثي مختص في العزف التقليدي) وبولونية(مجموعة الأكارديون الحر) وكندية(عازفة البيانو ميلينا تريفونوفا) ونمساوية(ثلاثيليتشنتول).
ويشارك المعهد العالي للموسيقى بصفاقس في الدورة الجديدة لأكتوبر الموسيقى بالأكروبوليوم بقرطاج بعرض بإدارة "أندريا غريغوراس" ومشاركة عازف الكمان الأول "بوغدان غريغوراس". العرض مبرمج لسهرة الثلاثاء 23 أكتوبر الجاري تليه سهرة الإختتام التي توافق ليلة الإربعاء 24 أكتوبر بامضاء "سافان سبورسل" عازف الكمان التشيكي الذي ووفق ما أكدته إدارة المهرجان يعتبر المثال الأكثر تعبيرا عن الجيل الجديد لعازفي الكمان بتشيكيا والذي يصفه النقاد بأنه موهبة لا تتكرر إلا مرة واحدة في القرن.
حياة السايب
عاطف بن حسين ل«الصباح»:
اعتزلت التمثيل وأعود للإخراج المسرحي ب«نيكوتين»
صرح الممثل عاطف بن حسين في اتصال مع "الصباح" أنه اعتزل التمثيل نهائيا بعد أن سئم من مستوى التعامل بين مختلف الأطراف المساهمة في هذا القطاع وخصوصا غياب الحرفية في التعامل مع الممثل وقال عاطف بن حسين في هذا الشأن:"بعد ما قدمته في الدراما التلفزيونية أصبحت خياراتي صعبة كما أن التمثيل لم يعد يستهويني بسبب تجاربي الذاتية في هذا القطاع فقد تعرضت أفكاري للاستغلال والتقيت بأشخاص لا يحترمون الفن والفاعلين فيه كما أعتبر النجومية وهم كبير."
وأفادنا صاحب دور"شوكو" في مسلسل مكتوب الأول والثاني أن قبوله أداء شخصية "العربي" في مسلسل "من أجل عيون كاترين" يرجع لهامش الحرية الذي مكنه منها مخرج العمل حمادي عرافة والمنتج نجيب بن عياد للتصرف في حوار الشخصية، التي اعتبرها عاطف بن حسين مؤثرة في الأحداث رغم مساحتها الصغيرة كما أن هذا الدور تمكن من إخراجه من ثوب "شوكو" الذي لازمه طويلا لدى الجمهور التونسي.
وأضاف محدثنا أنه قرر التفرغ لهاجسه المسرحي وستكون البداية مع عمل يحمل عنوان "نيكوتين"، الذي وصفه بأنه الجزء الثاني لمسرحية "حالة مدنية" وقال في هذا الإطار:"تغير الأوضاع في البلاد جعلني أفكر في خوض التجربة من جديد من خلال نص وحوار وأداء مختلف مع الحفاظ على الفريق نفسه لحالة مدنية."
وأشار عاطف بن حسين إلى أن مسرحية "نيكوتين" تنطلق من هموم ذاتية لمؤديها ثم تنعكس على حال البلاد وهي مائة بالمائة سياسية الطرح ويجسد أدوارها كل من فؤاد ليتيم وعبد المنعم شويات وشاكرة رماح في نص وإخراج لعاطف بن حسين وستكون عروضها الأولى في التياترو أيام 1و2 و3 نوفمبر المقبل.
وعن الإضافة الحاصلة من تقديم الجزء الثاني من "حالة مدنية" قال عاطف بن حسين أن أشياء كثيرة تغيرت في المسرحيين الذين قدموا هذا العمل سنة 2005 على المستوى الشخصي والمهني وبالتالي يمكن أن تكون لهذه التجارب رؤية مغايرة تنعكس على العمل بعد سبع سنوات على نسخته الأولى.
وكشف محدثنا أنه يعود للمسرح بنفس جديد، حيث أسس شركة إنتاج جديدة بالتعاون مع مريم بالحاج المختصة في التسويق وتعمل هذه الشركة على خمس مشاريع مسرحية منها أعمال في نمط "الوان مان شو" وبين عاطف بن حسين في هذا السياق أن الجمهور التونسي متشوق لمشاهدة الأعمال المسرحية والسينمائية المحلية بعد أن خذله الإنتاج التلفزيوني فيما يعتبر أن الحراك والإنتاج الثقافي بيد المسرحيين وشركاتهم الخاصة وأن الاستثمار الثقافي مثمر وقابل للربح إذ أحسن الفنان تسويق عمله وراهن على المستوى الراقي لطرحه الفني.
ولفت المسرحي عاطف بن حسين الانتباه إلى أن تجربته التلفزيونية منحته من ناحية شعبية كبيرة لدى الجمهور التونسي وجعلته من ناحية أخرى، يدرك أهمية المسرح في حياته ويعود إليه بحماس أكبر وتجربة أعمق.
على صعيد آخر عبّر عاطف بن حسين عن عدم اهتمامه بما ستؤول إليه مسألة التنصيص على الحقوق الثقافية في الدستور إيمانا منه بأن المبدع حر في مضامين أعماله الفنية والفكرية قائلا:"لا أعتقد أن من لا يحسن السلوك الحسن ولم يتعلم الحرية أو مارسها قادر على تقديم قوانين تحترم الإبداع في تونس."
وتجدر الإشارة إلى أن أحدث أعمال عاطف بن حسين السينمائية هي فيلم "مر الصبر" لنصر الدين السهيلي والمنتظر عرضه في أكتوبر القادم في قاعات السينما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.