اهتزت ولاية نابل وتحديدا منطقة الفرينين بأحواز معتمدية دار شعبان الفهري في الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء على وقع"مجزرة عائلية" خلفت أربع ضحايا من عائلة واحدة.. هم الأب المنجي بن سلامة (من مواليد 1982) والأم مريم الدريدي (في العقد الثالث من العمر) والابن آدم بن سلامة (عمره ستة أشهر فقط) والعم مختار بن سلامة (من مواليد 1984).. لسنا ندري بأي حبر سنكتب تفاصيل هذه الجريمة البشعة؟.. بأي قلم سندوّن أطوارا مأسوية ومؤلمة جدا لهذه الواقعة الفظيعة صدمت الجميع.. الكل يتألم في منطقة الفرينين.. الكل يتوجّع.. الكل يبكي.. الكل يتساءل في حيرة عن أسباب هذه الجريمة.. لماذا قتل أفراد العائلة.. ما ذنب الأب.. ما ذنب الأم.. ما ذنب الرضيع.. ما ذنب العم حتى يُجهَزُ عليهم الواحد تلو الآخر بكل هذه البشاعة.. كل هذه الأسئلة حملناها معنا إلى الفرينين.. حيث كان عشرات المواطنين متجمعين في حلقات بفناء"الحوش" يحللون.. يناقشون السيناريو المحتمل لهذه"المجزرة".. نسوة يبكين.. دم هنا وهناك.. أغطية ملقاة ومبعثرة داخل غرفة نوم الرضيع.. ما حدث صدمة.. فاجعة لم ينتظرها أحد لما عرفت به هذه المنطقة من هدوء وطيبة أهلها.. هجوم على البيت بداية حديثنا عن"المجزرة" كانت مع أحد الأجوار.. قال متأثرا:"لم نصدق إلى الآن ما حصل.. لم نتصور أن تشهد منطقتنا الهادئة جريمة بمثل هذه البشاعة والفظاعة.. فقد هاجم عدد كبير من الأشخاص منزل الضحايا في حدود الساعة الثانية فجرا عندما كانت المنطقة نائمة.. كانوا متسلحين بأسلحة بيضاء مختلفة.. هدفهم حسب ما فهمنا مبدئيا قتل مختار (أعزب) الذي يقطن بنفس المنزل الذي تقطنه عائلة شقيقه المنجي.. عند الهجوم يبدو أن المنجي تفطن إليهم فحاول نصرة شقيقه ومنعهم من الاعتداء عليه غير أن الجناة كانوا قاسين فأصابوا المختار بآلة حادة يرجح أنها"شاقور" في الرأس ثم سددوا له ثلاث طعنات في القلب كانت كافية ليلفظ أنفاسه الأخيرة". قتيل تلو القتيل وأضاف محدثتنا:" انفرد حينها القتلة بالمنجي حين حاول على ما يبدو الفرار رفقة زوجته بعد أن عجز عن الدفاع عن شقيقه وعنفوه بلا رحمة ولا شفقة ثم أصابوه بوحشية في الرأس وسددوا له سلسلة من الطعنات في الجهة الخلفية من رقبته خلفت جرحا غائرا تسبب في وفاته على عين المكان". وذكر محدثنا أن القتلة طاردوا لاحقا زوجة المنجي وهي تحاول الفرار وسددوا لها طعنات في البطن والصدر وأصابوها بآلة حادة في الرأس حتى أردوها قتيلة، وفي تشف لا يوصف عادوا بعد مقتل الأفراد الثلاثة إلى المنزل على ما يبدو ووضعوا أغطية صوفية ووسادة على الرضيع آدم ففارق الحياة ثم غادروا المكان متسترين بالظلام الدامس. فاجعة وكفى عم الضحايا الحبيب الذي كان في حالة نفسية متدهورة شأنه شأن كل الأقارب والأهل قال ل"الصباح":"إنها فاجعة حلت بنا.. الكل متأثر بفظاعة الجريمة.. الكل في حالة رعب.. نحن ننتظر كشف الحقيقة". جار آخر للضحايا قال إنهم عثروا على جثة الأم مريم ملقاة على بعد نحو عشرين مترا من المنزل فيما كان جثة زوجها المنجي على بعد ثلاثة أمتار من المنزل بينما عثروا على جثة مختار ملقاة داخل الحوش وتحديدا على بعد أمتار من غرفته فيما كانت جثة الرضيع آدم تحت كوم من الأغطية الصوفية ولا تحمل أية آثار عنف أو طعنات بما يوحي أنه مات اختناقا، وأضاف أن مصالح الحرس الوطني ووكيل الجمهورية حلوا بموقع الجريمة وأجروا المعاينة الموطنية قبل يتعهد أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بنابل بالبحث في ملابسات"المجزرة" قصد كشف القتلة.