أفرج قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية مؤخرا عن متهم وجهت اليه تهمة القتل العمد بعد أن ورد بتقرير الطبيب الشرعي بأن الوفاة ناجمة عن حادث مرور. وقد انطلقت الأبحاث في هذه القضية تبعا لعريضة تقدم بها والد مهاجر ذكر فيها أنه في سنة 2005 تسلم جثة ابنه المدعو عبد اللطيف المقيم بايطاليا وكان عمره حينها 34 عاما بعد أن تم اعلامه أنه توفي نتيجة اصطدام سيارته بقطار بايطاليا الا أن الأب شك في أسباب الوفاة الى أن بلغ الى علمه نهاية شهر أفريل 2011 عن طريق أحد معارفه أن مجموعة من الشبان أصيلي القيروان التقوا بشخص بمقهى بمدينة سليمان وذكر لهم أنه قام رفقة شخص جزائري بقتل ابنه عبد اللطيف بايطاليا سنة 2005. وبمباشرة الأبحاث من قبل فرقة الشرطة العدلية بالقيروان تم جلب الشخص المذكور لسماع أقواله فذكر انه"حرق" الى ايطاليا للعمل سنة 1990 وتمكن من الحصول على اقامة قانونية ولكنه لم يفلح في العثور على عمل وتعرف في الأثناء على شخص جزائري مندمج في ميدان تجارة المخدرات فانخرط معه في مجال الاتجار في المخدرات وغنم مبلغا ماليا هاما عاد اثره الى أرض الوطن وتزوج وأنجب طفلين. الى أن نفد المال الذي جلبه معه فقرر العودة مجددا الى ايطاليا وواصل عمله في مجال المخدرات رفقة صديق له يدعى عبد اللطيف وفي شهر مارس2005 التقى ب"عرفه" الجزائري بقرية "كامرلاطة" وعقدا جلسة خمرية باح خلالها الجزائري لنديمه أن عبد اللطيف قد تحيل عليه اذ سلمه كمية من المخدرات لبيعها تفوق قيمتها 50 ألف اورو وعوض أن يسلمه المال فقد أرسله الى عائلته بتونس مما اثار غضب الجزائري فقرر الانتقام من عبد اللطيف الذي التحق بهما في الأثناء لمشاركتهما الجلسة الخمرية وحينها وضع له الشخص الجزائري كمية من مخدر"الزقاطة" في كأس الخمر فظهرت علامات الارتخاء على عبد اللطيف حينها جلب الجزائري سكينا وأمسك عبد اللطيف من رقبته وطلب من مرافقه التونسي ذبحه فتسلم منه السكين وذبح ابن بلدته تحت تأثير الخوف من مرافقه الجزائري ثم جراه الى سيارته ونقلاه الى محطة القطار ووضعا سيارته على السكة للايهام أنه توفي نتيجة حادث مرور. وقد تراجع المتهم في هذه الاعترافات عند مثوله أمام التحقيق حيث أنكر معرفته بالشهود أو قتله للهالك وبعرضه على الفحص الطبي اتضح انه في كامل مداركه العقلية وقد تم اطلاق سراح المتهم على ذمة القضية بعد أن أثبت التقرير الطبي أن الوفاة كانت نتيجة حادث مرور.