بالآلاف تجمع أمس مناصرو الحزب الجمهوري بقصر المؤتمرات يدعمهم قياديو الحزب وهيأته السياسية ويزكيهم حلفاؤهم في حزب نداء تونس الذي مثله محسن مرزوق ورضا بلحاج وخميس كسيلة والمسار الديمقراطي والاجتماعي والذي مثله احمد ابراهيم وسمير بالطيب، هذا الى جانب حضور عدد من الشخصيات الوطنية والحقوقية. وانطلق الاجتماع الشعبي للحزب الجمهوري بكلمة تفاؤلية حماسية لرئيس الهيئة السياسية العليا للحزب أحمد نجيب الشابي أكد خلالها أن القادم أفضل "أنا متفائل " وأنه "بدأ يري نهاية النفق فشروط الخروج من عنق الزجاجة توفرت" وبين أن "الحكومة لم تعد قادرة على تحمل الضغط".. ووفقا للمعلومات التي استقاها من مصادر أكيد فإن "شروط التوافق بدأت تتوفر.. فحتى حركة النهضة التي كانت متمسكة بالنظام البرلماني اعلنت عن قبولها للانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية.." كما أن رئيس الجمهورية قال في الاجتماع الأخير "أن "الترويكا" انتهت الى اتفاق وأقرت العزم على الخروج بوثيقة توافقية مع كل الأحزاب يتم اعلانها يوم 18 أكتوبر الجاري وتتم المصادقة عليها من قبل المجلس التأسيسي" واعتبر الشابي أن موعد 23 أكتوبر هو موعد مصيري وحاسم من ناحية قانونية فالشعب يمارس السيادة عن طريق نواب لهم أجل محدود لا يمكنهم تمديده وأخلاقيا فالأحزاب الممثلة في "التأسيسي" يربطها التزام اخلاقي يحدد أجل عمل "التأسيسي" بسنة وسياسي يفرض اعطاء المهمشين والمفقرين أملا في مستقبل أفضل.. من ناحيتها بينت مية الجريبة الأمينة العام للحزب الجمهوري أنه لولا عمل المعارضة والمجتمع المدني طيلة الفترة " لزحف الاستبداد بصمت في تونس " ودعت الجميع الى مواصلة العمل من أجل دستور ديمقراطي وكرامة وتنمية جهوية. ورأت أن "تونس تتجه نحو التوافق الذي لا تهمنا فيه التواريخ فمراحل التوافق واضحة مثلما هي شروطه.. فلا مرور لانتخابات ووزارات السيادة محزبة كما أن المرحلة تفرض الانطلاق في تركيز هيئة انتخابات مستقلة وتحديد موعد واضح للانتخابات ... ولا مكان للحياد فكلنا منحازون لتونس.." وبعثت الجريبي برسائل دعم وشكر للاعلام التونسي الذي يقود معركة الحريات وخصت بالتحية "أبناء "دار الصباح" الذين يستبسلون في الدفاع عن استقلالية وحرية مهنتهم.." ولم تغفل القاء الضوء على أهمية دور النقابيين والحقوقيين وكل الثائرين في السند وقلالة وقابس والعمران في سيدي بوزيد وغيرهم في المناطق الداخلية للبلاد. انصهار «المسار» و«الجمهوري».. ولوح سمير بالطيب عن المسار الديمقراطي والاجتماعي خلال كلمته بشبه تأكيد عن نية الانصهار مع "الجمهوري" حيث أكد عن مواصلة تحالفهم" معلنا "اننا لن ندخر جهدا في حذف واو العطف" بين الحزبين. وشدد بالطيب عن أولوية تحقيق التوافق في المرحلة الحالية وبيّن أن "القناع قد سقط لا على حركة النهضة فقط بل على حلفائها ايضا حيث تبين أنهم "مشتقات للنهضة وليسوا حلفاء". واعتبر كل من ياسين براهيم وسعيد العايدي أن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وأن العمل الميداني هو الكفيل بتحقيق الفارق واعادة الثقة للتونسسين. وبين محسن مرزوق عن حزب نداء تونس من جهته أنه للمرة الاولي في تونس تأخذ القوى الديمقراطية المبادرة في الحياة السياسية واعتبر أن "ما يجمع التونسيين باختلاف انتماءاتهم السياسية أكثر مما يفرقهم ولذلك فلابد أن نجلس قريبا مع بعضنا.." وذكر جوهر مبارك عن التنسيقية الديمقراطية أن كل القوى السياسية والحقوقية والتقدمية ملزمة بالاندماج في اطار التشاور فالجمهورية والديمقراطية والحريات في خطر نظرا لأن "الترويكا" الحاكمة جزء من الازمة وليست من الحل ودعا أن لا يتم تفويت فرصة التوافق والتقدم بالمسار الديمقراطي على التونسيين.