18 أكتوبر.. عود على بدء - من الواضح أن الازمة السياسية الراهنة في تونس باتت تسير باتجاه الانفراج والتوافق وان الوضع اضحى يتجه نحو محاولات تدوير الزوايا الحادة لهذا الوضع المتعدد الاوجه. ويبدو ان ابرز ملامح هذا الانفراج هو اللقاءات المتكررة بين الفاعلين السياسيّين ومنظمات المجتمع المدني من جهة والاتحاد العام التونسي للشغل الذي اظهر حرصه على الخروج بتونس إلى بر الامان ودعوته إلى مؤتمر وطني للحوار والاتفاق الذي أبرم بين المشاركين( 50 حزبا و22 منظمة وطنية )اجل ضمان عقد اجتماعي وسياسي جامع لكل الاطراف من أجل تحقيق أهداف الثورة ومتابعة استحقاقاتها. كما أوحت مبادرة الائتلاف الحاكم بومضة من التفاؤل مع إعلان مثلث الحكم عن خارطة طريق واضحة للمرحلة السياسية القادمة رغم رفض عدد من احزاب المعارضة لطرح "الترويكا" خاصة في ما يتعلق بمسألة الانتخابات . وبالرغم من الاختلاف الحاصل بين توقيت مبادرة الترويكا - 18 اكتوبر من جهة ومبادرة اتحاد الشغل 16 اكتوبر أي نحو 48 ساعة لايجاد الحلول الممكنة - فان اشتراك المبادرتين في البحث عن حل للازمة التي عاشتها البلاد منذ ما يزيد عن 7 أشهر من الخلافات الحادة حول جملة من المسائل كطبيعة النظام السياسي وتحديد مواعيد واضحة للخروج من المرحلة الانتقالية إلى اخرى اكثر ثباتا كان يشكل هاجسا وطنيا لجميع التونسيين . اشارات الوفاق وكما هو معلوم فقد رفضت حركة النهضة وحزب المؤتمر المشاركة في أشغال الحوار الوطني الذي انعقد بالعاصمة بحر هذا الأسبوع بدعوى مشاركة نداء تونس إلا أن غياب ضلعي مثلث الحكم لم يمنع تنسيقية 18 أكتوبر التي اكدت في بيان لها امس تمسكها بالرمزية النضالية لهذا اليوم والذي اعلن فيه مجموعة من السياسيين اضرابهم عن الطعام سنة 2005 احتجاجا عن الوضع السياسي حينها . واعتبر البيان " ان مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل تعبير عن الحراك المميز للمجتمع المدني والتي نثمذنها مثلما نثّمن النزعة السائدة بين التونسيين نحو التوافق وتيسير الانتقال الديمقراطي ضمن ضوابط حماية السلم الاهلي والاستقرار السياسي كعماد اساسي لتأسيس للديمقراطية". وقد اكد بيان احزاب الائتلاف " أن اقتراح تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة يوم 23 جوان 2013 كان منطلقا للنقاش والتشاور بين اطراف الحوار الوطني." مما يعني أن ما تقدّم من موعد مذكور هو مجرّد اقتراح قابل للنقاش والتعديل وهو ما يعطي الفرصة الحقيقية للهيئة المستقلة للانتخابات من ممارسة ابرز مهمة لها وهي تحديد المواعيد الانتخابية . من جهته وصف الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني للحوار وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بقاسم العياري بحر هذا الاسبوع أن المبادرة التي تقدمت بها الترويكا "بالمطمئنة" لتحديدها خريطة طريق واضحة للمرحلة السياسية للبلاد مضيفا أن الاتحاد يدعم كل اشكال التوافق وحبا في تونس فانه يدعم مبادرة ثلاثي الحكم بشكل مبدئي. فهل تكون ال48 ساعة الاخيرة هي الساعات الحاسمة في تاريخ البلاد ؟