في مثل هذه الفترة بالذات تكون الاستعدادات لإقامة المهرجان الدولي للواحات قد قطعت أشواطا متقدمة جدا لكن العكس هو الذي يحصل اليوم بما يوحي بأن فرضية إلغاء الدورة 34 لهذه التظاهرة السياحية الثقافية العريقة والتي أثرت الساحة الثقافية والفرجوية على امتداد دوراتها ممكنة. ويتساءل أوفياء المهرجان الدولي للواحات عن الأسباب التي قد تحكم على اندثار هذه المحطة التي ينتظرها الرواد من داخل البلاد وخصوصا من خارجها لما تتضمنه من تعابير ثقافية سياحية فريدة من نوعها تواكبها آلاف الجماهير. والمهرجان الدولي للواحات الذي ينتظم عادة في أواخر شهر ديسمبر من كل سنة يعتبر من أهم التظاهرات الثقافية والسياحية التي تشهدها بلادنا فهو يشكل نافذة مشرعة على العالم من خلال ما يقدمه لضيوفه ورواده وجماهيره من محطات متنوعة وثرية تجمع في مضامينها بين الأصالة والتفتح كما يسعى المهرجان الذي أصبح يستقطب طيلة أيام تنظيمه ما يقارب عن 100 ألف زائر إلى تحقيق ثلاثة أهداف هامة: ثقافية بدرجة أولى وسياحية وتنموية. التعريف بتراث الجريد فبخصوص الجانب الثقافي تحرص هذه التظاهرة الدولية في كل دوراتها ومن خلال فقراتها المتنوّعة على التعريف بتراث الجريد وأعلامه في شتى مجالات الإبداع الثقافي من خلال تنظيم السهرات الفنية والأمسيات الشعرية ومعارض الفنون التشكيلية والمسابقات المتنوعة بالإضافة إلى إقامة الندوات العلمية وغيرها إلى جانب التعريف بالسياحة الثقافية وكذلك السياحة البيئية ويبرز المهرجان خصوصيات الجريد الثقافية وهو عبارة عن ترجمة حية وأمينة لأدق جزئيات وتفاصيل عادات وتقاليد أهل الجريد في المواسم والأعياد ومواكب الأعراس والمناسبات الدينية والروحية والألعاب الشعبية التراثية وغيرها من اللوحات التي تعرف بالمخزون الحضاري لأكثر من 3 آلاف سنة والحالة تلك ونحن على مشارف شهر نوفمبر يطرح أبناء الجهة سؤالا ملحا مفاده هل ستلغى الدورة 34 للمهرجان الدولى للواحات وإلا بماذا يفسر التأخير في الإعداد المادي لها؟ وهل تكفي المدة المتبقية على موعد تنظميها للتحضير لتظاهرة ثقافية سياحية في حجم المهرجان الدولي للواحات بتوزر؟ وماذا تنتظر الأطراف المعنية كي تشرع في تحضيراتها إن كتب لهذه الدورة أن تنتظم!!؟ وأين الجمعية التي بعثت العام الماضي للسهر على المهرجان والإعداد له؟؟