تلبية لدعوة عدد من الجمعيات الاسلامية التونسية أدى "شيخ الحرمين" محمد العريفي زيارة لتونس ستتواصل على مدى أيام، وبعد إلقائه لمحاضرة أولى أول أمس بالحمامات كان من المفترض أن يلقي أخرى يوم أمس بجامع عقبة بالقيروان غير أنه تم تغيير المكان ليصبح مدرج "الحصري" بكلية الآداب في خطوة فاجأت الحاضرين من طلبة وأساتذة حيث لم يرخص للعريفي أن يلقي محاضرته هناك الامر الذي بعث حالة من الفوضى والتوتر داخل الكلية. وفي اتصال ل"الصباح" بالكاتب العام للنقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي المنصف الوسلاتي أكد أن "العريفي قدم برفقة "جماعته" ليقتحموا حرم الكلية ويستحوذوا على مدرجها دون إذن أو ترخيص مسبق"، وأضاف " لقد اتصلت برئيس الجامعة والعميد فأكدا لي أنه لم يتم الإذن له بإلقاء أية محاضرة بالكلية لذا فكل ما استطعنا القيام به هو أننا منعنا طلبتنا من الدخول في دوامة من العنف وصدام مع مرافقي العريفي وكذلك محافظة على الحرم الجامعي من أي مظهر من مظاهر العنف". وأضاف محدثنا أن فوضى كبرى عمت المكان بعد أن قام الطلبة بالاحتجاج على رئيس الجامعة وطالبوه بإصدار بيان في الغرض يبين من خلاله موقف الجامعة والإدارة من هذا التصرف والذي يؤكد الاستهانة بجامعتنا وبعلمائنا". من جهة أخرى بينت مديحة شرف الدين(أستاذة بالكلية) في اتصال مع "الصباح" أن "الشيخ العريفي قدم للكلية برفقة أشخاص وألقى محاضرة دون أي ترخيص مسبق"، مضيفة "أن شيخ الحرمين لم يحترم الحرم الجامعي وكان من المفترض ومن الطبيعي أن يتبع الاساليب والطرق المعمول بها والمتمثلة في إرساله للمحاضرة قبل 3 أسابيع للجنة المعنية بالكلية باعتبارها الوحيدة المخول لها منحه الموافقة من عدمها." واضافت انه "بعد اقتحام قاعة الحصري من قبل هذه المجموعة ما كان مني انا وزميلتي إلا أن دخلنا القاعة وجلسنا في الصفوف الامامية لاستقصاء الامر فما راعنا بعد أن كان يتحدث عن لحم الخنزير مستدلا بآيات قرانية الا أن غير الموضوع ليصبح النساء المتبرجات والحجاب من بين المواضيع المطروحة للنقاش، الامر الذي جعلنا نشعر بشي من الاهانة للجامعة ولنا، لذا أحمل المسؤولية كاملة للأشخاص الذين تركوه يدخل للكلية انطلاقا من عميد الكلية الى رئيس الجامعة". وفي نفس الاطار أشارت محدثتنا أن هذه الحادثة كان لها الأثر السيء حيث عمد بعض الطلبة الى اهانتنا ونعتنا بالفاظ لم نكن نسمعها من قبل بعد أن كان الاحترام والتقدير يسودان علاقتنا ببعضنا البعض. ◗ سعيدة الميساوي
عميد كلية الاداب يتحدث ل"الصباح" اتصلت"الصباح" بالسيد العربي الضيفاوي عميد كلية الاداب بالقيروان الذي أوضح ان عددا من طلبة الكلية ينتمون الى الاتحاد العام التونسي للطلبة تقدموا الى الادارة يوم 7 نوفمبر الجاري بورقة في شكل مطلب لتنظيم ندوة فكرية بعنوان "دور الاديان في بناء الحضارات" باشراف الشيخ محمد العريفي وكان جواب ادارة الكلية واضحا مثلما هو معمول به مع الزوار الاجانب وهو ضرورة التقيد بالتراتيب الادارية وتتمثل في اعلام كتابي يصدر عن عميد الكلية يوجه الى رئيس الجامعة.. ثم الى وزارة الاشراف. وبحكم هذه الاجراءات الادارية فانه لا يمكن تنظيم هذه الندوة يوم 13 نوفمبر (امس(. وفي الأثناء اتصل عدد من هؤلاء الطلبة برئاسة الجامعة وسلموا ادارتها مطلبا في الغرض ولكن الادارة لم ترد على الطلب بحكم التراتيب الضرورية لذلك والتي تتطلب وقتا طويلا. وفي الأثناء قامت مجموعة مساء الاثنين (اول امس) وهي تجوب الشوارع على متن سيارة مستعملة مكبرا للصوت لتعلن ان اليوم (امس) وعلى الساعة الواحدة ظهرا سوف يتم لقاء مع الشيخ محمد العريفي في جامع عقبة بن نافع بالقيروان.. ولكن عن هذه الساعة تفاجا جميع الطلبة والاساتذة والادارة بحلول مجموعة كبيرة من الطلبة يرافقون الشيخ ودخلوا مباشرة الى مدرج الكلية وشرع هذا الشيخ في القاء كلمته. فما كان من عميد الكلية الا ان سأل احد الطلبة المسؤولين عن هذا الوضع.. كيف تدخلون دون إذن اداري؟ فاجابه "الرخصة جاية في الطريق" ! فأحاطه العميد علما انه لا يمكن مواصلة هذا الامر خصوصا وانه اتصل برئيس الجامعة والمدير العام للتعليم العالي ورئيس ديوان وزير التعليم العالي الذين اكدوا جميعهم عدم الترخيص الكتابي لمثل هذا الموعد. وما حصل هو جو متوتر وحالة احتقان شديدة من قبل الاساتذة وعدد كبير من الطلبة الرافضين لهذا التصرف وظل الشيخ لفترة قصيرة لم تتجاوز العشرين دقيقة ثم غادر المدرج والحمد لله لم تسجل احداث اومواجهات.