على هامش أيام قرطاج السينمائية تم صباح أمس الاثنين الافتتاح الرسمي للملتقى الدولي لتركيز الهيكل القانوني للصندوق الإفريقي للسينما والسمعي البصري بحضور وزارة الثقافة التونسية ومنظمي أيام قرطاج السينمائية وممثلين عن جمعيات وهياكل القطاع السينمائي في تونس والمنظمة العالمية للفرنكفونية واليونسكو والاتحاد الإفريقي ووممثلين عن مهرجان واغادوغو وعدد كبير من المخرجين الأفارقة والتونسيين. وكانت الأشغال قد انطلقت أول أمس الأحد إذ اجتمع ثلة من الخبراء والمختصين في القانون من البنين (فردينان آهو) ومن سويسرا(بينوا مولير) ومن تونس يوسف بن إبراهيم المختص في حقوق المؤلف لإعداد مشروع القانون الذي سيهيكل على أساسه الصندوق الإفريقي للسينما والسمعي البصري ولإعداد اطر وآليات التسيير فيه ومصادر تمويله وحدود وآفاق تدخله من اجل النهوض بالسينما الإفريقية وخلق جسور التواصل والتعاون بين البلدان الإفريقية الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكفونية. مسالك جديدة للتوزيع بندية تامة خلال هذا الملتقى أكد المهدي المبروك وزير الثقافة على الدور الذي لعبته تونس ومازالت في سبيل التعريف بالثقافة وبالسينما الإفريقية وتأكيد حضورها منذ أسس الطاهر شريعة أيام قرطاج السينمائية سنة 1966 وحصول المخرج الإفريقي عصمان صمبان على أول تانيت فيه. وقال:" يعود الفضل في تحقيق هذا الحلم وإحداث هذا الصندوق إلى تضامن البلدان الإفريقية في ما بينها وإيمانها بضرورة توحيد الجهود والعمل المشترك من اجل إرساء حوار ثقافي مع بلدان الشمال (الأوروبية) والرغبة الصادقة في النهوض بهذا القطاع وإيجاد مسالك جديدة للتوزيع بندية تامة." وأعلن الوزيرعن تعهد تونس بتقديم العون لهذا الهيكل الجديد ومساندة كل المبادرات التي تعمل على النهوض بالحوار بين ثقافات كافة البلدان الإفريقية ووجه بالمناسبة تحية إلى أمين عام المنظمة الدولية للفرانكفونية عبدو ضيوف هذا الذي لم يدّخر اي جهد في سبيل تحقيق حلم بدا للكثيرين ضبابيا وصعب التحقيق. ويعتبر الملتقى حسب ما جاء في كلمة رئيس الجلسة المخرج فريد بوغدير خطوة تاريخية هامة في طريق تحقيق حلم السينمائيين الأفارقة والرواد (وخاصة منهم الأب الروحي لأيام قرطاج السينمائية المرحوم الطاهر شريعة وعصمان صمبان السينيغالي مؤسسي فيدرالية السينمائيين الأفارقة) لا من حيث الحضور النوعي للمعنيين بالشأن السينمائي التونسي والإفريقي فقط وإنما لأنها تأتي تتمة لجلسة الإعلان عن انطلاق مشروع الصندوق الإفريقي للسينما والسمعي البصري التي شهدها مهرجان كان في ماي 2010 وإعلان تونس عن استعدادها لاحتضان مقر الصندوق الإفريقي للسينما والسمعي البصري خلال دورة 2012 من مهرجان كان الفرنسي وكذلك العمل مع المنظمة الدولية للفرنكفونية وبقية الأطراف على تحقيق حلم الأفارقة بمزيد النهوض بالسينما الافريقية وتطوير الحوار بين سينمائيي الجنوب في ما بينهم وسينمائيي بلدان الشمال. إشاعة ثقافة الحوار والسلام في العالم المنظمة الدولية للفرنكفونية مثلتها في الملتقى السيدة سندرا كوليبالي التي اثنت في مداخلتها على اقتراح تونس احتضان مقر الصندوق وعلى عملها الدءوب من اجل إنجاح المشروع ككل واستعرضت أهم مراحل نضال الأفارقة من اجل النهوض بسينما الجنوب وإرساء جسور تبادل الخبراء والمختصين والتجارب ومسالك التوزيع. اما ممثل اليونسكو السيد فانسانزو فاززينو فقد تحدث عن أهمية الخدمات التي سيقدمها الصندوق للسينمائيين الأفارقة وتسهيله وتأكيده للتعاون جنوب جنوب وشمال جنوب وإشاعة ثقافة الحوار والسلام في العالم واحترام ثقافة الآخر وقال: "اليونسكو لها آليات مساندة وإعانة مهما كانت متواضعة تبقى نوعية في النهوض بالثقافة والفنون." وذكر بما تمنحه اليونسكو من منح ودعم مالي للسينمائيين الشبان وأضاف:"من المنتظر ان تستفيد كل البلدان الإفريقية من هذا الصندوق ويمكن ان تستفيد منه الشعوب الأخرى." بالنسبة للاتحاد الإفريقي الذي مثلته التونسية حبيبة الماجري فإن أهمية هذا الصندوق تكمن في قدرته على النهوض بالإنتاج السمعي والبصري ولكن الأهمّ من ذلك هو عمله على تسهيل عملية التوزيع حتى نضمن عرض الأفلام الطويلة والقصيرة والأشرطة الوثائقية في كل البلدان الإفريقية -على الأقل- ولا نكتفي بالعروض المحلية وركن الأفلام على الرفوف في الأرشيف. وأكدت حبيبة الماجري على دور القطاع الخاص في النهوض بالسينما ووعدت هي أيضا بعمل الاتحاد الإفريقي على الدعم المادي والمعنوي والمساندة غير المشروطة.