دعا الصادق بالطيب مدير الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان الدولي بدوز وزارتي الثقافة والسياحة وكل السلط والهياكل الوطنية والجهوية إلى دعم المهرجان في دورته الجديدة نظرا لما وجدته هيئته من صعوبات وعقبات كبيرة قد تحول دون التوصل إلى تنفيذ الخطوط العريضة للمهرجان والمحافظة على تفاصيل برمجته التي تعد جواز سفر مفتوح لدعم السياحة التونسية الداخلية منها أو الخارجية على نحو تكون فيه تونس أرضا للقاء والحوار والتسامح. ونادى الجميع التدخل لمساعدة إدارته لكي يتسنى تجاوز الصعوبات المادية التي تهدد وجود هذا المهرجان الدولي العريق في تونس والعالم الذي يعود تأسيسه إلى بداية القرن التاسع عشر. وبيّن في ذات الإطار أن ميزانية المهرجان تقدر بحوالي ثلاثمائة ألف دينار واعتبرها غير كافية لتنظيم تظاهرة دولية كبرى في حجم المهرجان الدولي للصحراء بدوز الذي يعد بمثابة البطاقة التي تحمل صورة تونس وتروج لها في أنحاء العالم فضلا عن الرهان الحقيقي للمهرجان وهو العمل على تنشيط السياحة الداخلية التي لا تتأثر بالتغيرات الدولية. وذلك من خلال ضمان برمجة متنوعة كفيلة بالاستجابة لانتظارات التونسيين الذين يراهنون على دور المهرجان كنموذج تونسي في التمسك بالهوية والانفتاح على العالم في نفس الآن. في المقابل اعترف أن التحضير للدورة الحالية للمهرجان تم في ظل ظروف جد صعبة نظرا لتضخم حجم الديون المتخلدة بذمة المهرجان في الدورة الماضية والدورات السابقة والتي بلغت في مجملها أكثر من 260 ألف دينار حسب تأكيده. وقال في ذات الإطار:"الحقيقة التي لا يجب اخفاؤها هو أن هذا المهرجان الذي يعد ذخرا للبلاد ومصدر تجل وحفظ لجانب هام من المخزون الثقافي والحضاري الشفوي منه أو المكتوب المتعلق بالسياحة الصحراوية أو الثقافة الصحراوية التي تتجسد في ألعاب وأنشطة وغيرها مما دُئب على تجسيده من خلال الفقرات المتنوعة في برنامج المهرجان. لكن أصبح هذا التراث والمكسب الحضاري والسياحي والثقافي مهددا بالاندثار والاتلاف لاسيما في ظل الصعوبات الكبيرة التي وقف عليها في مراحل الإعداد لتنظيم الدورة الحالية وقال في هذا السياق:"لقد التقيت خلال الأيام الأخيرة رئيس الجمهورية منصف المرزوقي وطرحت عليه حاجة المهرجان الماسة إلى الدعم المادي واللوجستي للاعتبارات سابقة الذكر ووعدنا بالمساعدة والوقوف إلى جانب هذا المعلم المناسباتي مثلما وعدتنا عديد الجهات الأخرى بالدعم." برمجة ثرية لكن وتجدر الإشارة إلى أن الدورة القادمة للمهرجان الدولي للصحراء بدوز تنطلق يوم 22 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 25 منه. كما أكّد مدير الدورة الحالية للمهرجان الدولي للصحراء بدوز أنه يتقاسم مع الهيئة المنظمة للدورة الحالية نفس الرؤى والأهداف الاستشرافية بعيدا عن التجاذبات والانتماءات السياسية وعلل التمسك بهذا الشرط سواء في اختيار الهيئة لجنة تنظيمية خاصة التي تم تكوينها لتعمل الهيئة وهي تتكون حسب تأكيده من مربين ومثقفين من أبناء الجهة من أجل تأمين سير برامج المهرجان وفق الظروف التنظيمية المطلوبة لأنه يرى أن الجميع حريصون على الخروج بالمهرجان من أزمته المالية الخانقة. من جهة أخرى كشف مدير الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان على ما أولته الهيئة الجديدة من اهتمام بكل الفنون الإبداعية على غرار الشعر الشعبي الذي يحظى حسب رأيه بمتابعة واقبال جماهيري كبير نظرا لما يتيحه من اطلاع على تجارب قيمة من تونس ومن عديد البلدان العربية سواء في إطار سهرة سهرة "السامور" أو في العكاظيات الشعرية وغيرها من الفقرات التي تعنى بالشعر بجميع أنماطه وأنواعه. في حين لم يخف أن الصعوبات دفعت الجهات المنظمة إلى التقليص من حجم المشاركات الدولية، كما هو الشأن بالنسبة للعروض الفرجوية التي تشارك في احيائها فرق للفنون الشعبية من تونس وليبيا والجزائر ومصر وغيرها من البلدان الأخرى التي تحتضنها ساحة "حنيش" وتتضمن بالأساس لوحات من الحياة الصحراوية تتمثل في"المرحول" و"القافلة" و"سباق المهاري" و"سباق الخيل" و"المداوري" والعرس التقليدي وغيرها. وفيما يتعلق بالجانب الفكري اختارت هيئة المهرجان تخصيص ندوة فكرية لطرح مسألة "الواحات الصحراوية: الواقع والآفاق" على اعتبار أن هذا الموضوع يعد المشغل الراهن على مستوى جهوي ووطني وتشترك في طرح جوانبه وزارتي الثقافة والسياحة. كما يتضمّن برنامج المهرجان عديد الفقرات التنشيطية والثقافية لأخرى والألعاب والمسابقات الموجهة للأطفال إضافة إلى المعارض والعروض المسرحية والألعاب القديمة "كالخربقة". وقد أبدى مدير الدورة القادمة تفاؤله رغم ما عدده من صعوبات بنجاح المهرجان ديدنه في ذلك حرص أبناء الجهة على تحدي الظروف الصعبة من ناحية وبحث التونسيين على متنفس في مستوى المادة الشاملة التي يقدمها المهرجان كميا ونوعيا فضلا عما يحظى به المهرجان من متابعة اعلامية عالمية كبيرة.
يوم 5 ديسمبر بالمسرح البلدي.. مغناة للأطفال مداخيلها للعمل الخيري تنظم جمعية "عاوني نتعلم" عرضا فنيا يتمثل في مغناة للأطفال وذلك يوم خمسة من الشهر الجاري بالمسرح البلدي بالعاصمة. وسيشارك في هذا العرض كل من الفنانة سنيا مبارك والعازف الموسيقي أنيس القليبي إضافة إلى مجموعة ذكريات والشاعرة فوزية العلوي. وتخصص عائدات الحفل الذي تشارك أيضا في تنظيمه جمعية المهاجرين التونسيين لتنمية الأعمال الخيرية وتقديم مساعدات إلى بعض المدارس الابتدائية داخل الجمهورية التي تشكو نقائص. علما أن جمعية "عاوني نتعلم" الفتية ترأسها الناشطة في المجتمع المدني قمرة الزنايدي وهي جمعية خيرية غير حكومية ذات صبغة تربوية تعليمية.