دعوة القضاة إلى احترام حصانة المحامي - عقدت الهيئة الوطنية للمحامين أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة جلسة عامة إخبارية حول انتهاك حقوق الدفاع واستهداف حصانة المحامي خلال مباشرة واجبه المهني. ووصف البشير الصيد العميد السابق ان ما تتعرض له المهنة ب"الهجمة القوية والخطيرة وهي ضد الحريات ومسار الانتقال الديمقراطي". وأضاف:"لان في هذه الهجمة توجيها سياسيا لترهيب المحامين كما هو موجه أيضا لعديد القوى الأخرى، مقترحا تحديد موعد للاحتجاج أو تنفيذ إضراب بيوم أو يومين عن الدفاع." وتوجه الصيد بنداء إلى قوى المجتمع المدني قائلا"إن الخطر يتهدد الجميع وليس المحامين فقط". وقال الأستاذ فوزي بن مراد"ان العدو اليوم لمهنة المحاماة هو القضاء بعد الثورة ولست السلطة الحالية لأنها غير قادرة على مجابهة المحامين." وبين"أن القضاة تعودوا منذ ستين سنة على التعسف على المحامين مؤكدا على الدور الذي لعبوه خلال الثورة والذي ذكر في أكثر من ثمانين كتابا صدر بعد ثورة 14 جانفي." واقترح تنظيم وقفة احتجاجية بزي المحاماة أمام المجلس الوطني التأسيسي. مهنة"منكوبة" من جانبه وصف الأستاذ سليم بن عثمان مهنة المحاماة ب"المنكوبة" لان استهدافها"أصبح هيكليا وكل قانون يصدر فيه تنكيل بالمحامين". وفق تعبيره. وخلال افتتاحه للجلسة العامة استعرض شوقي الطبيب عميد المحامين بعض حالات لمحامين تمت إحالتهم على قلم التحقيق ومن بينهم الأستاذين سليم المؤدب وهاشم بدرة من اجل جرائم في"القذف العلني والنميمة" وذلك خلال مباشرة مهامهما وتقديمهما لتقارير كتابية في الدفاع عن منوبيهما وهو ما يعتبر خرقا واضحا لموجبات الفصل47 من المرسوم عدد 79 لسنة 2004 المؤرخ في 20 اوت 2011 المتعلق بحصانة المحامي. "ضرب المحاماة" وذكر بان الجلسات العامة الإخبارية للهيئة كانت تعقد في حال محاولة ضرب المحاماة واستقلالية المهنة تشريعيا ومعنويا وماديا ينتفض المحامون ويوجهون رسائل تتعلق بعدم المساس بالمهنة، وبعد 14 جانفي وبعد الذي قدمه المحامون للثورة التونسية آن الأوان لتحسين المهنة وأوضاع المحامين وتطوير مستوى أدائهم بعد التهميش الذي عانوا منه لسنوات طويلة. وعبر الطبيب عن أسفه لعقد جلسة عامة لذات الموضوع وهو"الدفاع عن أنفسنا وهذا شيء مرير بعد محاولة ضربنا من قبل أطراف قضائية" حسب تعبيره، مؤكدا عدم وجود "معركة بين المحامين والقضاة.. لأننا عائلة في الدفاع عن استقلالية السلطة القضائية." حسب قوله. ودعا القضاة الى مراجعة أنفسهم راجيا ان تكون هذه الحالات معزولة. ومن جانبه لام نجيب يوسف رئيس فرع تونس لهيئة المحامين على المحامين "عدم مساندة بعضنا البعض"مؤكدا "ان الاحترام يفتك ولا يمنح وانه ما تجرأ علينا القضاة الا حين رأونا ابتعدنا عن قيم المحاماة".