شهادات لبعض نساء سليانة: "نعم.. أمنيون كشفوا عوراتهم؟ !" " تفوّهوا تجاهنا بكلمات نابية, وتجاهروا بما يخدش حياءنا بالإشارة والسباب والتوعّد بالاعتداء علينا, كما قام بعضهم بكشف عوراتهم على مسمع ومرأى من الجميع في حركة مهينة لنا.." هذه شهادة أدلى بها عدد من نساء سليانة على خلفية الأحداث الأخيرة والاحتجاجات المصاحبة لها والتي قمعت بشراسة من طرف أعوان الأمن، وعمليات الردع الأمني نتجت عنه عدّة إصابات خطيرة في صفوف المحتجين بلغ أحيانا حدّ فقدان البصر لبعضهم.. اعتداء معنويّ يمسّ من كرامة النساء تروي الشاهدة (ر.الهاني) والتي كانت حاضرة على عين المكان بنهج أبو القاسم الشابي بمدينة سليانة, تفاصيل الأفعال الخادشة للحياء، والتي أتاها بعض الأمنيين في حق نساء الحيّ اللاتي تجمّعن بالنهج المذكور لمتابعة الأحداث، خاصّة وأنه في الأثناء كانت هناك عمليات ملاحقة أمنية لبعض المحتجين في الأحياء القريبة.. تقول الشاهدة «في البداية كنت بعيدة نوعا ما عن المكان الذي توجود به العناصر النابية، لكن كلماتهم المستفزة والخادشة للحياء كانت تتناهى إلى مسامعي، وعندما اقتربت من المكان لاحظت النساء يسارعن بتغطية وجوههن لأن بعض العناصر أتوا حركة غير متوقعة بكشف عوراتهم.. وهذه فعلة مشينة مستنا كنساء في كرامتنا خاصّة وأن لا شيء يبررها، فنحن لم نمارس أيّ عنف ضدّهم ولم نرشقهم بالحجارة مثلا، كل ما في الأمر أنهم كانوا يريدون استفزازنا وربما استفزاز شباب الجهة، والحمد لله أن رجال الحيّ لم يقفوا على هذه الأفعال الدنيئة، ولكن لا بدّ من ذكر أن العناصر الأمنية التي أتت الفعلة المذكورة ليسوا من أبناء سليانة، بل هم على ما يبدو ضمن قوات الإمدادات الأمنية التي وصلت الجهة". وما ذكرته الشاهدة لنا كان قد سبق أن أفادت به الزميل زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين، الذي ذكر أنه عندما كان يهمّ بمغادرة الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة استوقفته الشاهدة والتي هي إحدى قريباته وروت له ما حصل من اعتداء لا أخلاقي على نساء الحي من طرف أعوان أمن شبّان، والذين لم يكتفوا بالعنف اللفظي بل قاموا بإشارات لا أخلاقية تجاههم. جمعية النساء الديمقراطيات.. تؤكد الاعتداءات في خضّم الاحتجاجات التي اندلعت في ولاية سليانة طوال الأسبوع المنقضي، زار المدينة عدد هام من السياسين ومن الوجوه الحقوقية المعروفة والجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان, وقد كانت جمعية نساء ديمقراطيات حاضرة على عين المكان منتصف الأسبوع المنقضي ممثلة في شخص رئيسة الجمعية أحلام بالحاج، والتي استمعت إلى شهادات عديدة من النساء خاصّة تندّد بما اقترف في حقهّن من اعتداءات لا أخلاقية.. وفي اتصال جمعنا بسعيدة راشد كاتب عام جمعية نساء ديمقراطيات أفادتنا «أن الوفد الذي انتقل على عين المكان لم يعاين مباشرة بالعين المجرّدة، لكن استمع إلى شهادات بعض النساء الموجودات بالمدينة، وقد ذكرت بعضهنّ أن بعض أعوان الأمن هدّدوهن بأن يكشفوا أمامهن عوراتهم، في حين ذكرت أخريات أنهن تعرّضن لهذا الفعل الخادش للحياء، حين عمدت بعض العناصر الأمنية إلى كشف عوراتهم.." وتضيف سعيدة راشد "وهذه الشهادات التي تفيد كشف بعض الأمنيين لعوراتهم أمام المحتجين والأهالي، أفادنا بها رجال ونساء، وهناك امرأة ذكرت أنه وقع تهديدها بالاعتداء عليها أمام زوجها.. "وقد أكّدت محدّثتنا أن جمعية نساء ديمقراطيات تطالب بإلحاح بإحداث لجنة مستقلة للتقصّي حول أحداث سليانة، والانتهاكات التي حصلت كما تؤكّد راشد أنه في صورة ما إذا قررت المتضررات اللواتي خدش حياؤهن من أفعال التجاهر بما ينافي الحياء، والتي أتاها بعض الأمنيين فإن الجمعية ستساندهنّ أمام القضاء..." وفي وصفها لأحداث سليانة تقول سعيدة راشد هي إجابة قمعية أمنية، لمشاكل ومطالب اجتماعية شرعية. منية العرفاوي
اليوم 7 عمليات جراحية جديدة بمستشفىالهادي الرايس نقل الحالات الحرجة للخارج... وتعويضات! علمت «الصباح الاسبوعي» ان سبعة مصابين من بين 12 مواطنا اصيبوا بالرش في احداث سليانة على مستوى العينين كانوا احيلوا على مستشفى امراض العيون الهادي الرايس بالعاصمة سيجرون اليوم الاثنين عمليات جراحية جديدة بعد ان استغرق نزع حبات الرش التي اخترقت نور أبصارهم عدة ايام... ويعتبر المصابون السبعة من بين الحالات الخطرة ثلاثة منهم سيخضعون لعمليات جراحية على مستوى الشبكية التي تمزقت بالاضافة الى ثلاثة آخرين يعانون من اصابات على مستوى غشاء العينين والسابع هو الشاب الذي اصيب في عينيه الاثنين من اجل انقاذ ولو واحدة... كما تم أمس الاحد الحاق أربعة مصابين بمستشفى الهادي الرايس للخضوع لعمليات جراحية باعتبارها استعجالية علما وأن اثنين منهما في حالة خطرة ويرجح ان أحدهما قد فقد عينا حيث افادت مصادرنا ان سامي بلحاج وصلاح منصوري وضعهما محرج لذلك نقلا الى الهادي الرايس... كشوفات... عمليات والعلاج مستمر وتجدر الاشارة الى أن مستشفى الحبيب ثامر قد استقبل ثماني حالات وتوجد اربع أخرى بمستشفى شارل نيكول حيث تخضع للعلاج... واكدت مصادرنا انه لن يقع تمكين المصابين من العودة الى مستشفى سليانة قبل التأكد من شفائهم والقيام بالكشوفات والصور اللازمة للتأكد من انه تم نزع كل الشظايا التي دخلت العين. في مقابل ذلك علمنا من مصادر مطلعة ان الحكومة اكدت لاتحاد الشغل عزمها نقل الحالات المستعصية لمعالجتها في الخارج وهي في انتظار التقارير الطبية... قضايا ضد وزير الداخلية وفيما قدم سمير ديلو في المجلس التأسيسي عن مفهوم الاصابة بالعمى واعتبر فاقد نور البصر كل من اصيب في عينيه الاثنتين فقد بدأت عائلات (حسب مصادر من الاهالي) المصابين في تقديم قضايا ضد وزير الداخلية علي العريض وأيضا الوالي باعتباره ممثل السلطة... ولا يخفى على أحد انه من بين المصابين مدرسين وموظفين ومنهم من اصيب وهو في مكتب أو أمام المعهد... وبالتالي لا يعني ذلك ان المصابين متمردين وعاطلين... من جهة اخرى اكد الاطباء انه حتى لو نجحت كل العمليات فإن نسبا متفاوتة من السقوط في البصر سيقع تسجيلها لدى المصابين ولذلك يطالب اهالي الضحايا بمحاسبة المسؤولين الذين نكلوا بأبنائهم واصابوهم «بالرش» كما بدأ التصعيد في سقف المطالب، وان بدأ الحديث عن المطالبة بالتعويضات باعتبار أن المتظاهرين في سليانة ليسوا ضحايا تمرد بل خرجوا للتظاهر من اجل ملف اقتصادي واجتماعي وتنمية وتشغيل أي عبارة عن ثورة والمصابين يمكن اعتبارهم ضحايا ثورة فهم لم ينهبوا ولا خرجوا للتخريب ومع ذلك وقع رميهم «بالريش»... ولا بد للحكومة تحمل مسؤولية التعويضات التي اصبحت مطلبا جماعيا... هكذا تدخل رئيس المجلس التأسيسي وفيما واصلت الحكومة التعنت خلال تعاملها الاول مع الاحداث في سليانة وألقت بالتهم على عديد الاطراف تمكن مصطفى بن جعفر من احتواء غضب اتحاد الشغل بعد مقابلته لحسين العباسي ودعوة رئيس الحكومة (حسب مصادر كانت حاضرة في الكواليس) بتكوين لجنة تضم اعضاء من الحكومة والاتحاد لدرس الوضع مع الاتصال المباشر بوزارة الداخلية وبعض هياكلها وكذلك ببعض اعضاء الحكومة والاتحاد وهو ما تم أول أمس السبت وأفضى الاجتماع الى حلول في جو من التوافق... عبد الوهاب الحاج علي
في التسعينات أيضا.. ثار أهالي سليانة لمن لا يعرف أهالي سليانة ولمن اتهمهم ب«منظمي الثورة المضادة» وب«معقل التوظيفات والمزايدات السياسية» ولمن اتهمهم ب«توريد الحجارة»، وكأنّ سليانة منطقة ساحلية تعجّ بالمباني والطرقات المعبدّة. لكلّ هؤلاء نذكّر بأنّ سليانة من الولايات القليلة التي لم تنتظر ثورة 14 جانفي لتتحركّ وتطالب بحقها في التنمية. فخلال التسعينات، فترة أوج قوة نظام بن علي، انتفضت ولاية سليانة بسبب سياسة التهميش تجاهها وشهدت حراكا اجتماعيا ضخما، فقد ثار الأهالي ضدّ النظام البائد الذي لم يعترف بجهة سليانة سوى في الخارطة الجغرافية للبلاد التونسية. وقد كلف الحراك الاجتماعي أهالي سليانة الكثير، فقد حرمهم النظام السابق لسنوات طوال من التنمية الجهوية. صحيح أنّ «الشغل والكرامة» شعاران رفعا أيام ثورة 14 جانفي لكنّ أهالي سليانة لم ينتظروا الثورة ليرفعوا تلك الشعارات، وإنما تمردوا على النظام في التسعينات فذاقوا شتى أنواع القمع والتنكيل، إضافة إلى سجن العديد من الأهالي لسنوات طوال. لكن يجدر التذكير هنا أيضا بأنّ جهة سليانة من أولى المناطق بالبلاد التي لم تنتظر 14 جانفي لتثور ضدّ النظام، بل إنّ أهالي سليانة نزلوا إلى الشارع قبل ذلك التاريخ. فهل سمعنا حينها من قال إنّ تحركّ الأهالي وظف سياسيا وبأنّ هناك أطرافا تدفع بدخول البلاد في الفوضى..؟ أبدا لا.. باستثناء بن علي وجماعته. خولة السليتي
ردود أفعال أدلى العديد من السياسيين بتصريحات حول أحداث سليانة، فرصدت «الصباح الأسبوعي» أهمّ هذه التصريحات. *حمادي الجبالي (رئيس الحكومة): «فليكن في علم الجميع، ما عادش عنا كلمة ديقاج، الوالي هذا موش باش يخرج، نخرج أنا قبلو إن شاء الله". *وليد البناني(حركة النهضة): «حركة نداء تونس والجبهة الشعبية قاما بتحريض وتجييش أهالي سليانة.. وبلغنا أنّ حركة نداء تونس تدفع 75 دينارا للفرد بهدف بثّ البلبلة". *الصحبي عتيق(رئيس كتلة النهضة): "سيّستوها القضية متاع سليانة سيستوها انتوما والنقابيّين الفاسدين متاعكم". *والي جهة سليانة: "تمّ توريد الحجارة من خارج سليانة لرشق الشرطة والمقرات". *سامية الفرشيشي (حركة النهضة): "أطراف سياسية وأعضاء من المجلس ساعدوا في تأزمّ الوضع زاعمين بأنهم يعملون لصالح التنمية.. أرفض وأندّد بكلّ تدخل أو إضرار من خارج الولاية". *عادل عطية(حركة النهضة): "إذا لم توقف وزارة الداخلية الهجمة على أبناء جهتي بسليانة، فلن أستقيل من حركة النهضة وإنما سأستقيل من المجلس التأسيسي لأنّي مناضل في الحركة وحركتنا مع الحرية والكرامة والديمقراطية". *الحبيب اللوز (حركة النهضة): "هناك مسيرون من نداء تونس والجبهة والاتحاد قدّموا أموالا لجلب أشخاص من خارج سليانة.. وسأكشفهم بالأسماء وشكري بلعيد أحدهم.. فهو في كل مندبة يعمل حبل". *سامية عبو (حزب المؤتمر): تم توظيف الاحتقان الاجتماعي من قبل أطراف خارجية، وكمال لطيف يقف وراء أحداث سليانة.