علمت "الصباح" أن الدكتور محمد السويسي تقدم مؤخرا بشكاية إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي ضد الدكتور محمد بوزغيبة رئيس وحدة فقهاء تونس بجامعة الزيتونة يطلب فيها ما أسماه ب"الكشف عما يمكن أن يكون قد نقله الدكتور محمد بوزغيبة من مسائل في الفتاوى بدون توثيق من كتاب الفتاوى التونسية في القرن الرابع عشر هجري"، في كتابيه"الشيخ محمد جعيط: الفتاوى والاجتهادات" و"فتاوى الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور". وذكر الدكتور السويسي في شكايته-التي تحصلت "الصباح" على نسخة منها- أنه قام بتأليف كتاب "الفتاوى التونسية في القرن الرابع عشر الهجري" جمعا وتحقيقا ودراسة أنهاه في جانفي 1986 ونشرته دار للنشر والتوزيع في جزئين بطبعته الأولى عام 2009 وهو عبارة عن رسالة جامعية حصل بتأليفها على شهادة دكتوراه الدولة. وأضاف الدكتور السويسي:"إن جملة الفتاوى التي جمعتها وكانت أربعا وسبعين وأربعمائة أوجبت علي مطالعة جميع الصحف والمجلات العربية التونسية الموجودة، وهي لا تقل عن ستمائة مصدر بحثا عما نشر فيها من أجوبة، مع ما يتبع ذلك من مرابطة كامل الوقت بالمكتبة الوطنية التونسية وتلوث نفسي بغبار الصحف القديمة ورائحتها(...) استغرقت حوالي عام وعشرة أشهر(...) وبعد تمكني من جمع كل تلك الفتاوى قمت بتوثيق مصادرها وتحقيقها إلا ما وقع السهو عنه(...) ولما أنهيت العمل بها تم رقنها في جزئين أودعت منها نسختين للباحثين بمكتبة الجامعة الزيتونية سنة 1986 طبقا للقانون وقد طبعت في جزئين سنة 2009". مضيفا أن بعد صدور كتابه"الفتاوى التونسي في القرن الرابع عشر الهجري" صدر كتابان للدكتور محمد بوزغيبة أحدهما جمع فيه فتاوى الشيخ محمد العزيز جعيط والثاني جمع فيه فتاوى الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور وجلها منقولة كما هي من كتاب الشاكي رغم أن بوزغيبة أكد-كتابة- أنه لم يأخذ من كتاب السويسي إلا فتوى واحدة للشيخ ابن عاشور رقم 62 من مجموع 121 فتوى بين كتابيه. وختم بالقول:"الرجاء(...) الكشف عن مجهودي العلمي والبدني الذي نسبه الدكتور لنفسه احتيالا بخصوص الفتاوى المنشورة(...) في كتابه"الفتاوى والاجتهادات للشيخ محمد العزيز جعيّط" وفتاوى الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور(..) لقد استغل بوزغيبة مرضي وعدم ظهوري في ساحة الطباعة والنشر وقام بعمله هذا ونسي أن الحقوق مهما خفيت بمرور السنين والتقادم فالله سبحانه وتعالى يظهرها إما باطلاع صاحبها عليها أو بمن يخبر بها(...) فالدكتور أباح لنفسه السطو على مجهودي العلمي الشاق(...) ولذلك فإنني أكرر مطلبي وأؤكده وهو إنصافي وتمكيني من حقوقي كاملة". ويبقى الباب مفتوحا أمام الدكتور محمد بوزغيبة للرد على هذه الاتهامات وتوضيح المسألة.