تحول جزء من النقاش مساء أول أمس بالمجلس التأسيسي من مناقشة مشروع قانون الميزانية التكميلي لسنة 2013 إلى مناقشة واقع الجهات الداخلية حيث ارتكزت بعض المداخلات على تسليط الضوء على مظاهر التهميش التي تعاني منها مختلف جهاتهم الداخلية. وفي هذا السياق لاحظ النائب مختار اللموشي أن ذات المطالب التي تقدم بها لولاية الكاف خلال مناقشة ميزانية السنة الماضية هي نفس المطالب التي يقف عليها اليوم ما عدا ما تحقق منه بنسبة طفيفة، على حد ذكره. وقال"كنت أتصور أن تراعي الحكومة مطالبنا في قضية التشغيل وان لا تتجه تحت ضغوطات عديدة إلى الزيادة في الأجور اذ كان بإمكانها أن توفر حوالي5 آلاف موطن شغل". وأشارت النائبة زهرة صميدة إلى أن ولاية قفصة تشتكي وهي التي تمثل قاطرة الاقتصاد التونسي ولذا وجب الالتفات إليها على مستوى التشريعات وعلى مستوى أبواب التنفيذ. كما ارتأى النائب وليد البناني التذكير بالمطلب الشعبي لأهالي القصرين والمتمثل في استكمال مسار الطريق السيارة. أما النائب محمد بن إبراهيم السعيدي فقد تولى ذكر توصيات ولاية باجة المتمثلة غي ضرورة القيام بالإصلاحات الضرورية للمساكن المتداعية للسقوط. أما فيما يتعلق بمشروع قانون ميزانية الدولة فقد ذكرت النائبة فطوم الأسود أن الأرقام وحدها لا تكفي لتحقيق تنمية شاملة إذ لا بد من توفر الإرادة الاجتماعية، والإرادة السياسية التي لا بد أن ترتكز على استراتيجية جديدة تكون مواكبة وثورية مشيرة إلى أن بيان رئاسة الحكومة تطرق إلى الإشكاليات التي واجهت ميزانية2012 لعل أبرزها الإشكاليات العقارية، داعية في هذا السياق إلى أن يكون القانون هو الفيصل استنادا إلى أن غض النظر عن تطبيق القانون لا يمكن أن يحقق تنمية شاملة. وأشارت إلى أن الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الحكومة لا يجب أن يقتصر على النخبة بل لا بد أن يشمل المواطن البسيط لأنه أكثر المتضررين من تطبيق منوال التنمية على الواقع. من جهة أخرى شبهت النائبة سامية عبو مداخلة رئيس الحكومة بمداخلات العهد السابق وفسرت في هذا السياق أن ميزانية2012 لم يتحقق منها إلا"القليل القليل" منتقدة أداء بعض الوزارات اعتبارا أن الحديث يتمحور دائما على التنمية بعد الثورة وتحقيق نسب نمو مرتفعة ويستثني التشغيل ومقاومة الفساد. أما النائب احمد بن إبراهيم فقد أشار إلى أن الثورة يفترض بها أن تقطع مع منوال التنمية القديم مشيرا إلى أن الميزانية الحالية لا جديد فيها وهي في جوهرها امتداد للاختيارات القديمة إذ لا وجود لإرادة حقيقية لإصلاح المنظومة الجبائية ولا وجود للحد الأدنى من الجرأة على حد تعبيره. مضيفا إلى انه لا وجود لإرادة للحد من المديونية ولا وجود لسياسة ناجعة لمقاومة الفقر والبطالة. اما النائبة هالة الحامي فقد تساءلت: لماذا الإصرار على منوال النظام البائد وفلسفة البحث على الحلول الترقيعية عبر تعزيز صناديق تثقل كاهل المواطن.؟ نواب من النهضة ينتقدون الحكومة ولعل الملفت للانتباه هو تدخل حبيب خضر الموجه لرئيس الحكومة والذي لم يخلو من استهزاء وتهكم حيث قال:"اشكر الحكومة على التركيز على التنمية والمناطق المهمشة واهتمامها بقرطاج عبر الترفيع في ميزانيتها.. لا نملك إلا أن نسجل الانبهار بسرعة سن قانون انتداب المعاقين.. سرورنا بالغ بحسن متابعتكم لمدى تقدم عمل الدستور وعدم تلويحكم بالضغط على المجلس الوطني التأسيسي". يذكر أن النائب أزاد بادي توجه بسؤال لكل من وزير الداخلية ووزيرالعدل عن سبب تواجد محققين من ال"FBI"في تونس بصدد التحقيق مع متهم تونسي علما انه تم منع المحامين التونسيين حضور التحقيق وان هنالك وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية على حد قوله. تجدر الإشارة إلى أن المجلس التأسيسي يستأنف عشية غد الاثنين نشاطه بمناقشة مشروع قانون المالية للسنة المقبلة.