...الآن وقد ودّعنا الشطر الاول للمرحلة التمهيدية لبطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم، فلا يكون إلا من باب المغالطة ومجانية الحقيقة إن لم نعلن بالصوت العالي ولم نعترف صراحة بأن بطولتنا ضعيفة بكل المقاييس! أجل إنها بطولة فاقدة للرونق وجمالية اللعب... ونقاط الضوء فيها نادرة جدا حتى لا نقول أنها منعدمة مرة واحدة! صحيح أن الحالة السيئة لميادين اللعب والأرضية المتردية لجل أو على الاصح كل الملاعب تلعب دورا هاما في تعكّر الوضعية وتزيدت في الطين بلّة... ولكن هناك اسباب وعوامل أخرى قد ساهمت في استفحال الأمر ولا يجوز تجاهلها أو غض الطرف عنها إذا ما صحّ العزم على مقاومة الإعوجاج وتصحيح المسار وإعادة البريق لبطولة كم أسعدت عشاق الكرة بالأمس البعيد وحتى القريب. ومن هذه العوامل ليس بإستطاعتنا أن ننكر طبعا مسألة الحضور الجماهيري واقتصار الدخول الى الملاعب على أنصار الفرق المضيفة مما يفقد المدارج أجواءها الحماسية التي تشحن اللاعبين وتحفزهم على مزيد البذل والإرتقاء الى ذروة العطاء. ...لكن علينا أن لا ننسى بالخصوص وهذا بيت القصيد مسألة الحسابات وطغيانها على الرسوم التكتيكية ومدى تأثيرها الكبير على الجانب الفرجوي. يضاف الى ذلك عنصر هام وهو المتعلق بعقلية اللاعبين، وغياب الجرأة وحب المجازفة لديهم! ...لكن وبكل موضوعية فلا يفوتني ان أؤكد وبكثير من الحسرة وحتى الألم ان كرتنا اصبحت مقلة في انجازات المواهب الفذّة وتفتقد للمهارات الفردية التي تصنع الفرجة والروائع الكروية... وهذا بيت القصيد!