نشل «البورطابل» وترك الدراجة المشهد الذي تابعته يوم الثلاثاء الماضي بأحد شوارع العاصمة جعلني أطرح سؤالا: أيهما أغلى ثمنا الهاتف الجوال (بقطع النظر عن نوعه) ام الدراجة العادية؟ أما سبب السؤال فهو أن نشالا خطف هاتفا جوالا من يد شخص وسارع بالهرب على دراجته العادية.. صاحب البورطابل «شد صحيح» وظل يجري وراء الدراجة حتى أدركها بعد حوالي 100 متر.. وعندما أحسّ النشال بالخطر ترك الدراجة وفرّ بجلده لا يلتف الى الوراء.. اما صاحب البورطابل فقد اعياه الجري فنظر الى الدراجة ثم أخذها وقفل عائدا من حيث أتى.. السؤال الان كيف كان الموقف بعد هذا المشهد؟ هل يكون البورطابل من النوع الرفيع وبالتالي يدفع النشال الى عدم التفكير في دراجته أم يكون من نوع «بودورو» فيندم على دراجته؟ ان الاكيد في كل الاحوال أن النشال لن يطرق الباب السجن بيديه. لذلك لا أتصور انه سيحاول الاتصال بصاحب البورطابل «لتبادل الاسرى» في كل الحالات. «تخرنين» كانا جالسين بمقهى ذات مساء من الاسبوع الفارط حديثهما لم يكن همسا بل كان بصوت مرتفع جدا.. قال الاول للثاني: «اشتريت جهاز التقاط (بارابول) لكني احترت في ايجاد شخص ثقة اكلفه بتركيبه» فقال الثاني: «عليك بفلان فهو لا يكلفك أكثر من 5 دنانير.. » قال الاول: «ولو فرضنا أنه قام بتركيبه فلم يشتغل ماذا سأفعل؟» أجاب جليسه: انا أضمن لك أن الجهاز سيشتغل واذا لم يتم ذلك أضمن لك أني سأعيد لك الخمسة دنانير.. »الى هنا يبدو الامر منطقيا. لكن الغريب في الامر أن السيد الاول ظل طيلة نصف ساعة يردد نفس السؤال: «آش نعمل كان ما يخدموش؟» وظل صاحبه يردد نفس الجواب. «أنا ضامن ونرجعلك فلوسك» وعندما لم يتعب احدهما من الكلام تعبت انا فدفعت ثمن القهوة وغيرت المقهى. «الله يشيلكم» متسول معروف تعود على «العمل» في المترو رقم 2 تراه يصعد من حين الى آخر ليستجدي الركاب أن يمنوا عليه باي شيء.. وبين الفينة والاخرى يسمعهم «دعيوة» خاصة يبدو أنه استنبطها من المسلسلات المصرية فيقول: «الله يشيلكم» التي يعادلها في لهجتنا التونسية «ربي يهزكم» هو بالتأكيد لا يعرف معنى ما يقول لكن ماذا يقول الشخص الذي يعطيه ما كتب الله ثم يدعو عليه بالزوال؟ ضربة «معلمية»؟! أسعار الغلال باتت معروفة تقريبا خاصة في الاحياء العادية أو الشعبية إن شئتم لكن من يتجول في المنار أو النصر أو البحيرة يكتشف غرائب. فالاسعار في هذه الاحياء مضروبة في ثلاثة او اكثر وهذا الغلاء له ما يفسره حيث قال بائع غلال بكل وضوح: «في أحيائكم الشعبية يكثر «التقرقيش» والحساب.. اما عند هؤلاء القوم فلا أحد يسألك عن السعر لأنهم لا يشترون من عندك اصلا أي مباشرة وانما بواسطة «الخدامة» أو المعينات المنزليات.. وهؤلاء ليس لهم ما يخسرون لانهم لا يدفعون من جيوبهم» معقول جدا يا «معلّم». أقراص النجاح في المحطات وبعض الفضاءات العمومية يوجد اعلان يقول: «باكالوريا 2008 للبيع أقراص متعددة تساعد على النجاح».. وطبعا تكثر التعاليق في مثل هذه المناسبات اذ قال أحدهم على سبيل المثال: «أقراص ماذا؟ أقراص مخدرة أم أقراص فياغرا؟ يجب التوضيح كي يعرف الواحد منا ماذا يشتري» ورغم أن كلامه كان في قالب هزل فهو أيضا على صواب لان صاحب الاعلان لم يوضح للناس ما هو نوع الاقراص الذي يعنيه. رصد: جمال