فوجئت عائلة بدري القاطنة بحي 3 اوت بالكاف صباح اول امس السبت بخبر وفاة ابنها التليلي بدري الذي يعمل رقيبا أول بالثكنة العسكرية بالكاف. وافادتنا عائلته ان الفقيد كان يعمل بثكنة برنوصة واتصلت به سيارة عسكرية ادارية من العاصمة الاربعاء الماضي حيث طلب منه ضرورة التنقل الى العاصمة لامر يتعلق بعمله لكنه لم يعد الى منزله وهو ما حير زوجته التي لم تتمكن من الاتصال به هاتفيا. وامام فشل كل سبل معرفة مصير زوجها اتصلت صباح السبت بالثكنة التي يعمل بها للاطمئنان عليه لكن لم تجد في البداية أي تجاوب وامام الحاحها اكدوا لها ان زوجها توفي حيث شنق نفسه اثر خلاف مع زميل له في العمل. شكوك وعدم اقتناع وفي ساعة متاخرة من ليلة السبت الماضي جلبت جثمانه سيارة اسعاف عسكرية حيث طلب من عائلته عدم فتح كفنه مع ضرورة دفنه لكن افراد اسرته لم يقتنعوا بطريقة وفاته التي تمت في ظرف قياسي ومازاد في شكوكهم ان تقرير الطب الشرعي لم يتضمن اسباب الوفاة على حدّ تاكيد افراد اسرته وهو ما فتح ابواب التأويلات اكثر. وفي تصريح خص به «الصباح الأسبوعي» قال شقيق الفقيد ان عائلته ساورتها الشكوك بشان عملية وفاته وهو ما دفعهم الى فتح كفنه فاكتشفوا ان جسده يحمل اثار تعنيف في عديد الاماكن الامر الذي جعلهم يرفضون دفنه. وامام اصرارهم على اعادة التشريح قدمت امس سيارة اسعاف واخذت الجثمان من جديد ليتم اعادة تشريحه. كشف الحقيقة وشكك شقيق الفقيد في رواية احد المسؤولين العسكريين الذي كشف على امواج احدى الاذاعات الخاصة ان الفقيد يشتبه في انتمائه للمجموعة الارهابية التي كانت تحصنت بجبال عين دراهم والقصرين واعلن عنها علي لعريض في ندوة صحفية وذلك بناء على على معلومة وردت على وزارة الدفاع من وزارة الداخلية وأضاف «صراحة لم تكن لشقيقي أي علاقات مشبوهة باعتبار دماثة اخلاقه التي يشهد بها جميع معارفه. وما نريده فقط هو معرفة الحقيقة لان موت شقيقي يكتنفها الكثير من الغموض». وللإشارة فان مجموعة من اهل الفقيد ومتساكني حيه قاموا امس بتحركات احتجاجية واشعلوا العجلات المطاطية ولم تهدا الاوضاع الا مع قدوم سيارة الاسعاف العسكرية التي حملت جثمان الفقيد لاعادة تشريحه. وفي سياق متصل علمت «الصباح الأسبوعي» ان بعض الحقوقيين توافدوا على منزل الفقيد وعبروا عن استعدادهم لمساندتهم ومن بين الاسماء راضية النصراوي وايوب المسعودي. محمد صالح الربعاوي وعبد العزيز الشارني
العميد مختار بن نصر (وزارة الدفاع) ل«الصباح الأسبوعي»: البدري التليلي خنق نفسه بكمّ «المريول» في محاولة لمعرفة موقف المؤسسة العسكرية ووزارة الدفاع من حادثة وفاة بدري التليلي الرقيب أول بالثكنة العسكرية بالكاف، اتصلت «الصباح الأسبوعي» بالعميد مختار بالنصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الذي أكد أن الحادثة ناتجة عن محاولة انتحار ولا وجود لأية أثار للتعذيب، حيث قال: «تؤكد وزارة الدفاع أن المعني حاول الانتحار مستعملا كمّ مريوله الذي استغله لخنق نفسه (وهو قميص من الصوف قوي ومتين)، بعد تلقي الوزارة معلومة من وزارة الداخلية مفادها ان للمتوفى علاقة بعنصر من العناصر الإرهابية في جبال جندوبة والقصرين استدعت السلطات العسكرية المعنية الرقيب أول التليلي يوم 26 ديسمبر للتحري في الموضوع، حيث أنكر المعني بالأمر الاتهامات لكن وبعد يومين من الاستجواب تحديدا يوم 28 من نفس الشهر اعترف بعلاقته بأحد العناصر الإرهابية. وفي نفس اليوم تحديدا الساعة الثامنة و20 دقيقة تم العثور على الموقوف وقد حاول الانتحار مستغلا كمّ مريوله مثلما اسلفنا وتم على اثرها نقله الى المستشفى العسكري حيث توفي». وفي حديثه عن عملية التشريح اوضح العميد بن النصر: «قبل الحديث عن عملية التشريح لابد من التاكيد على ان التحقيق مع الرقيب اول التليلي البدري تم بحضور عسكريين ومختصين في الطب النفسي. اما بخصوص مسالة تشريح الجثة فان القضاء العسكري قد أذن بتشريحها بحضور طبيب تشريح عسكري وآخر مدني. كما أذن لعائلته بتشريح الجثة تشريحها في إحدى مستشفيات الصحة العمومية». واختتم العميد المختار بن نصر بالتأكيد على أن كل حيثيات الموضوع قد تعهد بها القضاء العسكري.